المصريون في ألمانيا يواصلون الإدلاء بأصواتهم في أول أيام تصويت المصريين بالخارج في انتخابات مجلس النواب 2025    "الأزهر" تتصدر تصنيف شنغهاي للتخصصات العلمية البينية ضمن أفضل 2000 جامعة بالعالم    المصري الديمقراطي يطالب خطوات "الوطنية للانتخابات" لمنع تكرار مخالفات المرحلة الأولى    رئيس مياه القناة يتابع موقف المشروعات بمحافظة بورسعيد    رفع 30 طنا من القمامة والمخلفات والأتربة بمدينة ناصر بحى شرق سوهاج    28 سفينة ترسو على أرصفة ميناء دمياط خلال 24 ساعة    أصداء إعلامية عالمية واسعة للزيارة التاريخية للرئيس الكوري الجنوبي لجامعة القاهرة    الشيباني: الدبلوماسية السورية واقعية والشرع لا يعرف الاستسلام    مستشار ترامب: هناك خطة دولية جاهزة لوقف حرب السودان    ارتفاع حصيلة ضحايا زلزال بنجلاديش إلى 5 قتلى ونحو 100 مصاب    قوات الاحتلال تقتحم بلدة صوريف شمال الخليل في الضفة الغربية    بنتابول الإسماعيلي بطلًا لكأس السوبر    تعادل طنطا مع وي وفوز بروكسي على الإنتاج الحربي في دوري المحترفين    الهلال السوداني يهزم مولودية الجزائر في افتتاح مجموعات دوري الأبطال    آآآلحين بث مباشر مشاهدة مباراة أهلي جدة والقادسية اليوم في دوري روشن السعودي 2025-2026.    مسار يخسر أمام مازيمبى ويكتفى بالمركز الرابع بدوري أبطال أفريقيا للسيدات    مصرع شخص سقط من الطابق الرابع بأكتوبر، والتحريات: اختل توازنه    ضبط شخص بعد خلاف على ميراث أرض زراعية بدمياط    أول تعليق من نادية مصطفى على أزمة ملف الإسكان بنقابة الموسيقيين    غادة إياد العبادلة: فخورة بعرض فيلم من لا يزال حيا بمهرجان القاهرة    أشرف زكي يتراجع عن الاستقالة بعد زيارة مفاجئة من مجلس نقابة المهن التمثيلية (صور)    ميدو عادل: خشيت فى بعض الفترات ألا يظهر جيل جديد من النقاد    إقبال جماهيري كبير على حفل روائع عمار الشريعي بتوقيع هاني فرحات    العثور على صورة لشاب وفتاة بمقابر في الأقصر يشتبه في استخدامها لأعمال مؤذية    تعرف علي مواقيت الصلاة اليوم الجمعة فى سوهاج    شوقي علام: الفتوى السديدة تقوم على الجمع بين النص الشرعي وفهم الواقع    يسرى جبر: عصمة الأنبياء والملائكة فى مرتبة واحدة والكمال المطلوب فى حقهما واحد    الصحة: تحويل طبيبتي النوبتجية والأسنان بمركز "63 " للتحقيق بمنطقة الشروق الطبية    كيف يؤثر تناول السكر على مرضى السكري وما الكمية المسموح بها؟    «الزراعة» تواصل حملاتها لحماية الثروة الداجنة    انفوجراف| الحصاد الأسبوعي لوزارة الزراعة    جامعة بنها ومؤسسة حياة كريمة ينظمان قافلة بيطرية بمنشاة القناطر    مواصلة الجهود الأمنية لتحقيق الأمن ومواجهة كافة أشكال الخروج على القانون    الجالية المصرية بإيطاليا تشارك فى المرحلة الثانية بانتخابات مجلس النواب    كل ما تريد معرفته عن مواجهات الفرق الأربعة المصرية في البطولتين القاريتين    دعاء يوم الجمعة لأهل غزة بفك