أهم ما يلفت أنظارنا حينما ندخل متحفًا أو معرض لبيع الأنتيكات والتحف أو مزاد كبير لبيع المقتنيات النادرة هو فن الرسم علي الخشب والأثاث ومنذ أن بدأ الإنسان في إبداع الفنون المختلفة كان الرسم علي الخشب هو أحد تلك الفنون وأول من عرف الرسم علي الخشب والأثاث هم قدماء المصريين لتزيين أثاث بيوتهم ومعابدهم كما ظهر الأثاث الصيني في القرن السادس عشر في أوروبا في المحاكم الأوروبية بإنجلترا وفرنسا وهولندا وشملت رسوم الفاكهة والزهور على الخشب ومن هذا المنطلق يشير مصطفى كامل الباحث فى الآثار والفنون الإسلامية إلى أن فن الرسم على الخشب ظهر في الفن الإسلامي وهناك قطعة فنية رائعة بمتحف الفن الإسلامى بعد افتتاحه مؤخرًا تمثل باب من القرن الحادي عشر الهجري ، السابع عشر الميلادي وهذا الباب من قصر جهل ستون أي قصر الأربعين وسمي بالأربعين لوجود عشرون عمودًا قائمًا ينعكس على البركة التي أمامه وينسب إلي الشاه عباس الأول الصفوي وقد زخرف برسوم آدمية وزخارف نباتية وأبراج فلكية ومناظر تصويرية وقد أبدع الفنان في توزيع المناظر التصويرية وكأن الباب صفحة من مخطوط صفوي مزين بأروع التصاوير ويوضح مصطفى كامل أن هذه التصاوير تمثل التراث الفارسي القديم مثل قصة ليلي والمجنون وحياة البلاط الصفوي وقد ذكرت الدكتورة سعاد ماهر في كتابها الفنون الاسلامية أن العصر الصفوي ظهر فيه أسلوب اللاكيه في زخرفة الأخشاب وقوام زخرفتة عبارة عن مناظر تصويرية تمثل مدرسة التصوير الصفوية ويتم تنفيذه عن طريق استعمال رقائق رفيعة جدًا من اللاكيه وكل طبقة من اللاكيه تحتوي علي رسم عنصر بلون معين تلصق الواحدة علي الأخري حتي يتكون في النهاية الشكل والرسم المطلوب ويضيف مصطفى كامل أن المدرسة الصفوية تنقسم إلي مدرستين الأولي يطلق عليها اسم المدرسة الصفوية الأولي وتبدأ من عهد الشاه إسماعيل الصفوي حتي بداية حكم الشاه عباس والثانية من بداية تولية الشاه عباس حتي نهاية حكم فتح علي شاه وعندما نقل الشاه عباس العاصمة إلي أصفهان تنوعت الأساليب الفنية لقرب العاصمة من البلاد الهندية كما زادت التأثيرات الأوروبية التي جاءت مع البعثات وفي القرن الحادي عشر للهجرة طرأ تغييرًا كبير علي المدرسة الصفوية الثانية فقد قل عدد الأشخاص وأصبح الفنان يكتفي برسم شخص أو اثنين فقط بالصورة وهو ما تجسّد فى رسومات الباب