بعد انتهاء المرحلة الأولي من الانتخابات البرلمانية في مصر وانتهاء جولة الإعادة لها وإعلان نتائجها اهتمت الصحافة الغربية بالحدث بشكل واسع حيث قال موقع "PNR" الإخباري أن الإسلاميين استحوذوا على الأغلبية في البرلمان القادم ولكن الكتلتين الإسلاميتين الأساسيتين لديهم قليل من السمات المشتركة وسيكون عليهم القيام بالكثير من أجل تفهم بعضهم البعض. حيث يختلف الطرفان عن بعضهما البعض من ناحية أن جماعة الإخوان المسلمين لديها من الخبرة السياسية ما هو كافي لإدارة البلاد بشكل متكامل بينما يفتقر السلفيون إلى مثل هذه الخبرة إلى جانب طريقة تفكيرهم المغلقة التي يستحوذ عليها السيطرة السعودية مادياً وفكرياً.
بينما أوضحت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية وجهة نظر مختلفة حيث قالت أنه على الرغم من إجراء الانتخابات البرلمانية الأولي منذ سقوط نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك إلا أن الحكام العسكريين لمصر ينوون البقاء في السلطة ليضعوا الدستور الجديد للبلاد ليتأكدوا من عدم سيطرة الإسلاميين على الدولة.
حيث قال المجلس العسكري الذي يتولي مهمة إدارة البلاد منذ فبراير الماضي أنه سيضع خطوطاً عريضة لوضع الدستور الجديد ليكون من المؤكد أن الدستور الجديد سيأتي ممثلاً لكافة المصريين باختلاف طوائفهم وفئاتهم.
وأشارت الصحيفة إلى أن تعليقات المجلس العسكري حول الدستور الجديد تأتي رداً على تصريحات الرئيس الأمريكي باراك أوباما وتهديدات الكونجرس الأمريكي بوقف المعونة العسكرية الأمريكية للجيش المصري في حال سيطرة الإسلاميين على البرلمان.
ومن جانب أخر تحدثت وكالة "رويترز" البريطانية عن هزيمة عبد المنعم الشحات مرشح حزب "النور" السلفي في الإسكندرية وهو يعتبر من أكثر قيادات السلفية تشدداً في مصر، وأوضحت الوكالة أن كافة الناخبين حتي الأقباط دعموا مرشح حزب "الحرية والعدالة" حسني دويدار ليفوز على حساب الشحات وقال بيشوي جرجس للوكالة "الإخوان المسلمين لا يمثلوني ولكنهم أفضل من السلفيين، وأنا يمكنني الموت ولا يمثلني سلفي في البرلمان".
وقالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن من أسوأ الأخبار التي استمعت لها الإدارة الأمريكية التي تسعي جاهدة لتعميق حالة السلام بين مصر وإسرائيل في الأسابيع الماضية هي الصعود المفاجئ للإسلاميين المتشددين في مصر والذي حصل حزبهم "النور" على نسبة 25% من أصوات الناخبين في المرحلة الأولي في الانتخابات البرلمانية.
وقالت صحيفة "تلغراف" البريطانية أن جماعة الإخوان المسلمين حققت نجاحاً تخطي توقعاتها الشخصية حيث أنها حصلت على 34 مقعداً من مقاعد المرشحين الفرديين من أصل 56 مقعداً في المرحلة الأولي من الانتخابات.
وفي حوار أجرته صحيفة "فاينانشيال تايمز" مع عماد عبد الغفور المتحدث باسم حزب النور السلفي في الإسكندرية قال رداً على سؤال حول النظام المصرفي المصري أن التغيير المفاجئ للنظام المصرفي قد يسبب فوضي اقتصادية وانهياراً ولكن ما سيقوم به حزب "النور" هو إعطاء الضوء الأخضر لبدء تنمية الاقتصاد الإسلامي إلى جانب استمرار النظام القائم الآن وبعد مرور 10 سنوات سيكون الجميع معتاداً على الاقتصاد الإسلامي.
بينما قالت مجلة "فوربس" الاقتصادية أن الولاياتالمتحدة والغرب عليهم الصبر ومشاهدة ما يحدث في مصر بعد صعود الإسلاميين إلى تحقيق الأغلبية في البرلمان، وأن الغرب عليه أن يترك المصريين ليختاروا قادتهم بأنفسهم بعد أن حرموا من هذا الحق مدة طويلة من الزمن، وأضافت المجلة أن الديمقراطية ليست حدثاً يحدث في المجتمعات بل هي عصر كامل ومرحلة متكاملة في حياة المجتمعات.
بينما تحدث موقع "News24" الإخباري عن موضوع أخر تماماً وهو رد فعل الراقصات المصريات واللاتي قالوا أنهن لن يعتزلوا مهنتهن إذا تولي الإسلاميون مقاليد الأمور في مصر، حيث قالت الراقصة لوسي "عملي لا يخالف الدين، لذلك لن اتركه".
وقال موقع "Think Africa Press" الإلكتروني أن هناك ثلاثة أسباب رئيسية وراء خسارة الأحزاب الليبرالية في المعركة الانتخابية أمام الإسلاميين وأولها أن الكثير من الليبراليين والعلمانيين قرروا مقاطعة الانتخابات البرلمانية لأنهم يعتقدون أن هذه الانتخابات ستأتي بسلطة غير مدنية وهو ما قلل الكتلة الانتخابية للأحزاب الليبرالية.
ويتمثل السبب الثاني في الاختلافات الفكرية بين الأحزاب والتيارات الليبرالية والعلمانية وهو الأمر الذي جعل من الصعب على هذه الأحزاب التحدث كصوت واحد متحد، أما السبب الأخير هو سوء التنظيم الذي وقعت فيه هذه الأحزاب على عكس الإخوان المسلمين الذين يتعاملون مع الأمر بشكل منظم للغاية.