النشاط السياسي والاعلامي الكويتي يبلغ أوجه في الانتخابات البرلمانية وبنسبة أقل بكثير في البلدي. لذلك من الضروري التوقف ومعرفة تكنولوجيا الحملات الانتخابية التي جرت وستجري هذه الأيام. وفي هذا الاطار يمكن تقسيم تكنولوجيا الانتخابات التي استخدمت في الكويت إلى مجموعتين كبيرتين : الأولى، البيضاء والتي يقوم فيها المرشح باستخدام هذه التكنولوجيا بالاعتماد على وعود الناخبين واقناع الناس بأنه سيجلب لهم السعادة والرخاء. في هذه الحالة لا يخاطر السياسي بأمواله وبأملاكه، ويسعى دائما إلى قول كلمات يستطيع التملص منها في ما بعد. يكفيه تعلم طرح الأفكار والوعود بمهارة والتظاهر بحب الناس العاديين والاعتناء على الدوام بهندامه. والثانية، تنتسب اليها نشاطات المرشح كافة الرامية لابعاد المنافس من حلبة الصراع الانتخابي (عدا التصفية الجسدية). ويستخدم المرشح (في الحقيقة المجموعة المالية الاعلامية التي تدعمه) طرقا وأساليب وأشكالا تخرج عن القواعد الأخلاقية المألوفة. وتطلق على هذه التكنولوجيا السوداء، والتي تعد أحد أهم رموز الديمقراطية، بل جوهرها، في الديموقراطيات الغربية ووجودها نادر ومحدود في الكويت. استخدام وسائل الاعلام يمكن استبدال مصطلح وسائل الاعلام لتصبح تسميتها وسائل الدعاية وخاصة أيام المنازلات الكبرى. ووسائل الاعلام هي بحوزة المجموعات المالية والسياسية والحكومية ويمكن تصنيفها الى: الصحافة الصفراء. وهي التي ترتزق بفضل الاثارة الرخيصة والمفاجآت الكاذبة والفضائح غير المستندة على أساس لتلهية القارئ العادي. وسائل الاعلام «الديموقراطية» والتي تتغذى من المجموعات المالية ومختلف التشكيلات السياسية. صحافة الكتل السياسية. وهذه تذود عن مصالح الأحزاب والحركات التي تمثلها. الصحافة الدينية، وهذه مرتبطة بجمعيات النفع العام ذات الطابع الديني وتميل أشرعتها لأيدلوجيتها وعناصرها فحسب. ويتوقف مستوى وسائل الاعلام على مستوى الحملة الانتخابية نفسها والامكانات المالية للمرشح. وفي كل الأحوال يؤخذ في الاعتبار وسائل الاعلام المركزية المملوكة جميعها للمجموعات المالية. وعلى هذا الأساس يتم الاتفاق أولا بين المرشح والمجموعة المالية المعينة ومن ثم تحدد الأخيرة آفاق الاتفاق مع أصحاب وسائل الاعلام. وهكذا على المرشح الظهور في وسائل الاعلام بشكل دائم وأن تكون له مواد معدة مسبقا بمهارة واحتراف. وسائل التأثير على الناخب وتستخدم وسائل الاعلام في سير المرحلة الثانية والانتخابات على وشك الحدوث بغية التأثير على الوضع النفسي للناخب الخطوات التالية: توزيع المواد بشكل متساو على كل وسائل الاعلام وترتيبها لتصل الى المتلقي بأوقات مختلفة وعدم التضارب ببثها (وزعت البرامج التحليلية والاخبارية بحيث لا يتم عرضها في آن واحد). توزيع المواد حسب مستوى واهتمام القراء أو المشاهدين أو المستمعين لهذه الوسيلة الاعلامية أو تلك. رسم التتابع المنطقي للمواد تزامنا مع موعد الانتخابات. دراسة ردود فعل الناخب يوميا واعداد المواد بناء على ذلك. تقديم المواد مع سلة من المنوعات المرغوبة لكي لا يشعر الناخب بالالحاح عليه. تقدير فاعلية عملية