قال موقع "أروتز شيفا" العبري, إن سحب مصر لمشروع قرار في مجلس الأمن الدولي يدين إسرائيل بشأن الاستيطان, هو مؤشر على ميلاد شرق أوسط جديد يحقق طموحات تل أبيب في عهد إدارة الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب. وزعم الموقع في تقرير له, أن القاهرة استجابت على الفور لدعوة ترامب لسحب مشروع القرار في مجلس الأمن, في إطار حرصها على فتح صفحة جديدة في العلاقات مع واشنطن, بعد أن ساءت كثيرا في عهد الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته باراك أوباما. وتابع " ترامب يدعم إسرائيل بقوة, ولذا سيضغط على القاهرة لتعزيز تعاونها مع تل أبيب, ليس على المستوى الأمني فقط, وإنما في كافة المجالات, لدرجة تصل حد التحالف بينهما ", على حد ادعائه. وأشار الموقع إلى أن اختيار ديفيد فريدمان من قبل ترامب, ليكون سفيرا لأمريكا لدى إسرائيل, يدعم أيضا ميلاد الشرق الأوسط الجديد, الذي يحقق مصالح تل أبيب, خاصة أن فريدمان من أشد المؤيدين لإسرائيل. ونسب "أروتز شيفا" إلى فريدمان, قوله :" إن دعوة الرئيس الإسرائيلي الراحل شيمون بيريز لشرق أوسط جديد, سنحقق ما هو أفضل منها لصالح تل أبيب". وكانت صحيفة "هآرتس" العبرية, زعمت أيضا أن مصر تراجعت عن مشروع أعدته في مجلس الأمن الدولي بشأن إدانة الاستيطان, وذلك استجابة لضغوط إسرائيلية مكثفة. وأضافت الصحيفة في تقرير لها, أن التحول المفاجئ في موقف مصر، التي تمثل المجموعة العربية في مجلس الأمن، جاء بعد أن مارس رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ضغوطا مكثفة على القاهرة. وتابعت " نتنياهو أجرى اتصالات مكثفة مع القاهرة منذ طرح مشروع القرار المصري, وضغط على المسئولين المصريين لتأجيل التصويت عليه, وبالتالي القضاء على أول تحرك يدين إسرائيل في مجلس الأمن منذ عقود, خاصة بعد التسريبات حول أن إدارة الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته لن تستخدم الفيتو ضده". واستطرت "مصر هي من قدمت مشروع القرار وحددت موعد التصويت عليه, إلا أنها سرعان ما طلبت تأجيل التصويت عليه لأجل غير مسمى, بحجة إجراء المزيد من المشاورات حوله, إلا أن الحقيقة أنها رضخت لضغوط نتنياهو", حسب زعمها. وكانت مصر وزعت مسودة قرار في مجلس الأمن الدولي يطالب بوقف الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة, وكان من المقرر أن يصوت المجلس المؤلف من 15 دولة عليه, حيث كان يحتاج لتمريره تسعة أصوات مؤيدة وعدم استخدام أي من الأعضاء الخمسة الدائمين -وهم الولاياتالمتحدة وفرنسا وروسيا وبريطانيا والصين- حق الفيتو, إلا أنه سرعان ما تواترت الأنباء حول طلب مصر تأجيل التصويت عليه. وبعد ذلك, أعلنت السنغال وفنزويلا وماليزيا ونيوزيلندا أنها ستطرح مشروع قرار مماثل حول إدانة الاستيطان, بعد أن سحبت مصر مشروع قرارها, ولم يكن هناك فرقا - حسب "الجزيرة"- بين مشروع القرار الذي صاغته مصر بالتعاون مع المندوب الفلسطيني لدى الأممالمتحدة رياض منصور والمشروع المقدم من الدول الأربع.