كشفت دراسة سويدية أن أدمغة النساء بها جرعات زائدة من مسببات القلق وتقلب المزاج والاكتئاب، أكثر من أدمغة الرجال؛ وهو ما يعزز الفكرة السائدة بأنهن يملن للاكتئاب. وأضافت الدراسة أنه من الممكن أن تتفاقم هذه المشكلة عن طريق برامج فقدان الوزن "الدايت"، وتناول الأطعمة عالية البروتينات، والأخرى التى تحتوى على سعرات حرارية منخفضة. وأوضحت صحيفة (ديلى ميل) البريطانية أن هناك اعتقاداً شائعاً بأن النساء جميعاً إما يعانون من الاكتئاب، أو أنهم أكثر عرضة للاكتئاب، لذلك فإن واحدة من كل أربع سيدات تعالج من الاكتئاب فى مرحلة ما من حياتها، أما لدى الرجال فتنخفض هذه النسبة إلى واحد من كل عشرة رجال. وكشفت الدراسة التى أجراها علماء من معهد كارولنسكا السويدى أن هناك اختلافين رئيسيين فى طريقة استيعاب عقول السيدات والرجال لهرمون السيروتونين أو ما يعرف ب "هرمون السعادة"، وهما اللذان يسببان الاختلاف الكبير بين ميل كل من الرجال والنساء للشعور بالسعادة والاكتئاب. ولفتت الدراسة إلى أن المستويات المناسبة من هرمون السيروتونين تعزز الشعور بالرضا، وتحسن النوم، وتحد من الشهية، أما المستويات المنخفضة فهى مرتبطة بزيادة مشاعر الاكتئاب. بيد أن هناك عامل آخر يرتبط بذلك وهو توافر مستقبلات في خلايا المخ تكون حساسة للهرمون لكي ينتج أثراً فعالاً. أي أن مقدار الشعور بالسعادة لا يتوقف فقط على مقدار هرمون السيروتونين الموجود فى خلايا المخ، بل أيضاً على مواقع المستقبلات فى المخ وكيفية عملها بكفاءة. وللمفاجأة، اكتشف الباحثون بعد إجراء مسح لأدمغة السيدات أن لديهن مستقبلات لهرمون السيروتونين أو "هرمون السعادة" أكثر من الرجال، وهو ما قد يشير –ظاهرياً- إلى ان النساء لديهن ميل للشعور بالسعادة والرضا أكثر من الرجال. لكن العلماء حللوا هذه النتيجة من زاوية أخرى، وهي أن تعدد مستقبلات هرمون السيروتونين وانتشارها يتطلب ضخ مزيد منه في المخ لكي يحدث الشعور بالرضا؛ وهو ما تفتقر له أدمغة النساء. وقد كشفت أبحاث أخرى أن النساء لديهن نسبة السيروتونين أقل من الرجال، حيث اكتشف باحثون فى جامعة مونتريال أن أدمغة الرجال تنتج كمية من السيراتونين تزيد، في المتوسط، بنسبة 52% عن الكمية المنتجة في أدمغة النساء؛ وذلك بسبب الاختلاف فى الهرمونات الجنسية بين الرجال والسيدات.