الكرب ونزول الرحمة.. اللهم يا فارج الهم ويا كاشف الغم فرّج عن أهل غزة فرجًا عاجلًا    فليك: ميسي أفضل لاعب في العقد الأخير.. وتدريبه ليس من اختصاصي    الحكومة الفرنسية: أطفالنا لن يذهبوا للقتال والموت فى أوكرانيا    السفير المصري بنيوزيلندا: انتخابات النواب تسير بسهولة ويسر    بعد إحالته للجنايات.. تفاصيل 10 أيام تحقيقات مع المتهم بقتل صديقه مهندس الإسكندرية    وزيرة التخطيط: ملتزمون بتمكين المرأة اقتصاديًا بما يتماشى مع رؤية مصر 2030    في عيد ميلادها| قصة أغنية "حبيتك بالصيف" التي تحولت إلى اعتذار رومانسي من عاصي لفيروز    زيلينسكي يرفض إقالة أقوى مستشاريه رغم تفاقم فضيحة فساد كبرى    تعاون جديد بين هيئة الكتاب ومكتبات مصر العامة لتوسيع إتاحة الإصدارات في القاهرة    أفضل وقت لقراءة سورة الكهف يوم الجمعة وفضلها العظيم    رشا عبد العال: النظام الضريبي المتكامل للمشروعات التي لا يتجاوز حجم أعمالها السنوي 20 مليون جنيه    كهرباء الإسماعيلية مهتم بضم كهربا    إصابة 4 أشخاص بطلقات نارية في مشاجرة بين عائلتين بقنا    قائمة بنوك تتلقى رسوم حج القرعة 2026.. اعرف التفاصيل    اسعار الدواجن اليوم الجمعه 21 نوفمبر 2025 فى المنيا    فيديو| ضحايا ودمار هائل في باكستان إثر انفجار بمصنع كيميائي    وفاة القمص توماس كازاناكي كاهن كنيسة رئيس الملائكة ميخائيل بالإسماعيلية    الرئيس الفنزويلي يأمر بنشر أسلحة ثقيلة وصواريخ على سواحل الكاريبي ردا على تحركات عسكرية أمريكية    أخبار مصر: مصير طعون إلغاء الانتخابات، تفاصيل اعتداء 4 عاملين بمدرسة دولية على 6 تلاميذ، أبرز بنود خطة السلام في أوكرانيا    تحذير جوي بشأن طقس اليوم الجمعة.. خد بالك من الطريق    أستاذ طب الأطفال: فيروس الورم الحليمي مسؤول عن 95% من حالات المرض    أوقاف القاهرة تنظّم ندوة توعوية بالحديقة الثقافية للأطفال بالسيدة زينب    التنسيقية: فتح باب التصويت للمصريين بالخارج في أستراليا بالمرحلة الثانية لانتخابات مجلس النواب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«الفاو» تحيي 21 مارس الجاري اليوم العالمي للغابات والأشجار
نشر في محيط يوم 16 - 03 - 2017

تُحيي منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة "الفاو" يوم 21 مارس الجاري اليوم العالمي للغابات والأشجار 2017 تحت شعار "الغابات والطاقة"، حيث تمتص الغابات والأشجار طاقة الشمس وتخزنها، من خلال تحويلها إلى خشب، مصدر الطاقة المتجددة الأكثر استخدامًا في العالم.
وبعد أن كنا نستخدم مصدر الطاقة هذا للطبخ ولتدفئة منازلنا منذ اكتشاف النار، فإن التطورات العلمية الحديثة تفتح آفاقا جديدة أمام استخدامات إضافية، مثل تحويل مخلفات الخشب إلى وقود حيوي سائل تزود به السيارات والطائرات. ويحافظ استخدام الخشب المقطوع من غابات تتم إدارتها على نحو مستدام، على التوازن للأجيال القادمة، ويضمن بقاء الخشب كوقود مستقبلا.
وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد اعتمدت القرار 67/200 في عام 2012، يوم 21 مارس للاحتفال باليوم العالمي للغابات؛ حيث يحتفل هذا اليوم بالغابات بشتى أنواعها وتجري التوعية بأهميتها. وتشجع البلدان في كل يوم عالمي للغابات على بذل الجهود على المستويات المحلية والوطنية والدولية للاضطلاع بأنشطة خاصة بالغابات والأشجار، على غرار حملات غرس الأشجار، كما تختار الشراكة التعاونية في مجال الغابات موضوع كل يوم عالمي للغابات.
وتلعب الغابات دورًا مركزيًا في ظل ما يواجهه العالم من تحديات تغير المناخ ونقص الطعام وتحسين موارد الرزق لأعداد متنامية من السكان؛ إذ تستوعب الغابات نحو 15% من انبعاث الغازات الدفيئة في العالم وتوفر خدمات ضرورية لقطاعات الزراعة والطاقة والمياه والتعدين والنقل والتنمية الحضرية. وتساعد أيضا على الحفاظ على خصوبة التربة، وحماية مستجمعات المياه، والتقليل من مخاطر الكوارث الطبيعية مثل الفيضانات والانهيارات الأرضية. وفي الوقت ذاته، فإن إزالة الغابات وتدهورها يسهمان إسهاما ضخما في انبعاثات غازات الدفيئة، وتتعرض كثير من غابات العالم الباقية لتهديدات متنامية بسبب الأنشطة البشرية وتغير المناخ.
ورغم أن وتيرة إزالة الغابات قد تراجعت في العالم منذ التسعينات، فمازالت مرتفعة إذ تبلغ نحو 13 مليون هكتار سنويا (إجمالا). ويعوض هذا بشكل جزئي زراعة الغابات، ما يجعل صافي الغطاء الحراجي المفقود 5.6 مليون هكتار سنويا وهي مساحة تعادل مساحة كوستاريكا. وما يُقدر بمليار هكتار من أراضي الغابات التي تضيع أو تتدهور كانت نوعيتها قابلة للاستعادة والإصلاح. وإذا تم إصلاح هذه الأراضي لتصبح أنظمة إيكولوجية منتجة وتؤدي وظائفها، فقد تساعد في تحسين معايش أهل الريف والأمن الغذائي وزيادة القدرة على الصمود تجاه تغير المناخ وتخفيف انبعاث الغازات الدفيئة، مع الحد من الضغوط على الغابات البكر.
ويمكن للأشجار الموجودة في أماكن استراتيجية في المناطق المدنية أن تبرد الهواء بما يتراوح بين 2 و8 درجة مئوية.
وتمثل الغابات شبكة أمان مهمة لسكان الريف في زمن الإجهاد الاقتصادي والزراعي؛ حيث يعتمد حوالي 350 مليون شخص ممن يعيشون داخل الغابات الكثيفة أو بالقرب منها عليها في معيشتهم ودخلهم، ونحو 60 مليون شخص (لا سيما الشعوب الأصلية) من هؤلاء يعتمد اعتمادا كاملا على الغابات، والتي تقوم بدور الحارس لما تبقى من غابات طبيعية أصلية في العالم. وتعد الغابات أيضا من السلع الاقتصادية إذ توفر فرص عمل لسكان الريف في الغالب ممن لديهم خيارات ضئيلة خلاف العمل في الزراعة، ويقدر عدد الوظائف في قطاع الغابات الرسمي بنحو 14 مليون وظيفة حول العالم، في حين يصل إلى 10 أمثاله في القطاع غير الرسمي.
ويعمل حوالي 883 مليون شخص في البلدان النامية في قطاع الطاقة الخشبية بدوام كامل أو جزئي. ومن شأن تحديث قطاع الطاقة الخشبية أن يساعد على إحياء الاقتصادات الريفية وتحفيز التطوير المؤسسي- المزيد من الاستثمار في إنتاج الطاقة الخشبية- ويمكن أن يساعد التقدم المحرز في الوقود الخشبي على توفير مداخيل لتمويل إدارة أفضل للغابات وغرس عدد أكبر من الأشجار واستحداث المزيد من الوظائف. وتسهم الصناعات الحراجية بنحو 1% من إجمالي الناتج المحلي العالمي في حين أنه أعلى كثيرا في بعض المناطق والبلدان مثل أفريقيا جنوب الصحراء بنسبة تصل إلى 6%.
