موسكو-أ ش أ: أعلن رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين المرشح في انتخابات الرئاسة المقررة العام المقبل أن نتيجة الانتخابات البرلمانية الأخيرة في بلاده تعكس توزيع القوى الفعلي، وقال "إن المعارضة تعتبر دائما أن نتائج الانتخابات غير نزيهة. واعتبر بوتين في رده على أسئلة المواطنين الروس في برنامج "حوار مع فلاديمير بوتين" الذي بثه التليفزيون الروسي اليوم الخميس أن انتقادات المعارضة الروسية للانتخابات البرلمانية لها أهداف بعيدة هى تقويض الثقة بانتخابات الرئاسة المرتقبة.
وقال بوتين "من الواضح بالنسبة لي على سبيل المثال، أن الهجمات على الانتخابات التي جرت، ذات طابع ثانوي وأن الهدف الرئيسي هو انتخابات الرئاسة القادمة"، ودعا لسحب البساط من تحت أقدام من "يود نزع الشرعية عن السلطة في البلد" على حد تعبيره.
وأضاف بوتين "اجتزنا فترة الأزمة الصعبة جدا، وانظروا ما حدث في البلدان الاخرى، ومن الواضح أن هذا انعكس على المواطنين بصورة سلبية لدرجة ما وانخفض مستوى المعيشة وفقد الكثيرون العمل، ولذلك يسهل على المعارضة الان كسب الاشخاص الغاضبين من الوضع الراهن، في صفوفها أكثر بكثير من السابق".
وقال بوتين "فيما يخص التزوير واستياء المعارضة من نتائج الانتخابات لا جديد في هذا إنه كان يحدث على الدوام، فان المعارضة موجودة من أجل النضال في سبيل السلطة إنها تناضل في سبيل استلام السلطة ولذلك تبحث عن مختلف الامكانيات لازاحة السلطة الحالية وتوجيه الاتهامات لها وعرض اخطائها وعموما هذا شيء طبيعي تماما".
وطالب بوتين القضاء بالتحقيق في الخروقات التي شهدتها الانتخابات البرلمانية وقال "يجب التوجه إلى القضاء في حالة عدم الاتفاق مع نتائج اللجان الانتخابية"
واقترح بوتين وضع كاميرات رقابة في كافة المراكز الانتخابية في البلد من أجل استبعاد التزوير في الانتخابات.
وعلق رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين على التظاهرات التي شهدتها روسيا الاسبوع الماضي، نتيجة الاستياء من سير الانتخابات البرلمانية وقال "تبعث السرور مشاهدة الناس المثقفين الاصحاء، يطرحون موقفهم في هذه التظاهرات بنشاط" مؤكدا في الوقت ذاته أن روسيا لن تسمح بجرها إلى مخططات زعزعة المجتمع.
وقال رئيس الوزراء الروسي "إن الاحتجاجات مقبولة في إطار القانون وعدم الاتفاق مع ما تفعله السلطة مقبول أيضا، لان السلطة ليست على الدوام ترد على تحديات الزمن وتسلك سلوكاصائبا ولكن ليس من الصائب، كما اعتقد السماح بجرنا إلى مخططات معينة لزعزعة المجتمع".
واعتبر بوتين أن "الثورات المختلفة الالوان" هي مخططات لزعزعة المجتمع اعدت فيالخارج. وقال "إننا نتذكر أحداث "الثورة البرتقالية" في أوكرانيا وبالمناسبة كان هناك بعض المعارضين الروس في أوكرانيا، وعملوا رسميا بصفة مستشارين للرئيس يوشينكو وقتئذ وينقلون هذه الممارسة بالطبع إلى الساحة الروسية".
وحدد بوتين المهام الرئيسية المطروحة على السلطة الروسية في تدعيم النظام السياسي وتوسيع قاعدة الديمقراطية وتعزيز ثقة الناس بالسلطات، وقال إنه "يرى ضرورة تحصين النظام السياسي ضد الصدمات الخارجية ومحاولة التسلل إلينا والتأثير على عملياتنا السياسية الداخلية".
وأوضح بوتين أن مهمته، إذا فاز في الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في مارس المقبل ستتمثل في إجراء "إصلاحات عميقة" تدعم استقرار روسيا وتمكنها من التقدم والوصول إلى غايات سامية وأيضا تحديث وتنويع الاقتصاد ووضع الاقتصاد الروسي على سكة اقتصاد المعرفة".
وأنهى رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين زعيم حزب "روسيا الموحدة" الحاكم أمس الأربعاء إجراءات تسجيل ترشحه لخوض سباق الانتخابات الرئاسية المقبل ليكون اسمه هو الأول على قائمة المرشحين.
على جانب اخر أعلن رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين أن الاقتصاد الروسي سينمو بنسبة 2ر4% - 5ر4% حسب نتائج عام 2011، مشيرا غلى أنه تم تخفيض التنبؤات الرسمية فيما يتعلق بنمو الناتج المحلي الاجمالي والذي قدمته وزارة الاقتصاد والتنمية من نسبة 2ر4% إلى نسبة 1ر4% .
وقال رئيس الوزراء الروسي إنه من المتوقع أن يبلغ نمو الاقتصاد الاوروبي في العام الجاري مستوى 1% - 2ر1%، ويمكن ألا تشهد معظم الدول الاوروبية نموا، وبعضها يشهد نموا سلبيا"، مضيفا "لا يسرنا هذا الأمر إطلاقا، علما بأنه يمكن أن يؤثر علينا".
وأضاف بوتين أن التضخم المالي في روسيا الاتحادية يمكن أن يبلغ مستوى نحو 6%، وهو ما يعد رقما قياسيا يمكن مقارنته مع مستوى بلدان اوروبية مثل بريطانيا. وقال "يعتبر هذا المؤشر جيدا جدا لروسيا، لكننا يجب أن نحافظ على النزعة الرامية إلى خفض التضخم المالي".