صدر للباحث الفرنسي في الشئون الإستراتيجية فرانسوا جيريه كتاب "قاموس التضليل الإعلامي". ووفق قراءة هاني صلاح الدين في جريدة "تحرير" الإلكترونية، فقد اهتم المؤلف منذ أواسط عقد الثمانينات لدور الدعاية والحرب النفسية في زمن الأزمات والسلام أيضا. وبعد أن قدّم عدة دراسات في هذا المجال صدر له "قاموس التضليل الإعلامي". يؤكد فرانسوا أن "التضليل الإعلامي قديم قدم الإعلام نفسه" مع اختلاف الألفاظ، وأهتم بهذا الأمر الأخصائيين في عالمي الاستخبارات والدعاية.
وبالرغم من قدم المصطلح إلا أنه لم يستخدم بشكل فعال، ويشار إليه بوضوح إلا في الفترة الأخيرة، فقد شاع كثيرا استخدام هذا التعبير من خلال وسائل الإعلام الجماهيرية، ثم بفعل ظهور وسائل الاتصال الجديدة التي وفّرتها ثورة المعلوماتية وليس أقلها شبكات الإنترنت.
و بدا أمر نتعارف عليه هو استخدام مصطلح "تضليل إعلامي" من قبل أولئك الذين يعتبرون أنفسهم "ضحايا" لخصوم يلقون عليهم مسؤولية "تدبير المؤامرات" في السر. مثل هذا الواقع وجد أصداءه في مختلف الميادين الإستراتيجية العسكرية منها والسياسية والاقتصادية. وكانت النتيجة دائما واحدة، وتتمثل في "تشوّش" الرأي العام، و"تخريب" أسس الديمقراطية التي عليها، كما يؤكد المؤلف، أن إعادة تأكيد "دور الإعلام وقيمة المعرفة" كشرط لا بد منه من أجل بقائها. ويذكر المؤلف أن المراوغة والنفاق والخداع تمسّ العلاقات الاجتماعية والدولية. وجميع رؤساء الدول يعملون على تعزيز سلطتهم عبر قدرتهم على ضمّ المعلومات الجيّدة لرصيدهم واستخدام التضليل الإعلامي بكل الأشكال ضد أعدائهم وخصومهم، بل وأحيانا أصدقائهم. ويشير المؤلف إلي أن عملية التضليل الإعلامي تتم دائما بصورة واعية، من أجل صياغة رأي عام مؤيد لأولئك الذين يصدر عنه. يكتب: "يعتمد التضليل الإعلامي على مشروع منظّم ومخطط يهدف إلى تشويش الأذهان والتأثير على العقل كما على العواطف والمخيّلة. وليس له سوى هدف واحد هو إدخال الشكوك وخلق الاضطراب وهدم المعنويات. وهو يعمل على جميع المستويات من أصحاب القرار حتى المواطنين العاديين، كما يجعل من وسائل الإعلام هدفا له بحيث تقوم بنشر وتعميم الرسالة التضليلية باتجاه الرأي العام".