عمان/أ ش أ: تجددت اليوم "الجمعة" المظاهرات في العاصمة الأردنية "عمان" ومحافظات المملكة للمطالبة بتسريع وتيرة الإصلاح الشامل في البلاد ومحاربة الفساد ومحاكمة المفسدين. وخرج عشرات الأردنيين في تظاهرات اليوم في كل من العاصمة عمان ومحافظات الزرقاء وإربد وعجلون والبلقاء والكرك والطفيلة ومعان والعقبة رغم موجة الطقس البارد التي لم تمنع تنظيم تلك التظاهرات التي نظمتها كلا من الحركة الإسلامية في الأردن- ممثلة في جماعة الإخوان المسلمين وذراعها السياسي حزب جبهة العمل الإسلامي- وما يسمى بالحراك الشعبي والشبابي في المملكة.
وتصاعدت الدعوات والمطالبات في تلك التظاهرات بضرورة محاربة الفساد وسرعة محاكمة المفسدين وفتح ملفات الخصخصة بالكامل في الأردن في وقت أعاد فيه مجلس الأعيان الأردني أمس "الخميس" مشروع القانون المعدل لقانون هيئة مكافحة الفساد إلى لجنته القانونية لمزيد من الدراسة خاصة المادة "23" المثيرة للجدل والتي أدت إلى ردود فعل غاضبة في أوساط المنادين بالحريات والإصلاح السياسي باعتبارها استهدافا للحريات الإعلامية والصحفيين وتعطل دورهم الرقابي.
وتنص المادة "23" على أن كل من أشاع أو عزا أو نسب دون وجه حق إلى احد الأشخاص أو ساهم في ذلك بأي وسيلة علنية كانت أيا من أفعال الفساد المنصوص عليها في المادة "5" من هذا القانون أدى إلى الإساءة بسمعته أو المس بكرامته أو اغتيال شخصيته عوقب بغرامة لا تقل عن ثلاثين ألف دينار ولا تزيد عن ستين ألف دينار. (الدولار الأمريكي يعادل 708ر. دينار أردني).
ونفذ دعاة الاصلاح من أنصار الحراك الشعبي والشبابي مسيرة في وسط "عمان " بعد صلاة الجمعة اليوم انطلقت من أمام المسجد الحسيني وذلك للمطالبة بمحاربة الفساد ومحاسبة المفسدين وتأمين الحياة الكريمة للمواطنين اضافة الى رفع القبضة الأمنية عن الحياة السياسية والتأكيد على دولة القانون والمؤسسات.
وطالب المعتصمون بفتح ملفات الخصخصة بالكامل وملاحقة الفاسدين ومحاكمتهم الى جانب ضرورة تفعيل ديوان المحاسبة ودوره الرقابي.
ورافقت هذه المسيرة مسيرة أخرى شارك خلالها العشرات نددوا خلالها بحمل المطالبين بالإصلاح لأسلحة نارية وذلك في إشارة لحادثة توقيف أحد ناشطي حركة"24 آذار" مؤخرا وفي حوزته سلاح ناري في إحدى الاعتصامات.
ونفذ العشرات من الشباب المنتمين للحركة الإسلامية في الأردن اعتصاما عقب صلاة الجمعة اليوم في ساحة مسجد الجامعة الأردنية بالعاصمة عمان للمطالبة بالإسراع في عجلة الاصلاح ومكافحة الفاسدين ووقف البلطجة.
كما طالب المشاركون في الاعتصام الذي دعت إليه الحركة الإسلامية تحت عنوان "جمعة كفى مماطلة" الأجهزة الرسمية بكف يدها عن الحياة العامة والحياة السياسية ووقف بيع ممتلكات الدولة واسترداد ما بيع منها، ورفعوا يافطات كتب عليها "الشعب يريد محاكمة الفاسدين" و" الشعب يريد تطبيق الاسلام" ، و"الشعب يريد حكومة برلمانية منتخبة من الاغلبية النيابية " ، كما رددوا هتافات تطالب بإصلاح النظام والانتخاب للحكومة والنواب.
وقال عضو المكتب التنفيذي لحزب جبهة العمل الإسلامي في الأردن نمر العساف: إن الاحتلال هو الاستيلاء على ارادة الشعوب وتحويرها " على حد قوله"، معتبرا أن تزوير ارادة الشعب أشد من الاحتلال وتجب مقاومته"، كما طالب بكف يد الاجهزة الامنية عن الحياة المدنية والسياسية.
وطالب العساف "بمجلس نواب منتخب انتخاب حقيقيا و حكومة نيابية منتخبة تعملة بشكل متواصل لتحقيق مصالح هذا الشعب وانهاء تفشي الفساد ومحاكمة الفاسدين".
كما نظمت الحركة الاسلامية في الأردن مسيرة سلمية اليوم "الجمعة" أمام مسجد عمر بن الخطاب في محافظة الزرقاء (25 كيلو مترا شمال شرق عمان) شارك فيها عشرات من المواطنين.
وطالب عضو المكتب التنفيذي لحزب جبهة العمل الاسلامي في الأردن زكي بني ارشيد ، في كلمة له أمام المشاركين في المسيرة بحكومة برلمانية ومكافحة الفاسدين والمفسدين والكشف عنهم أمام ابناء الشعب الاردني.
