في إطار الندوات التي تنظمها الادارة العامة للبرامج الثقافية بشبكة صوت العرب، للاحتفال بأبناء الإذاعة المصرية ، الذين لهم إنتاج أدبي مميز ، أقيمت مساء الخميس 27 اكتوبر 2016 ندوة للروائي والقاص محمد الناصر كبير المذيعين بشبكة صوت العرب . شارك بالندوة الدكتورة زينب العسال مقرر اللجنة الثقافية بنادي القصة المصري ، والمدير العام بالهيئة العامة لقصور الثقافة ، والدكتور أيمن الغندور المدرس بكلية التربية جامعة طنطا ، والدكتور أحمد بهي الدين العساسي ، المدرس بكلية الاداب جامعة حلوان ، وأدارت الندوة الإذاعية شيرين نبيل تحدث في الندوة أيضا عدد من الحضور، الأستاذ حسن الجوخ سكرتير عام نادي القصة ، والشاعر أحمد الشهاوي نائب رئيس تحرير مجلة نصف الدنيا التي تصدر عن مؤسسة الاهرام ، والقاص والروائي د سيد نجم ، كما تحدث في الندوة الدكتور جمال حماد مدير عام البرامج الثقافية . بدأ الندوة محمد الناصر بقراءته للقصة الأولي التي نشرت له في الصحافة ، وهي قصة " السفنجة " التي كتبها بعد فترة عمل، لاكثر من شهرين متتالين، في ظل ظروف معيشية ومهنية صعبة في حلايب في منتصف التسعينات من القرن الماضي ، علي الحدود بين مصر والسودان ، قريبا من الخط 22 الدكتورة زينب العسال ، جاءت كلمتها حول منجز محمد الناصر في نادي القصة، حيث يشغل منصب عضو مجلس إدارة النادي علي مدي 12 عاما، وتولي مناصب مقرر لجنة الجوائز، وأمين الصندوق، ومقرر لجنة الإعلام والأنترنت والمكتبة، حيث اشادت بدوره في تأسيس أول مكتبة عامة للسرد في مصر والوطن العربي، تعتبر كأرشيف لإنتاج أعضاء نادي القصة، ومدى الاستفادة الكبيرة التي حققتها للباحثين في القصة والرواية، من خلال مساعدة الباحثين في الدكتوراه والماجستير، علي إنجاز أبحاثهم الدراسية في انتاج أعضاء النادي، وآخرهم رسالة ماجستير عن رئيس النادي السابق الاستاذ عبد العال الحمامصي، وبحث للدكتوراه عن مجلة نادي القصة التي تتوفر معظم أعدادها منذ صدور أول عدد عام 1968. كما تحدثت عن تأسيسه لموقع النادي علي الانترنت، وما يتضمنه من أرشيف توثيقي عن النادي منذ تأسيسه عام 1953 وأكد الدكتور ايمن الغندور عن " محكيات المعبد " وهو عنوان لديه القدرة على جذب انتباه القارئ حيث يضم كلمة محكيات التي تأخذنا إلى عالم الحكايات و الحواديت و حكايات ألف ليلة و ليلة و كلمة المعبد التي تعود بنا لى عصر الفراعنة تناول الناصر من خلال روايته أسطورة إله السحر الذي عبد منذ وقت مبكر في الدلتا و اسنا و الذي عهد إليه رع قيادة مركبته الشمسية و بعد أن عبر منطقة ودات التي تتسم بالخطورة كافأه رع و منحه ويريت زوجة له كان ثمرة هذا الزواج ذكر في صورة أنثى و هو ساكن المعبد الذي نفخت فيه سخمت انفاسا شريرة جعلته رمزا للشر . و يكشف المؤلف في نهاية عمله أن ساكن المعبد ما هو إلا واجهة لإسرائيل و هذا بدا جليا حين سقطت منه عملة على هيئة نجمة مرسوم عليها خارطة وادي النيل يعتمد البناء الدرامي في محكيات المعبد على عالمين مختلفين و هما عالم الأسطورة الذي يرمز إليه المعبد وعالم الواقع الذي ترمز إليه