وتمثل الغابات مصدرا مهما للطاقة في كثير من البلدان؛ إذ يأتي نحو 65% من مجموع إمداد الطاقة الأولي في إفريقيا من الكتلة الإحيائية الصلبة مثل حطب الوقود والفحم النباتي. ومازال الوقود المعتمد على الحطب يمثل مصدرا أساسيا للطاقة في البلدان المنخفضة الدخل ويعد بشكل متزايد بديلا للوقود الأحفوري مراعيا للبيئة في البلدان المتقدمة. وتمثل الطاقة الخشبية القائمة على الغابات مصدرا رئيسيا للطاقة المتجددة في العالم؛ فهو يوفر طاقة أكبر من تلك الناجمة عن الطاقة الشمسية أو الكهرومائية أو الهوائية، ويمثل حاليًا قرابة 40% من إمدادات الطاقة المتجددة في العالم. كما أنه يلعب دورًا مهمًا في البلدان النامية وبعض البلدان الصناعية على حد سواء.
ويستخدم حوالي 50% من الإنتاج العالمي للخشب (نحو 1.86 مليار متر مكعب) كطاقة للطبخ والتدفئة وتوليد الكهرباء. ويشكل الوقود الخشبي، بالنسبة إلى 2.4 مليار شخص، سبيلاً لتوفير وجبة مطبوخة ومغذية أكثر، إلى جانب مياه مغلية ومسكن دافئ.
ويقدم تقرير صادر عن الفاو بعنوان "الحراجة لمستقبل منخفض الكربون: دمج الغابات ومنتجات الأخشاب في استراتيجيات التغير المناخي"، معلومات حول كيفية استخدام حلقة حميدة تستغل دورة حياة منتجات الأخشاب، والتي تتراوح ما بين أثاث المنازل ونشارة الخشب التي تستخدم وقودًا عند حرقها؛ لتعزيز ومضاعفة قدرة الغابات على التخلص من الكربون في الجو وتخزينه.
وأشار المدير العام المساعد لمنظمة "الفاو" لشؤون الغابات رينيه كاسترو سالازار إلى إن الغابات هي في صلب عملية الانتقال إلى اقتصادات أقل إنتاجًا للكربون، ليس فقط بسبب دورها المزدوج في امتصاص الكربون- مصدر الانبعاثات- ولكن كذلك من خلال الاستخدام الواسع لمنتجات الخشب لتحل محل منتجات الوقود الأحفوري الأخرى. وتساهم الغابات بشكل كبير في امتصاص ثاني أكسيد الكربون في أوراقها وفروعها وتربتها، فيما تسهم إزالة الغابات وتقليصها بما يصل إلى 20% من انبعاثات الغازات الدفيئة المسببة للاحتباس الحراري في العالم. وتعتبر السرعة النسبية التي يظهر بها تأثير وجود أو غياب الغابات، سببًا رئيسيًا لاحتلال الغابات مكانة رئيسية في الخطط التي تضعها الدول للوفاء بالتزاماتها بموجب معاهدة باريس حول التغيّر المناخي.
وبفضل تقدم التكنولوجيات والطرق الأنظف والأفضل للبيئة في المعالجة، فإن الاستخدام الصناعي للخشب يمكن أن يسهم في تقليل بصمة الكربون مقارنة مع استخدام الوقود الاحفوري. والخشب هو الوقود العضوي الصلب الرئيسي حيث يشكل 69% من إمدادات الطاقة المتجددة في العالم، ويشكل الوقود الرئيسي في المنازل لنحو 2.4 مليار شخص حول العالم. ولذلك فإن الاستخدام الأكثر كفاءة لمواقد الطبخ يمكن أن يخفض ما يصل إلى ملياري طن من الانبعاثات السنوية العالمية من ثاني أكسيد الكربون الناجم عن الاستخدامات لإعداد الطعام ومياه الشرب.
