أكد الدكتور علي بن تميم عضو مجلس إدارة هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، الأمين العام لجائزة الشيخ زايد للكتاب، أهمية الدور الكبير الذي يقدمه مشروع كلمة، موضحاً آلية عمل المشروع، ومبيناً أهم منجزاته منذ تأسيسه قبل 9 سنوات حتى اليوم. مشدداً على أن المشروع، تنموي وطني يعطي مؤشراً تفخر به دولة الإمارات، نقل من 14 لغة. وأشار بن تميم خلال ندوته حول تجربة مشروع كلمة، ضمن "احتفالية 900 كتاب"، أن الترجمة تستطيع أن تنهض بحركة التنوير، والتاريخ يشهد على ذلك، لافتاً إلى أن النهضة العربية سبق أن قامت على أيدي كبار الأدباء والكتاب مثل: طه حسين، وأحمد شوقي وغيرهما من الشعراء والأدباء وجميع هؤلاء تأثروا بثقافة الآخر. وأوضح د. علي بن تميم أن كلمة الترجمة مأخوذة من الفعل رجم، بمعنى أن تدفع كتاباً من ثقافة إلى أخرى، وهذا يتطلب شجاعة وإلماماً بفكرة الكتاب المؤلف، والكتاب المترجم أو الوسيط، وبقدر ما يقرأ الإنسان من كتب مترجمة بقدر ما يزداد وعيه ومعرفته بالآخرين، مشيراً إلى أن سيبويه عالم اللغة كان فارسياً لكنه فكر بجماليات اللغة العربية ونحوها وقواعدها الخاصة. ووفق صحيفة "الخليج" الإماراتية أجاب د. علي بن تميم في الندوة التي أدارها عبد الله ماجد آل علي المدير التنفيذي لقطاع المكتبة الوطنية بالإنابة، بحضور عدد من المسؤولين في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة ومجموعة من المثقفين والمثقفات، عن سؤال حول مستقبل مشروع كلمة بقوله: أن المشروع قادر على أن يترجم أكثر من 200 كتاب في أقل من 7 أشهر، طالما أن الدعم متوافر والاهتمام من قبل الدولة بتعزيز القراءة أمر متحقق، فالسنوات التسع التي مرت شكلت تراكماً جيداً، وبعد الألف كتاب، على المشروع أن يفكر في تحويل هذه الكتب إلى مواد سمعية، ومواد مشاهدة، فالمرحلة القادمة لا بد أن يستثمر هذا الإنتاج في البصريات، وعلى المشروع توفير الكتب إلكترونياً في متاجر الآبّل، فمشروع كلمة عليه أن يستمر ولا ينقطع عن حركة الترجمة، لأن الترجمة ليست بذخاً إنما هي ضرورة، ودولة بلا ترجمة تعيش لحظات توقف التنمية. وأضاف أن المشروع سمي بهذا الاسم لأن الكلمة هي رسالة المحبة والتسامح، ففي البدء كانت الكلمة، موضحاً أن اللغة العربية لا تؤمن بفكرة الأصل الواحد الثابت لكنها لغة تقوم على التعدد، فالكلمة قد تكون واحدة، وقد تكون كتاباً، وقد تكون كما وصفها القرآن الكريم، شجرة طيبة. وقال: إن الإمارات تسجل أرقاماً عالمية في عدة مجالات وهذه الإنجازات اليوم أكبر شاهد. ونوه بن تميم إلى أن الترجمة هي الحل كي نحيي هذه اللغة، فالجاحظ في معظم كتبه كان يحيل إلى لغات أخرى، واللغة العربية في ازدهارها كانت تتكئ على الترجمة.