أكد الدكتور أسامة الأزهري خطيب ومحاضر أزهري وعضو الهيئة الاستشارية لرئاسة الجمهورية بأننا في حاجة إلى تقديم أطروحة عاجلة لإطفاء نيران الفكر المتطرف والمتطرفون على غرار "داعش وبوكر حرام" الذين يقدمون الدين في غاية القبح والبشاعة. وقال الأزهري - أمام مجموعة من الشباب الفلسطيني في ندوة "تجديد الخطاب الديني لدعم القضية الفلسطينية" بالعين السخنة - يجب أن نقدم طرحا عميقا يكشف عن مقاصد الشرع الشريف ويفند مزاعم هذا الفكر المتطرف. وأضاف الأزهري أمام الشباب الفلسطيني أن تيارات الفكر المتطرف والإلحاد تزيد عن 25 تيارا تدور حول 40 فكرة منها الحاكمية، والتكفير، والولاء، والبراء، والخلافة، والوطن" ونشأت هذه التيارات نتيجة لدخول غير متخصصين المجال الشرعي دون إعداد ومؤهلات. وقال الأزهري في جلسته التي حملت عنوان "تجديد الخطاب الديني كمدخل للتوافق المجتمعي" إن هناك فرقا كبيرا بين الفكر الصحيح والفكر المتطرف، وضرب مثلا بالعلامة الراحل فضيلة الإمام الشيخ محمد متولي الشعراوى كمثالا للفكر المستنير، وأبو بكر البغدادي مثالا للفكر المتطرف. وأضاف أن الشيخ الشعراوي نموذجا مستنيرا ونتعلم منه جميعا، علماء وشيوخ ومواطنين، أما أبو بكر البغدادي فهو نموذج للفهم غير الصحيح للدين.. مشيرا إلى أن ظاهرة التطرّف قديمة، فالخوارج خرجوا عن سيدنا علي بن أبي طالب أحد الخلفاء الراشدين وأحد المبشرين بالجنة وهو ابن عم الرسول الله صلي الله عليه وسلم. وقال الأزهري إنه عبر التاريخ، كلما وجدت موجة من الفكر المتطرف وجدت معه موجة من الفكر الإلحادي، والرافد الأكبر لهذا الفكر المتطرف هو تقديم الدين بصورة منفرة مع إصرار صاحب هذا الفكر أن هذا هو الدين. وأكد الأزهري أننا نحتاج إلى إعادة صناعة الشخصية الوطنية بعد أن بدأت التيارات التكفيرية إلى استهداف، مفهوم الوطن والمواطنة ولذلك يجب تجديد معالم الشخصية الوطنية حتى نستطيع أن نعبر هذه الأزمة. وقال إننا نحتاج أيضا إلى بناء الحضارة الإسلامية الصحيحة القائمة على القرآن والسنة وبناء المؤسسات التي تحمي هذه الحضارة ، ولكي نقدم نموذجا صالحا لصحيح الدين يجب أن يكون القائم على هذا الأمر لديه فهم صحيح للشرع ويفهم الواقع ويدركه ويكون لديه القدرة على الربط بين الشرع والواقع. وأشاد الدكتور أسامة الأزهرى بعدد كبير من العلماء والمشايخ في فلسطين.. وقال معظم العلماء في فلسطين أما تخرجوا من الأزهر أو تعلموا من مخرجاته الفقهية، فصار الخطاب الديني الفلسطيني مصبوغا بثقافة مصرية وبلغة أزهرية وسطية بعيدة عن منابع العنف والتطرف والغلو. وتأتي هذه الندوة في إطار الجهود التي تقوم بها مصر لدعم القضية الفلسطينية، من منطلق إيمانها بأن الشباب فاعل أساسي في مستقبل القضية التي كانت وستظل هي القضية المحورية في الشرق الأوسط. وبدأت الندوة أمس السبت وتتضمن جلسات عمل، الأولى بعنوان "دور الخطاب الديني المعتدل في دعم القضية الفلسطينية" وتحدث فيها الدكتور سعد الدين الهلالي أستاذ الفقه المقارن بكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر، والجلسة الثانية بعنوان "الصورة النمطية للعرب والمسلمين من وجهة نظر الغرب" ويتحدث فيها الدكتور مصطفى الفقي مساعد وزير الخارجية الأسبق. وفي جلسات اليوم ناقشت الندوة في الجلسة الأولى بعنوان "تجديد الخطاب الديني كمدخل للتوافق المجتمعي" ويتحدث فيها الدكتور أسامة الأزهري خطيب ومحاضر أزهري وعضو الهيئة الاستشارية لرئاسة الجمهورية. الجلسة الثانية بعنوان "الشباب كفاعل أساسي في مستقبل القضية الفلسطينية" ويتحدث فيها الدكتور عبد المنعم سعيد رئيس مجلس إدارة المركز الإقليمي للدراسات الاستراتيجية. وتبادل الشباب الفلسطيني على هامش الندوة الأفكار والآراء مع أساتذة العلوم السياسية والشريعة حول سبل تعزيز العلاقات المصرية الفلسطينية وتطويرها في كافة المجالات.