ومن ناحية أخرى، فإن بعض الغابات التي تتم إدارتها بشكل مستدام وذات الوفرة النسبية، فإن الكتلة الحيوية الخشبية والتي عادة ما تكون على شكل نشارة الخشب التي تصنع غالباً من المنتجات المعاد تدويرها أو من المخلفات، يمكن استخدامها كمصدر للطاقة على نطاق واسع.
وقد يبدو التشجيع على استخدام الخشب مصدرا للطاقة المتجددة مخالف للمنطق البديهي للوهلة الأولى، إلا أن 1.86 مليار متر مكعب من الخشب، أي أكثر من نصف إنتاج العالم من الخشب يُستخدم بالفعل لهذا الغرض، وهو ما يظهر المكاسب التي يمكن تحقيقها من الإدارة الأكثر استدامة.
وبشكل مباشر أكثر، فإنه عندما يتم تحويل الخشب إلى قطع أثاث وأرضيات وأبواب أو أعمدة لاستخدامها في عملية البناء فإنه لا يتأكسد فوراً، بل إنه يواصل تخزينه للكربون. وطبقا لحسابات منظمة الفاو، فإن تخزين منتجات الخشب مثل هذه للكربون يعوض تقريباً عن جميع انبعاثات الدفيئة التي تسبب فيها تصنيع هذه القطع. إن صافي بصمة انبعاثات مكتب خشبي، خاصة إذا كان تحفة قديمة، هو أقل من انبعاثات أثاث مكتب حديث مصنوع من الفولاذ أو مشتقات البلاستيك، كما أن خيارات التخلص منه عند انتهاء مدة حياته أوسع. وإن تعزيز الوصول إلى خيارات "الكتلة الحيوية التعاقبية" واعتمادها على سبيل المثال إعادة تدوير الخشب المستخدم في البناء لاستخدامه في صنع الأثاث أو التغليف وبعد ذلك استخدامه مرة أخرى كمصدر للطاقة، يمكن أن يقود إلى خفض انبعاثات الكربون بما يصل إلى 135 مليون طن كما أنه يخفف الحاجة الى مكبات النفايات.
وتتزايد الأدلة اليوم على أن المنتجات التي يستخدم فيها الخشب تتنافس بشكل كبير مع مواد البناء البديلة. ومعدل الكربون في مبنى مصنوع من إطار خشبي يشكل فقط نصف معدله في مبنى هيكله من الأسمنت.
ورغم أن للخشب تاريخا طويلا في استخدامه كمادة بناء صديقة للبيئة في دول فيها غابات شمالية، حيث إن أكثر من 80 % من المنازل في الولايات المتحدة والدول الاسكندنافية تُصنع بأطر خشبية مقابل 4 % فقط في فرنسا، إلا أن قبول الخشب في البناء قد يزداد بسرعة أكبر في حال وجدت الحوافز الصحيحة لتبني سياسات بهذا الشأن.
وتعتبر آليات تسعير الكربون والمناهج الجامعية وسياسات الشراء العامة وحتى قوانين التأمين عوامل مهمة لتخفيف "الهيمنة التكنولوجية" للأنظمة التقليدية التي تعتمد على الطوب والاسمنت والفولاذ، بحسب ما جاء في التقرير.
وتشير بيانات جديدة نشرتها منظمة الفاو إلى أن الإنتاج العالمي من جميع منتجات الخشب الرئيسية شهد نمواً للعام السادس على التوالي في 2015، بينما انخفضت التجارة في منتجات الخشب بشكل طفيف. وعزا التقرير هذه الزيادة إلى النمو الاقتصادي المستمر في آسيا، وانتعاش سوق الإسكان في أمريكا الشمالية، وتوسع أهداف الطاقة الحيوية.
