عيسي : "رحلة الدم " تكشف المسكوت عنه من 1400 عام ..وتفضح القتلة الأوائل استخدام الدين في حمامات الدم والسعي المحموم وراء الخلافة السبب فيما وصلنا إليه اعتمدت على أمهات الكتب .. ولم أعتمد على الرؤية الشيعية للأحداث عبد الشكور : لو تعلمنا من " الفتنة الكبرى" ما وجدت "داعش" احتفل الصحفي والروائي الكبير إبراهيم عيسي ، مساء الخميس، بصدور الطبعة الثالثة من روايته "رحلة الدم – القتلة الأوائل" خلال شهرين من صدورها ، وشارك فى الاحتفالية الكاتب حمدي عبد الرحيم ، و الكاتب عمر طاهر ، والكاتبة الصحفية فاطمة ناعوت ، و الإعلامي إسلام البحيري ، و الإعلامية بثينة كامل ، و والناقد محمود عبد الشكور ، و الناقد إيهاب الملاح ، و رئيس جامعة القاهرة جابر نصار . وأشار إبراهيم عيسي ، إنه استغرق ثلاث أعوام لكتابة الرواية ، وكان يخطط أن تكون جزءا واحدا ، ولكن الرواية تجاوزت الألف صفحة ، فقرر التوقف عند هذا الحد ، ليكون للحديث بقية فى جزء ثان ، من المنتظر صدوره فى 2022 . وأعرب عيسي عن انشغاله الدائم بالتاريخ ، و تقديمه لأكثر من 210 ساعة تلفزيونية عن التاريخ الإسلامي ، وكتابته لرواية "دم الحسين" التي كانت هي منطلق روايته الجديدة التى أراد أن يعود فيها لجذور المشكلة ، قائلا : الرواية انطلقت من محاولة معرفة التاريخ المرضي للعائلة العربية و الإسلامية ، وكنت قد اخترت لها عنوان "أصل المسألة " ، قبل أن تتحول إلي "رحلة الدم " الذي رصد فيها مسار رحلة القتلة الأوائل . و قال أن الرواية تكشف المسكوت عنه لأكثر من 1400 عام ، رغم ثبوته في العديد من المراجع التاريخية ، من استخدام الدين فى حمامات الدم و الاغتيالات و السعي المحموم وراء الخلافة ، الذي راح ضحاياها الكثير فى حروب طائفية بدأت باغتيال وانتهت باغتيال واستمرت ، مضيفا كما هناك المسلمين الأوائل هناك القتلة الأوائل ، مشيرا أن ما تم السكوت عنه كان محصلته دم بلا آخر ، و يرينا كيف تحولنا لخطر على أنفسنا ، وخطر علي البشرية . الرواية تدور في الفترة الزمنية من 35 هجريا وحتي 45 هجريا ، وأوضح عيسي أن كل شخصيات الرواية حقيقية موجودة في كتب التاريخ ، ولم يخترع أي من شخصيات الرواية ، كما استندت الأحداث علي الوقائع التاريخية و التي استقاها من الكتب المعتمدة من أهل السنة والجماعة كالطبري و ابن كثير و البخاري ، مؤكدا أنه لم يعتمد علي الرواية الشعية للأحداث ، رغبة منه فى كتابة رواية لتحرير العقول. وتابع : أن وراء هذا العمل التاريخي الكثير من الجهد المعرفي والبحثى ، و أنه اعتمد الوقائع ووظفها أدبيا ، محاولا ملأ الفجوات التي تمتلئ بها كتب التاريخ ، قائلا : أكاد أجزم إن بعض الأحداث التى أغفلتها كتب التاريخ حدثت مثلما كتبتها . وعن اتهامه بالتشيع ، من يدعون ذلك يحاولون تشويهي ، و لو تشيع العالم كله فلن أفعل ، فلدي مشكلة مع سطوة رجال الدين ، وأنا مؤمن إيمان عميق بالإسلام دون مذاهب . وقال عيسي أن جانبه الصحفي و الإعلامي المثير للجدل يطغي على جانبه الروايئ ويظلمه ، رغم أنه دخل الصحافة من باب كتابة القصة والرواية . من جانبه قال حمدي عبد الرحيم مدير الندوة ، أن علي الرغم من الاحتفال اليوم بالطبعة الثالثة لرواية "رحلة الدم" خلال شهرين من صدورها ، ولكن الرواية مغبونة نقديا ، خاصمها النقاد و الإعلام . وأكد أن إبراهيم عيسي روائي قبل أن يكون جورنالجي ، فالرواية ليست شهوة بالنسبة له ، حتى كتابته الصحفية تحمل نفس روائي ، وأصدر 8 روايات حتى الآن ، وهذا يعني انشغاله بالرواية ، وهو من مدرسة الصحفي الذي برع فى الرواية فتحي غنيم . و تابع : قرأت رواية عيسي و هى مخطوطة ، ووصفها برواية "شباك" ، قائلا إن لعيسي أيادي بيضاء علي الرواية ، وروايته الجديدة شائكة كطبعه يهتم بالمسكوت عنه ، و الرواية قائمة على وقائع تاريخية ، وتنطلق من لحظة مقتل على بن أبي طالب ، وصفحاتها امتلئت بالدماء وما تعرض له المصريين من تنكيل ، وما حدث في الأمة من انقسام يبدو أنه سيستمر ليوم الدين . فيما قال الناقد محمود عبد الشكور ، إن هذا العمل استمرار لمسيرة عيسي التنويرية ، لقد أعاد إبراهيم عيسى ترتيب الأحداث التاريخية لتنطلق الرواية من مقتل على بن أبي طالب و تنتهي بمقتل عثمان بن عفان ، و الرواية تحفر في الجوانب النفسية والعقائدية للشخصيات ، وتفضح القتلة الأوائل الذين يدعون أنهم فعلوها لله ، كما قال قاتل عثمان ، مؤكدا أن هذه ليست كتابة للماضي بل للحاضر والمستقبل ، فترينا كيف نكرر ماضينا وكوارثنا ، فلو تعلمنا من الفتنة الكبري ، ما وجدت "داعش" . وقالت الكاتبة الصحفية فاطمة ناعوت ، أنها آخر المتهمين بازدراء الأديان ، في حين أنها لم تعبر عن رأى ولكن تاريخ ، وأن من يلقون بهذه الاتهامات جزافا ، أما لا يعرفون التاريخ ، أو يعرفونه ويريدون إخفاء تلك المناطق من التاريخ ، وسئلت 0براهيم عيسي كأحد الذين يشيرون لمناطق العوار من تاريخنا ، كيف يرد على هؤلاء ؟ فأجابها بأن هناك مناخ كراهية عالي فى البلد ، ولكنه لا يلتفت إلى الانتقادات .