ترجمة : حسام السقا كتاب رئيس الولاياتالمتحدةالأمريكية الأسبق بيل كلينتون بعنوان "العودة إلى العمل" هو محور مقال الناقد جيف مادرك بالملحق الثقافي لصحيفة "نيويورك تايمز" ، والمنشور مؤخرا ليشير لخطة كلينتون لخلق وظائف للأمريكيين، وأنه يجب القضاء على هوس مناهضة الحكومة لدى الأمريكيين، باعتباره العدو الأول للشعب . يقول الناقد : يبدو أن كلينتون يرسل برسالة لباراك أوباما بأن عليه الإنضمام معه في مواجهة من يقومون بشجب أعمال الحكومة و التنديد بها ، وقد حاول كلينتون فعل ذلك بتوحيد القوى بين الفريقين، وصعد بالفعل نجم الجمهوريين في الكونجرس عام 1994 . ويؤكد الكتاب أن كلينتون سعى في فترة توليه الحكم الثانية أن يخفض الإنفاق الحكومي ويسد الدين الداخلي من خلال الإستثمار بموارد أمريكا، ويرى كلينتون أنه في عام 2000 وبسبب مناهضة الحكومة فقد خفضت الحكومة الضرائب عن المواطنين وهو ما شكل سببا رئيسيا فى العجز الذى نعانى منه الآن، في حين تردد العديد من الديمقراطيين فى فرض ضرائب على القطاعات الحكومية و الأنشطة التجارية المختلفة .
فى المقابل يقول كلينتون فى كتابه أن أمريكا لم تحصل على أفضل اقتصاد في ظل تخفيضات بوش الضريبية ؛ فوفقا لمعهد الدراسات للدخل و النمو الفردى فإنه حتى قبل الكساد الكبير فقد أنتجت أمريكا فى ظل ولاية كلينتون 22 مليون وظيفة ، بينما فترة بوش التى ضربها الكساد العظيم لم تنتج الولاياتالمتحدةالأمريكية إلا 2.5 مليون وظيفة ، ويضيف كلينتون أنه ليس أدل على سياسة بوش الفاشلة أن انتهت فترة الكساد بعد ستة أشهر من تولى باراك أوباما الرئاسة وإنتاج 8 مليون وظيفة في فترة ولايته . ويكمل كلينتون بكتابه : ورث أوباما تريليون دولار هى قيمة الدين الداخلى ، وجزء لا بأس به من تخفيضات الضرائب التى أجراها بوش بالإضافة إلى بطالة و بطالة مقنعة على حد سواء ، فهؤلاء الساعين للعمل لا يحصلون إلا على عمل بدوام مؤقت، رغم الطفرة التى حققتها الشركات التجارية ، وهي طفرة تقل عما جرى في التسعينيات . ويعتقد كلينتون أنه قد ترك فى العام 2001 اقتصادا سليما لوريثه بوش ، مشيرا إلى الأضرار التى لحقت هذة الفترة منذ العام 2001 ، ومشيرا لإنجازاته التشريعية ومنها فرض ضرائب الدخل على ميسورى الحال فى العام 1993 ، لكن من ناحية أخرى كان هناك تخوف من المحافظين من عواقب العجز المتزايد على الموازنة العامة ، وبدأ بالتوازي مع ذلك انحسار أسعار الفائدة و تراجع معدلات البطالة فى نهاية الأمر إلى 4% بحلول العام 2000 ، لكن هذه الصورة الوردية لم تخدع المحافظين الذين توقعوا ضعف الاقتصاد ، إلا أن ظنونهم أدركتها الرياح . لكن من ناحية أخرى كانت هناك عوامل أخرى ساهمت فى زيادة الضرائب ، حيث أكد آلان غرينسبان رئيس الاحتياطى الفيدالى ( البنك المركزى الامريكى ) أنه قد رفع سعر الفائدة بشكل حاد عام 1994 وهي على أية حال تبقى على معدلات تضخم أقل . ويضيف : فى هذه الأثناء قل الإنفاق الحكومى و لاسيما أن الإنفاق على القطاع العسكرى قد قل بشكل ملحوظ إبان انتهاء فترة الحرب الباردة ، وقد ساعدت الطفرة التكنولوجية وظهور الإنترنت والاتصالات الحديثة على دفع الناس للإنفاق وبالتالي إنعاش القطاع الاقتصادي، وهو ما أعطى انطباعا للإدارة الأمريكية بالثراء أكثر من أي وقت مضى .