ففي 2015 تراوح النمو في حجم المنتجات الخشبية ما بين 1 إلى 8 %. وفي الوقت ذاته انخفضت قيمة التجارة العالمية في منتجات الخشب والورق الأساسية بشكل طفيف من 267 مليار دولار في 2014 إلى 236 مليار دولار في 2015 بسبب انخفاض أسعار منتجات الخشب، إلا أن إنتاج منتجات الخشب في منطقة آسيا والمحيط الهادئ وأمريكا الشمالية كان عند أفضل مستوياته بسبب انتعاش سوق الإسكان.
كما أدى ازدياد الطلب على الطاقة الحيوية، مدفوعاً بسعي أوروبا إلى تحقيق أهداف وسياسات الطاقة المتجددة، إلى زيادة كبيرة في إنتاج الحبيبات بلغت 10 أضعاف في العقد الماضي. وفي عام 2015 ارتفع الإنتاج العالمي من حبيبات الخشب بشكل كبير ليصل إلى 28 مليون طن، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 8% مقارنة مع مستوى العام الماضي الذي بلغ 26 مليون طن، وبنسبة 42% عن إنتاج العام 2012 الذي بلغ 20 مليون طن.
وتجاوز إنتاج دول البلطيق (استونيا، لاتفيا، وليتوانيا) من حبيبات الخشب إنتاج كل من ألمانيا وكندا، حيث صدرت 3 ملايين طن من حبيبات الخشب في 2015 لتصبح ثاني أكبر منتج ومصدر لهذا المنتج بعد الولايات المتحدة.
وأصبحت دول البلطيق تنتج الآن 11% من حبيبات الخشب في العالم، وصدرت 17% من حبيبات الخشب العالمي في 2015. بينما أصبحت كندا ثالث أكبر مصدر لحبيبات الخشب في العالم ورابع أكبر منتج بعد ألمانيا.
وهيمنت أوروبا وأمريكا الشمالية على الأسواق العالمية لحبيبات الخشب، حيث تنتج الولايات المتحدة وكندا أكثر من ثلث حبيبات الخشب في العالم، بينما تصل نسبة واردات المملكة المتحدة والدنمارك وإيطاليا إلى نحو 80 %، وتنتج المملكة المتحدة لوحدها 42% من الواردات العالمية.
ولأول مرة تُدخِل "الفاو" في قاعدة بياناتها الإحصائية الأرقام العالمية للخشب المضغوط "OSB" والتي أظهرت نمواً بنسبة 7% في إنتاج وتجارة هذا النوع من الخشب في 2015، مقارنة مع العام الذي سبق.
وكان هذا الارتفاع الأكبر منذ مستويات ما قبل الركود في 2007 مدفوعاً بتعافي سوق الاسكان والتوسع في استراتيجيات الاقتصاد الحيوي، بما في ذلك التحول إلى مواد بناء وانشاءات خضراء أكثر استدامة.
ويمثل هذا ضعف النمو في إنتاج ألواح الخشب التقليدية والأخشاب المنشورة. وألواح "OSB" هي ألواح خشب تستخدم في عمليات البناء، وهي نوع جديد نسبياً من الخشب بالنسبة للدول خارج أمريكا الشمالية، بدأ إنتاجه في التسعينات وأصبح يشهد نمواً متزايداً الآن في أوروبا بما فيها روسيا الاتحادية، ويتوقع أن يغزو أسواق آسيا خاصة الصين وماليزيا.
وصرح كبير مسؤولي الغابات في منظمة الفاو ماتيس نوردبيرج: "تظهر بياناتنا نمواً صحياً في الإنتاج العالمي من منتجات الأخشاب، ونمواً متسارعا في إنتاج وتجارة منتجات جديدة مثل ألواح الخشب من الجدائل المنسقة وحبيبات الخشب، ما يشير إلى أن قطاع الغابات يتكيف مع التغيرات ويحظى بفرصة كبيرة لكي يصبح لاعباً رئيسياً في الاقتصادات الحيوية الناشئة. فزيادة استخدام مواد البناء العصرية التي تستند إلى الخشب وتنويع الطاقة يمكن أن يسهم في خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون".
