حالة ذعر أصابت أهالي محافظة سوهاج قبل يومين، بعد واقعة تسمم تلاميذ إثر تناولهم الوجبة المدرسية، ووصل عدد المشتبه في تعرضهم للتسمم لنحو ألفي تلميذ من أبناء المحافظة، وقرر الدكتور أيمن عبد المنعم محافظ سوهاج على إثر ذلك وقف توزيع أي وجبات مدرسية على الطلاب بالمحافظة. وفي الوقت نفسه لم يتقبل الأهالي هذا الإجراء محملين وزارتي الصحة والتربية والتعليم ومحافظة سوهاج المسئولية عما جرى لأبنائهم إثر تناولهم للوجبات المدرسية، التي أصابتهم بألم بالمعدة وقيء وارتفاع في درجات الحرارة وذلك في مدارس مختلفة وصل عددها لنحو 8 في إدارتي إخميم وساقتلة. وعلى جانب المحافظة أعلن الدكتور أيمن عبد المنعم، محافظ سوهاج أن قرار وقف توزيع الوجبات الغذائية المدرسية مستمر حتى ظهور نتائج تحليل عيناتها في معامل وزارة الصحة، بعد أن تم التحفظ على هذه الوجبات المدرسية والمخزن الذي أخذت منه وتسليمها إلى لجنة مختصة من وزارات الصحة والتربية والتعليم والوحدة المحلية بالمحافظة للوقوف على سبب الحادث. لم تكن هذه هي الحالة الأولى لتسمم طلاب المدارس خلال الفترة الأخيرة، فالوقائع المشابهة متكررة في محافظات مختلفة، إلا أن أحدا لم يأخذ الأمر على محمل الجد للوقوف على أسباب تكرارها، ففي نهاية فبراير الماضي وقعت حادثة مشابهة لطلاب مدارس الشرقية، لكن وزارة الصحة قالت إن الأمر ادعاءات بسبب تخوفات التلاميذ. وقال نور الدين عبد الرازق النائب البرلماني عن دائرة مركز شرطة طما ل"محيط" : "إن الأمر بسيط وأعداد المصابين ليست بالكثيرة، وما تبقى من التلاميذ داخل المستشفى أعداد قليلة جدا وهم من كانوا يعانون من قبل من مشاكل صحية والإصابات الأخرى كانت إيحائية بعد أن رأوا آخرين حولهم مصابين". وأوضح أن نحو 99% من التلاميذ المشتبه في تعرضهم للتسمم حصلوا على إسعافات أولية مثل المحاليل والحقن وخرجوا فورا، مضيفا "لا نستطيع أن نستبق الأحداث ونقول إن الواقعة حدثت بسبب وجبات فاسدة أو سيئة التخزين، لكن المحافظ قرر إيقاف التغذية في المدارس مؤقتا لحين توضيح الأمر". وقال إنهم ينتظرون المعلومات الواحة من اللجنة المشكلة لفحص العينات والوقوف وراء الأسباب وبعد تحقيقات النيابة، لكنه لم يثبت حتى الآن سببا واضحا لما حدث للأطفال، أما فيما يخص رد فعل النواب قال إن "مجلس النواب تقدم أمس بثلاث بيانات عاجلة لوزيري التعليم والصحة وننتظر الرد". وأشار إلى أنه من المنتظر أن يكون الرد خلال الجلسات القادمة لتوضيح الحالة بعد أن يرسل كلا الوزيرين تقريرا كاملا ومعلومات عن الواقعة إلى المجلس وبعدها نناقشها في إحدى الجلسات، موضحا أن الفترة الزمنية لهذا الرد غير محددة وتتوقف على رد فعل الوزير. فيما وصف النائب خالد صالح أبو زهاد، عضو مجلس النواب عن دائرة جهينة بسوهاج، الواقعة في بيان له بأنها تؤكد أن الفساد وصل لمستويات غير مسبوقة ولم يرحم حتى أطفال المدارس، مشددا على أن "إصابة هؤلاء الطلاب بالتسمم لن يمر مرور الكرام كم يحدث في قضية فساد"، وأنه يجب محاسبة المقصرين والفاسدين المتسببين في إصابة الأطفال المصابون بحالات التسمم، مشيرًا إلى كلام المسئولين عن الأزمة غير حقيقي. فيما قال النائب زكريا حسان، في بيانه العاجل، إن حالات التسمم التي حدثت للطلاب لم تكن الأولى بل تكررت منذ 20 يومًا، لافتًا إلى أنه تم أخذ عينة من الأغذية الموجودة بالمخازن وكانت إيجابية ومع ذلك لم تتوقف وزارة التعليم عن توزيع الوجبات على الطلاب.