التأثير على السكان. تقدير شامل لفاعلية وسائل الاعلام واعادة توزيع المواد. التحكم بعقل الناخب وهناك أسلوبان للتحكم بعقل الناخب: الأول، نتائج استطلاعات الرأي العام أو ريتينغ المرشحين كما يسمونها. ويقول علماء النفس في هذا الصدد إن الانسان يراهن دائما بشكل باطني على الفائز. ولذلك يسحبون الناس الى فائز وهمي (حسب نتائج استطلاعات الرأي) ليصبح فائزا حقيقيا حسب نظرية علماء النفس. ثانيا، بث الاشاعات الكاذبة مسبقا ضد المنافسين، وفي أحيان كثيرة تبدأ الاشاعات البسيطة ومن ثم تعقبها الخطيرة وهكذا حسب قياس ردود فعل الناس. تكنولوجيا الدعاية البيضاء اتجاهاتها الرئيسية هي: تنظيم علاقات عملية مع هيئات اللجان الانتخابية وهيئات السلطة المحلية. العمل بشكل مباشر وعلني مع وسائل الاعلام المحلية والاقليمية. تنظيم العلاقات مع رؤساء المنشآت والمؤسسات الكبيرة ومديري المنشآت الرياضية والمسارح ودور الثقافة ومؤسسات النقل والاستفادة منها لمصلحة الحملة. العمل المباشر مع السكان. تنظيم العلاقات مع الأحزاب والمنظمات والحركات التي يمكن أن تؤيد المرشح. تهيئة ملاك خاص للصلة مع الرأي العام ومعد بوسائل التهيئة السيكولوجية والاجتماعية والتربوية. استراتيجية الصراع الانتخابي مفهوم الاستراتيجية ينحصر في منظومة أساليب الحملة الاعلامية المتوافقة مع الهدف المطروح على أساس الموارد المتاحة. وتتضمن هذه الاستراتيجية: كسب الناس. تشويه سمعة المنافسين. تضليل المنافسين حول نواياك. خداع المنافسين حول خطط المنافسين الآخرين. إشاعة الدسائس بين المنافسين. وتتضمن المنظومة الرئيسية للصراع الانتخابي منظومات فرعية للتحكم في الحملة وتأمينها من جميع النواحي، بما في ذلك هيئة تحليلية واستخبارات للتكهن بدسائس المنافسين وخلق الدسائس المضادة. وينبغي ألا تكون استراتيجية الصراع مشوشة وتلامس الأهداف المرسومة دائما. وتشويه سمعة المنافسين ينبغي أن يجري في جميع الاتجاهات بلا استثناء. والأهم أن هذه الاستراتيجية ترسم قبل مدة كافية من تنفيذها. ويبدأ الأمر بتحديد مصادر المعلومات ولا يجوز دخول الصراع من دونها، ولا ينبغي السماح للعراك خلف الكواليس داخل المجموعة الواحدة، ويجب أن تكون كل الاستراتيجيات منسقة وتدار بيد قائد حازم يؤمنها من جميع الجوانب. التكتيك القذر للصراع الانتخابي وينجح هذا التكتيك عندما توحد جميع الأساليب والطرق بخطة ونية واحدة في اطار التوصل الى هدف معروف على المديين القريب والمتوسط. ويطبق التكتيك في اطار الاستراتيجية العامة. وهذا مفهوم، لأنه قد تحصل تطورات لا تستجيب للخطط الموضوعة أصلا. وسيضطر التكتيك للخروج من الأزمة بهدف العودة الى الاستراتيجية أو تعديلها. اذاً نفهم وفق مصطلح التكتيك مجموعة الأساليب المنسقة للصراع المعلوماتي لأجل بلوغ أهداف الحملة على المدى المتوسط، وكذلك لمعالجة الحالات التي لم تتضمنها الخطة. ويركز التكتيك على خرق المنافسين وارباك توازنهم النفسي. وثمة تكتيك خداع المنافسين في مرحلة معينة للحرب المعلوماتية. وهناك تكتيك تضليل المنافس بالقيام ببعض الأعمال والنشاطات التي تخل حتى بالمنافس المنضبط بشكل جيد.