وأضاف نوردبيرج أن قاعدة بيانات الفاو حول إنتاج الخشب توفر أداة مهمة لقياس التقدم نحو تحقيق الأهداف التي حددها اتفاق باريس بشأن التغير المناخي، وأجندة 2030 للتنمية المستدامة، لأنه يمكن أن يساعد الدول على الإدارة المستدامة للغابات وزيادة قدرات الغابات على تقليل انبعاثات الغازات الضارة بالبيئة.
في حين حذرت دراسة جديدة أصدرتها الفاو من أن استخدام حبيبات الخشب لتوليد كهرباء منخفضة الكربون، سياسة خاطئة لأنها تسرع من عمليات الاحتباس الحراري، ولا تساهم في الحد منها. وبحسب الدراسة، فإن الخشب ليس محايدا بالنسبة للكربون، والانبعاثات الحرارية المترتبة عن حرق حبيبات الخشب، أكبر من حرق الفحم للحصول على الطاقة. وطالب كاتب الدراسة محلل السياسات البيئية المستقل دنكان براك بضرورة إعادة النظر فوراً في الدعم المقدم للكتلة الحيوية، أي سياسات توليد الطاقة من المواد الحيوية.
وأصبح استخراج الطاقة من الأشجار جزءا رئيسيا من إمدادات الطاقة المتجددة في العديد من البلدان بما في ذلك بريطانيا. وفي الوقت الذي تركز فيه غالبية النقاشات علي الطاقة المتجددة على طاقة الرياح والطاقة الشمسية، فإن الكتلة الحيوية مازالت أكبر مصدر للطاقة الخضراء في جميع أنحاء أوروبا، وتساهم بحوالي 65% من الطاقة المتجددة، وكذلك الكهرباء المولدة من حرق حبيبات الخشب.
وتواجه حكومات الاتحاد الأوروبي ضغوطا لتحقيق الأهداف الصعبة لخفض انبعاثات الكربون، وشجعت منتجي الكهرباء على استخدام المزيد من هذا النوع من الطاقة من خلال توفير دعم كبير لحرق الكتلة الحيوية. ولكن تقييما جديداً لمؤسسة "تشاتام هاوس" البحثية يشير إلى أن هذه السياسة معيبة جدا، خاصة عندما يتعلق الأمر بخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.
ووفقا لدنكان براك، فإن اللوائح الحالية لا تأخذ في الحسبان الانبعاثات من حرق الخشب، على افتراض أنهم ينتهجون سياسة متوازنة بزرع أشجار جديدة. وقال براك، الذي شغل أيضاً منصب مستشار خاص سابق في وزارة الطاقة وتغير المناخ البريطانية، إن هذه الفكرة ليست ذات مصداقية ولا معنى لها، والحقيقة أن الغابات واصلت النمو على مدى 20 أو 100 سنة سابقة ما يعني أنها تخزن كميات كبيرة من الكربون، ولا يمكن التظاهر بأنها لن تؤثر على الغلاف الجوي إذا ما تم قطعها وحرقها.
ويرى براك أن افتراض محايدة الكربون يغفل بعض القضايا الحاسمة، بما في ذلك حقيقة أن عدد الأشجار الصغيرة المزروعة كبدائل لامتصاص وتخزين الكربون أقل من تلك التي تم حرقها.
وهناك مشكلة رئيسية أخرى وهي أنه في ظل قواعد الأمم المتحدة بشأن المناخ، فإن الانبعاثات من الأشجار تحسب فقط عندما يتم حصادها. لكن الولايات المتحدة وكندا وروسيا لا تستخدمان هذه الطريقة للمحاسبة، واحتساب انبعاثات الكربون من حرق الأخشاب، لذلك فإن استيراد الاتحاد الأوروبي حبيبات الخشب من هذه الدول، يعني أن الكربون سيكون مفقودا ببساطة.
