بغداد: ذكرت تقارير صحفية أن رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي حاول إقناع الرئيس الامريكي باراك اوباما بضرورة استمرار الرئيس السوري بشار الاسد وحكمه من اجل تثبيت الاستقرار في منطقة الشرق الاوسط بعد اتمام انسحاب الجيش الامريكي من العراق اواخر الشهر الجاري. ونقلت صحيفة "الراى" الكويتية عن الرئيس اوباما رفضه لتلك المحاولة حسبما اعلنت مصادر امريكية مطلعة على مضمون اللقاء بين الرجلين اول من امس.
هذا وقد ابلغ المالكي اوباما قائلا ان "الاسد وعده بتفكيك وتسليم مجموعة يونس الاحمد البعثية العراقية المقيمة في دمشق والمعارضة لحكومة المالكي، والتعاون مع المحكمة الدولية الخاصة بلبنان والتي تعمل على محاكمة مرتكبي جريمة اغتيال رئيس حكومة لبنان الاسبق رفيق الحريري في العام 2005، وتنشيط التبادل الاستخباراتي بين سورية والولاياتالمتحدة على نطاق واسع لا سابق له يشمل المنطقة باكملها ومن شأنه ان يساهم في تثبيت الوضع الامني تماما في العراق ولبنان ومناطق متوترة اخرى".
واضافت المصادر ان المالكي اكد لاوباما ان "الاسد ينوي قيادة بلاده باتجاه الديموقراطية، واجراء اصلاحات، وانتخابات برلمانية ورئاسية". في الاطار نفسه، قال المالكي للرئيس الامريكي ان "من شأن انهيار الاسد اندلاع حرب اهلية في سورية تطول ألسنة لهبها بعض دول المنطقة وفي مقدمتها العراق"
ووفقا لما اكده المالكي فإن الحل الوحيد في سورية يكمن في الحوار بين النظام والمعارضة، وعدم تدخل اي من الدول في شأن سورية الداخلي.
وانتهى رئيس الحكومة العراقية الى القول ان بلاده "تحاول، قدر المستطاع، الوقوف على الحياد في الموضوع السوري، وحصر نشاطها بمساعي الخير في مساهمة للتوصل الى حل ينهي الوضع القائم."
هذا وقد اعرب اوباما عن شكره للمالكي لمطالعته مؤكدا انه لو بقي صدام حسين موضوعا عراقيا داخليا من دون تدخل الولاياتالمتحدة ولو تم حصر الحل العراقي بحوار بين المعارضة العراقية وصدام، لما كان المالكي جالسا في المكتب البيضاوي في البيت الابيض.
واضاف اوباما قائلا" انه لطالما شكلت سورية تهديدا على استقرار العراق وامنه وسهلت دخول من سماهم بالارهابيين من الاراضي السورية الى الاراضي العراقية.
وتابعت المصادر ان اوباما ذكّر ضيفه بالاتهامات التي وجهها الى الاسد بالضلوع في تفجيرات بغداد في اغسطس 2009 ومطالبة المالكي باقامة محكمة دولية لمحاسبة الاسد وافراد نظامه.
واعتبر اوباما ان موقف الولاياتالمتحدة من سقوط شرعية الاسد هو موقف نهائي، ولا عودة فيه الى الوراء، فدول العالم بما فيها الولاياتالمتحدة اعطت الاسد فرصة لقيادة الاصلاح نحو الديموقراطية الا ان الاسد اختار طريق الاستمرار بقتل شعبه، وهذا طريق لا عودة فيه.