العرابة و عبقرية المؤلف في أن العالمين لا يسيران في خطين متوازيين و إنما يتاقطعان من وقت لآخر و تلقي الأسطورة بظلالها على الواقع لتنتهي الرواية على اختفاء العرابة الدكتور احمد بهي الدين اعتبر محمد الناصر روائيا مرهقا، إذ إنه دائم المروق على قوانين الرواية القارة، نظرًا لارتكازه على ميراث معرفي ثري وضخم في آن، وهو ميراث التقاليد المصرية، ويبين هذا على سبيل المثال في روايته "السرابيل "التي تتخذ من المأثور الشعبي مرتكزا في بنائها الفني، فتعتمد فن الفرجة الشعبي في تقسيمها الداخلي، كما أنها متعددة الأصوات، فلا وجود لراو رئيس، وهذا تناص واضح مع المأثور الشعبي، الذي يختفي فيه البطل المفرد وتكون البطولة للجماعة. كما أن النص يحوي أرشيفًا ثريًا للحياة التقليدية يوثق اللهجة المحلية ويشرح كل مفردة شرحًا يكشف المعرفة الكامنة وراءها، كما يوثق كذلك المعتقدات التقليدية كالاعتقاد في الاولياء والقدسين وما يرتبط منهم مرويات نسجها الإبداع الشعبي، إضافة على الأغاني الشعبية المرتبطة بالسياقات الحياتية في جنوب مصر.لم يقف مروق النص على قوانين الرواية فيما سبقن بل تعداه على اللغة، فالنص يضفر الفصحى بالعامية في تداخل شفيف لا يربك الفصحى أنها جاورت العامية أو العكس..
وقد تطرق حسن الجوخ لتجربته الشخصية والادبية مع محمد الناصر ، وقراءته الخاصة لروايته الاخيرة محكيات المعبد ، وأشاد بما انجزه في نادي القصة المصري علي مدي سنوات طويلة تولي فيها عضوية مجلس ادارته وتحدث الشاعر الكبير احمد الشهاوي ، عن دعمه لهذا التوجه الذي يتبناه صوت العرب في تكريم ابنائه من الكتاب والفنانين ، لأن هذه يؤكد ويرسخ لحضور الكاتب والاحتفاء به في مؤسساتنا في مصر ، كما تحدث عن تجربة محمد الناصر الأدبية بشكل عام، فوجه اللوم له لانه ظلم نفسه وأدبه عندما عزف عن السعي للحضور في المشهد الادبي ، لان انتاجه الادبي يستحق منه ذلك ، وضرب امثلة بفاروق شوشة الذي ظلمته الاذاعة ، والي جمال الغيطاني الذي كان يجيد الترويج لأدبه بإهدائه اعماله الادبية لكثير من النقاد وغير النقاد القاص والروائي الدكتور سيد نجم تحدث عن تجربته الخاصة مع محمد الناصر كانسان ، واشاد بجديته , وتعاونه علاقته الطيبة بالكتاب ، وحكي للحضور بعض المواقف التي جمعته معه ، منها انها نبهه ذات يوم في اتصال الي بريده الالكتروني مخترق ، وانه يرسل رسائل غير صحيحة عنه ختم اللقاء الدكتور جمال حماد بكلمة نقدية عن اعمال محمد الناصر ، وكيف رشح قصصه في مجموعته "حجاكم الله" للترجمة للطلاب لديه في المعهد العالي للاعلام ، كما تحدث عن ترشيحه لبعض قصصه الي الترجمة للغة الاسبانية ، والتي يجري ترجمتها حاليا و في نهاية الندوة قام الدكتور جمال حماد ، وضيوف الندوة من المتحدثين والحضور بتسليم محمد الناصر درع التميز الادبي عن مجمل اعماله الادبية بعد تسلم الدرع كان للمحتفي به الكاتب والإذاعي محمد الناصر ، وأكد أن الإعلاميين اذا قاموا بالترويج لأدبهم الذي أنتجوه اتهموا باستغلال مراكزهم لأهداف شخصية ، وإذا لم يفعلوا ظلموا أدبهم كثيرا وتلك هي المعضلة.