ويوضح براك أن حرق حبيبات الخشب سيطلق مزيداً من الكربون أكثر من الوقود الأحفوري، مثل الفحم لكل وحدة من الطاقة خلال دورة حياتها الكاملة. وتتسبب رحلة المنتجات الخشبية لمسافات طويلة في المزيد من انبعاثات الكربون، لأنها مرتبطة بالإنتاج والنقل على الخصوص.
وداخل الاتحاد الأوروبي، تعد بريطانيا أكبر مستورد لحبيبات الخشب لاستخدامها في توليد الحرارة والطاقة، وحصلت على 7.5 مليون طن من الولايات المتحدة وكندا في 2015- 2016. وتأتي غالبية هذه المنتجات من جنوب شرق الولايات المتحدة، حيث تتزايد المخاوف بشأن هذه التجارة.
وقال المستشار العام للمركز القانوني البيئي الجنوبي في الولايات المتحدة ديفيد كار إن هذا التقرير يؤكد مرة أخرى أن قطع الأشجار وحرقها كارثة لسياسة المناخ وليس حلا، مثل استخدام حبيبات الخشب في محطات توليد الطاقة. وأضاف كار: "تقطيع الغابات في منطقتنا بوضوح لتوفير الحبيبات الخشبية لمحطات توليد الطاقة في بريطانيا. وتأخذ العملية الكربون المخزن في الغابات وتضعه مباشرة في الغلاف الجوي عن طريق مدخنة، لذلك هناك حاجة ماسة لخفض تلوث الكربون.
وفي أوروبا فإن الدفع باتجاه حبيبات الخشب يقدم حوافز لصناعة الغابات لزراعة أكثر وحصد الكثير من الأشجار، وأبدى خبراء البيئة قلقهم من أن هذا النظام يخلق دورة غير متوازنة".
وتسلط الدراسة الجديدة الضوء أيضا على مخاوف بشأن استخدام الطاقة الحيوية مع جمع وتخزين الكربون BECCS.
وأشار علماء وبينهم الفريق الحكومي الدولي المعني بتغير المناخ (IPCC)، إلى أن هذا النظام يمكن أن يُستخدم لامتصاص الكربون من الغلاف الجوي للحفاظ على العالم من مستويات ارتفاع درجات الحرارة الخطيرة. ويتزايد القلق إزاء استمرار استخدام الحبيبات والرقائق الخشبية لتوليد الطاقة الكهربائية.
واقترح الاتحاد الأوروبي نظاماً جديداً للكتلة الحيوية تحت توجيه الطاقة المتجددة المنقحة. ويقول دنكان براك: "إنها فرصة جيدة لمراجعة الأساليب الحالية لدعم استخدام طاقة الخشب في جميع أنحاء أوروبا. وينبغي تشجيع استخدام النفايات المطحونة، ولكن ينبغي الحد من حرق الحبيبات. أود أن أرى دعماً لزيادة مساحة الغابات، وليس الحصول على الطاقة من الغابات".
إن زيادة الاستثمار في الابتكار التكنولوجي والإدارة المستدامة للغابات تشكل أمراً أساسياً لتعزيز دور الغابات بوصفها مصدراً رئيسياً للطاقة المتجددة. وبهذا الشكل، نستثمر في مستقبلنا المستدام وفي تحقيق عدد من أهداف التنمية المستدامة وكذلك في استحداث اقتصاد أخضر. وقد يتيح اتساع المناطق الحرجية المستدامة للأسر والمجتمعات إلى جانب استخدام المواقد الخشبية النظيفة والكفؤة فرصًا للوصول إلى الطاقة المتجددة الرخيصة والموثوقة بالنسبة إلى الملايين من الأشخاص في البلدان النامية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.