يتعرض معظم الناس لأشكال ودرجات متفاوتة من الصداع، إلا أن السيدات أكثر عرضة من الرجال لكل أنواعه وذلك حسب دراسة إحصائية حديثة. وبات من الضروري معرفة لماذا النساء هن أكثر عرضة للصداع النصفي والصداع عموماً، وفيما يلي 8 أسباب حددها العلماء تجعل من السيدات هدفاً للصداع، حسب "العربية": 1- أدمغة السيدات كشفت دراسات أن مخ السيدات أكثر انفعالاً من الرجال وربما يكون سلوك أدمغتهم هو أحد الأسباب التي تجعلهن أكثر عرضة للصداع النصفي بشكل خاص، ويعتقد أن الصداع النصفي يبدأ بدفعة من الاستثارة التي تؤدي إلى نشر الاكتئاب القشري (CSD)، وهو موجة من نشاط الخلايا الشاذة التي تمر عبر الدماغ، على حد وصف الدكتور أندرو داوسن، وقد يكون سببه أيضاً حساسية الدماغ الأنثوي للتغيرات الصغيرة، مثل درجة الحرارة، أو التغير في روتين النوم. 2- عضلات الفك تصاب عضلات فك المرأة بالإجهاد بسهولة كبيرة أكثر من الرجل، الأمر الذي يجعلهن أكثر عرضة لآلام العضلات حول الفك نتيجة لطحن الطعام أو جز الأسنان، الأمر الذي يتطور إلى آلام الرأس والصداع بأنواعه، وتعتقد طبيبة الأسنان كيت ستوكس، المتخصصة في مشاكل الفك أن هذا ينبع من الاختلافات بين عضلات الفكين لدى الذكور والإناث. 3- الدورة الشهرية يعاني نصف النساء من الصداع النصفي المصاحب للدورة الشهرية، والذي يسمى صداع الطمث النصفي، ويكون مرتبطاً بتقلبات الهرمونات الأنثوية في هذه الفترة، وأشارت آن ماكجريجور، وهي أستاذة في مركز العلوم العصبية والصدمات النفسية في باريس، إلى أن الصداع عموماً والنصفي بشكل خاص هما الأكثر شيوعاً لدى السيدات في الأيام الثلاثة التي تسبق الدورة الشهرية وبعدها بيومين، وذلك بسبب الانخفاض السريع لهرمون الأستروجين الأنثوي الذي يحدث في الأيام التي تسبق الدورة، وهو في الرحم يؤدي إلى التخلص من البطانة، ما يؤدي إلى نزول الدورة، وصعود البروستاجلاندين، وهي الأحماض الدهنية التي تطالب الرحم بأن ينقبض. ويعتقد أن هذين العاملين يؤديان إلى انخفاض مستويات السيروتونين، وهي مادة كيميائية في المخ، ويعتقد أن انخفاض مستويات السيروتونين لجعل الأوعية الدموية في المخ تنكمش فجأة ثم تتمدد، مما يثير الصداع، ويؤثر السيروتونين أيضا على آليات الألم. 4- طبيعة المرأة يعتقد الخبراء أن قابلية المرأة للتعرض للصداع النصفي يمكن أن تكون وراثية، فجين الصداع له تأثير على السيدات أكثر من الرجال، ويقول البروفيسور تشارلز إن أولئك المصابين بالصداع النصفي يكونون أكثر حساسية تجاه ما يجري من حولهم، وهناك الكثير من التوقعات أنه يجعل النساء تاريخياً أكثر تفاعلاً مع أي تغيير في محيطهن. 5- الإفراط في استخدام المسكنات قد يكون الإفراط في استخدام المسكنات السبب الذي يجعل السيدات أكثر عرضة للصداع بأربع مرات من الرجال، كما أن هناك نظرية تقول إن الاستخدام المنتظم للمسكنات يقمع أجهزة الإحساس بالألم في الدماغ وحساسية الأعصاب هناك، حتى عندما يتم الانقطاع عن الأدوية، يتطور الصداع ما قد يؤدي إلى اليومي المزمن، وهو أي نوع يستمر لأكثر من أربع ساعات يوميا لمدة 15 يوماً أو أكثر في الشهر. 6- شكل الدماغ يتحكم شكل دماغ المرأة في كونها أكثر عرضة للإصابة بالصداع، حيث أجرى الباحثون في مستشفى الأطفال في بوسطن وكلية هارفارد الطبية مسحا للدماغ ل44 شخصاً، نصفهم كانوا يشكون من الصداع النصفي، ووجد الباحثون في الدراسة أن المادة الرمادية لدى النساء اللاتي لديهن صداع كانت أكثر سمكاً (المنطقة التي تحمل خلايا الدماغ، على عكس المادة البيضاء الناقلة للموصلات، التي تحمل المعلومات بين الخلايا) في كل من العزل الخلفي (المرتبط بمعالجة الألم) والطلل، منطقة من الدماغ مرتبطة بالصداع النصفي. وأشارت الدراسة إلى أن المشاركين من الذكور، سواء أولئك الذين لديهم صداع نصفي أو أولئك الذين لم يكونوا كذلك، لم يكن لديهم هذا السمك في المادة الرمادية، وتعد هذه واحدة من العديد من الدراسات التي وجدت اختلافات هيكلية في أدمغة أولئك الذين لديهم صداع نصفي، بينما تجري نظرية جديدة أخرى تحقيقاً حول ما إذا كانت النساء وكذلك الرجال الذين يميلون إلى تكوين الصداع لديهن أعصاب مختلفة في رقابهن، لأن آلام الرقبة هي العامل المشترك في الصداع النصفي، وفق البروفيسور تشارلز. 7- زيادة الوزن ترفع زيادة الوزن من خطر الإصابة بالصداع لكلا الجنسين، لكن الخطر يكون أكبر بالنسبة للسيدات البدينات، حيث وجدت دراسة أجريت على أكثر من 3700 سيدة ونشرت نتائجها عام 2011 في مجلة الصداع، أن خطر الصداع النصفي يزيد مع وزن المرأة، حيث إن النساء البدينات يعانين من وجود ما يقرب من ثلاثة أضعاف مخاطر الصداع النصفي من الإناث ذوات الوزن الصحي، بينما لم تجد الدراسات مثل هذا الخطر الكبير في الرجال. 8- حبوب منع الحمل تعد وسائل منع الحمل على أساس هرموني، بما في ذلك الحبوب وبعض الوسائل الأخرى، هي نقطة انطلاق للصداع على غرار التوتر والصداع النصفي في ما يصل إلى 10 % من السيدات، وأوضح ماكجريجور أن تناول حبوب منع الحمل دون انقطاع لفترة لا تقل عن ثلاث دورات، إن لم يكن بشكل مستمر، يمكن أن يساعد في حدوث الصداع، كما حذر الدكتور هاردمان النساء اللواتي يعانين من الصداع النصفي الذي يمكن أن يسبب الدوخة، وطنيناً في الأذنين وتشوش الرؤية، من الحبوب حيث أن لديهن مخاطر أعلى للإصابة بالسكتة الدماغية، عند استخدام هذا النوع من وسائل منع الحمل.