ونفذ العشرات من عناصر الحراك الشبابي والشعبي في محافظة الكرك (130 كيلو مترا جنوب عمان) اعتصاما بعد صلاة الجمعة اليوم أمام المسجد العمري وسط مدينة الكرك، رددوا خلاله هتافات ضد الفساد والمفسدين والمماطلات الحكومية في تنفيذ الاصلاحات المطلوبة.
ورفع المشاركون في الاعتصام يافطات تطالب بأن يكون الاعتقال للفاسدين وليس لمن يطالبون بالاصلاح ، كما دعوا الى عدم التدخل الاجنبي في الشأن العربي والى حصانة القضاء واقامة دولة القانون التي توفر العدالة والرخاء للجميع.
وانتقد بيان أصدره المعتصمون ماوصفوه باصرار الجهات الرسمية والامنية على تحدي الارادة الشعبية والمراوغة والتحايل للتهرب من تحقيق المطالب الجماهيرية المشروعة للتغيير والاصلاحات السياسية والدستورية والاقتصادية ، والابقاء على سياسة القمع الحاية للفساد والفاسدين.
وتم اليوم الجمعة تنظيم مسيرة احتجاجية في ساحة جعفر بن ابي طالب بلواء المزار الجنوبي بمحافظة الكرك شارك فيها العشرات وذلك احتجاجا على ارتفاع أسعار المواد الاساسية للتخفيف على المواطنين من الاعباء المالية المترتبة عليهم في ظل الظروف المعيشية والاقتصادية والاجتماعية الصعبة.
وطالب المشاركون في المسيرة الحكومة الأردنية بتسريع وتيرة الاصلاحات السياسية والاقتصادية، والكشف عن الفاسدين ومحاسبتهم وارجاع اموال الشعب المسروقة الى خزينة الدولة.
ونفذ عشرات الأردنين اعتصاما عقب صلاة الجمعة اليوم امام مسجد معان الكبير في محافظة معان(250 كيلو مترا جنوب عمان) تحت شعار " كفاكم مماطلة" الذي دعا اليه ائتلاف شباب الاصلاح والتغيير في معان وشاركت خلاله فعاليات شعبية وحزبية ونقابية.
وأكد المعتصمون على استمرارهم في المطالبة بالاصلاح رغم اصرار صناع القرار على عدم سماع صوت الشعب" على حد قولهم".
كما نفذ أعضاء الحراك الشبابي في لواء "الشوبك" بمحافظة معان وقفة احتجاجية بعد صلاة الجمعة اليوم أكدوا خلالها على أهمية المطالب الاصلاحية الشاملة التي يتبناها الحراك في الأردن.
ودعا المشاركون في الوقفة، الى اتخاذ خطوات حقيقية وجادة في محاربة الفساد ومحاسبة المفسدين وأن يكون الشعب مصدرا للسطات.
ونفذ العشرات من الحركة الاسلامية في مدينة العقبة (330 كيلو مترا جنوب عمان) اليوم الجمعة مسيرة احتجاجية أمام مسجد العقبة الكبير بعد صلاة الجمعة.
وطالب المشاركون في المسيرة وسط حضور أمني كثيف بالإصلاح ومحاربة الفاسدين وإعادة أراضي العقبة التي تم بيعها لمستثمرين بأسعار بخسة.
وانطلقت مسيرة شعبية عقب صلاة الجمعة اليوم من أمام مسجد الطفيلة الكبير بمحافظة الطفيلة (170 كيلو مترا جنوب عمان ) نظمتها فعاليات شبابية وشعبية وحزبية للمطالبة بتسريع عملية الإصلاح على الصعد السياسية والاجتماعية والاقتصادية ومكافحة الفساد.
واتفق المشاركون في المسيرة على سلمية المسيرة في وقت خلت فيه الشوارع بمحافظة الطفيلة من أي تواجد أمني.
ونظم العشرات من محافظة "إربد" الأردنية (100 كيلو مترا شمال عمان) مسيرة انطلقت عقب صلاة الجمعة اليوم من أمام المسجد الهاشمي وسط المدينة طالبوا خلالها بالحد من الفساد ومحاكمة المفسدين وسرعة تحقيق الإصلاح الشامل في البلاد.
ونفذ العشرات من أنصار الحراك الشبابي والشعبي في محافظة البلقاء (30 كيلو مترا غرب عمان) وقفة احتجاجية أمام المركز الثقافي وسط مدينة السلط وذلك للمطالبة بمحاسبة الفاسدين وتحقيق الاصلاح المنشود من الحكومة.
ونظمت جماعة الإخوان المسلمين في الأردن وذراعها السياسي حزب جبهة العمل الإسلامي وائتلاف الحراك الشعبي في محافظة عجلون(76 كيلو مترا شمال غرب عمان) اعتصامًا، طالبوا خلاله الحكومة بتسريع وتيرة الإصلاحات الشاملة لا سيما السياسية والاقتصادية والاجتماعية ومحاربة الفساد والمفسدين دون استناءوتوسيع التعديلات الدستورية بصورة حقيقية ليصبح الشعب مصدر السلطات.
وأكد المتحدثون خلال الاعتصام على استمرار الحراكات الشعبية لتحقيق المطالب الاصلاحية لخدمة الوطن والمواطن وحل مشكلتي الفقر والبطالة ، مشيرين الى أن من يعارض الاصلاح يقف في صف الفساد.
وتأتي تلك المسيرات التي شهدتها العاصمة عمان والمحافظات الأردنية اليوم "الجمعة " استمراراً للحراك الذي انطلق منذ شهر يناير الماضي للمطالبة بإصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية حقيقية وجذرية في المملكة.