اعتبر الدكتور نادر الفرجاني أن التواجد بالشارع هو الطريق الوحيد المتاح أمام المصريين لإنقاذ ثورتهم، بعد عقود من الإفقار والتجهيل الذي مارسه عليهم النظام الفاسد السابق، مؤكدا أن السلطة السياسية الحالية والقادمة لن تحقق مطالب الثورة كاملة . جاء ذلك في ندوة أقامتها الهيئة العامة للكتاب لمناقشة كتابه الجديد "يوميات ثورة الفل" بمشاركة الكتاب محمد حسن عبد الحافظ وخالد البلشى . وتساءل الخبير الإجتماعي الفرجاني : لماذا بعد 10 اشهر من قيام ثورة عظيمة لم يوضع حد أدنى وأعلى للأجور ، رغم أن هناك نصا فى الدستور بوضع هذه الحدود تجاهلته تماما السلطة الانتقالية . وبينما الحكومة لا ترفع المعاشات والاجور نراها تنفق ملايين على تجديد قصور الرئاسة ومرتبات المسئولين التي تتعدى أى حد معقول . وأضاف أنه في الدول المتقدمة يتراوح النسبة بين الحدين الأدنى والأقصى للأجور بين 1الى 15 أو25 ، بينما في مصر نرى النسبة من 1الى 100!. وعن المشهد السياسى الآن قال فرجانى : إذا كان هناك سيطرة من التيار الاسلامى فسيكون هناك اقتصاد اسوأ مما كان موجودا فى عهد مبارك وهذا حدث فى بلدان اخرى بالفعل ولكن الاحتجاجات ستظل مستمرة ومن ثم هذا الشعب الذى اكتسب روحا جديدة من ثورة الفل لن ينتظر 20 سنة اخرى عل القهرالاكثر من عهد مبارك . وأكد فرجانى على ضرورة إصلاح القضاء ، والذي أعطى قتلة خالد سعيد 7 سنوات فقط ، فأصبحنا نواجه مشكلة النيابة التى صنفت الجريمة على أنها ضرب أفضى الى موت ، ومضيفا أن النائب العام فى الدول المتقدمة ينتخب من الشعب ولا يعين من رئيس الدولة أو رئيس الحكومة ، كما أشار للحكم بتجديد حبس الناشط علاء عبد الفتاح فى حين صنفت تهمة قناص العيون على أنها جنحة. وعن النظام الرئاسى قال : لست مع فكرة السلطات المطلقة التى تعطى لفرد واحد ، وأنا مع مجلس رئاسى من فئات مختلفة يتكون من 7 افراد مثلا ، ولكن المجلس العسكرى مصمم على النظام الرئاسى ليعطى سلطات مطلقة لفرد واحد . وفى انظمة الحكم السليمة رئيس الجمهورية ينتخب ونائبه ينتخب ولكن فى الاعلان الدستورى لم يطبق ذلك. من جهته أوضح الكاتب محمد عبد الحافظ أن الكتاب يضم 32 مقالا نشرت بشكل مسلسل فى موقع البديل الالكترونى ، وبداية المقالات عن ثورة الياسمين فى تونس وكيف استلهمت منها الثورة المصرية ، وقد نفت عن الشعب المصري ما وصمه به مؤرخون بأنه ساكن لا يثور، وقال الكاتب أن ميدان التحرير بات حالة فريدة من الإيمان التي يقدم فيها الشباب أجسادهم فى سبيل الحرية والحق. وأضاف الكاتب أننا كنا نفتقر فى الكتابة التاريخية الى ما يسمى باليوميات التاريخية لأن فقهاء السلطان هم الذين يكتبون هذا التاريخ ، ولكن الثورة أعادت هذا النوع من الكتابة .