عقد المكتب الدائم للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، بحضور غالبية أعضائه، اجتماعه في الفترة ما بين 3 و5 ديسمبر الجاري، في العاصمة الجزائرية ، وجاء فيه التحذير من ممارسات إسرائيل بفلسطين، والترحيب بعضوية العراق، وعزل الدكتور خليفة أحواس رئيس اتحاد كتاب ليبيا من منصب نائب أمين اتحاد الكتاب العرب، وتكليف الكاتب يوسف شقرة رئيس اتحاد الجزائر بتولى المنصب . وأكدت المناقشات التي دارت بين المجتمعين على وقوف الأدباء والكتاب العرب مع شعوبها في مطالبتها بالحياة الحرة الكريمة القائمة على العدالة الاجتماعية والمساواة والكرامة الإنسانية وحقها في الاختيار الحر لمن يمثلها ويرعى مصالحها في إطار احترام التعددية والحق في حرية التعبير عن الآراء والمواقف المختلفة دون أية تدخلات خارجية أيًّا كان مصدرها أو شكلها، ومهما كانت مبررات الدعوة إليها.
وأكد المجتمعون على انتمائهم لوطنهم العربي في أقطاره المختلفة، والتمسك باستقلالها الوطني وسيادتها ووحدة ترابها ونسيجها الاجتماعي والنضال من أجل الحفاظ على وحدتها الوطنية والقومية ورفض المخططات التي تستهدف المساس بهذه الوحدة.
وجاء بالبيان أن الأدباء وهم يدينون سفك الدماء، فإنهم يهيبون بإعلاء شأن الحوار بين الشعوب وحكامها لحل المشاكل، معربين عن إدانتهم لاستخدام العنف أيًّا كانت الجهة التي تقوم به.
وجاء في البيان أنه "إذ يترحم الكتاب على أرواح الشهداء الذين سقطوا في ميادين هذه الثورات ، فإنهم يحذرون من محاولات تبديد مكاسبها والالتفاف على منجزاتها، واستلابها، حتى تحقيق أهدافها، بما في ذلك حق الشعوب في تقرير مصيرها واختيارها الحر لمن يمثلونها" .
وجاء أيضا أنه " إذ ينبه المجتمعون إلى ما تتعرض له القضية الفلسطينية من مخاطر تصفيتها من خلال الممارسات الصهيونية بإقامة المستوطنات وإجراءات التهويد المختلفة، وبخاصة في مدينة القدس، ليثمنون عاليًا قبول فلسطين عضوًا في المنظمة الدولية للتربية والعلوم والثقافة "يونسكو"، حيث يدعو الكتاب هذه المنظمة للاضطلاع بمسئوليتها في الحفاظ على مدينة القدس والتراث الإنساني فيها، مؤكدين على حق الفلسطينيين في المقاومة لتحرير وطنهم من الاحتلال وتحقيق مطالبهم في الحرية والاستقلال، وإقامة دولتهم على أرض فلسطين، كل فلسطين التاريخية، ومقاومة التطبيع مع العدو الصهيوني، ورفض أشكاله كافة، والتطبيع على الصعيد الثقافي بصورة خاصة، والتنسيق الأمني مع العدو الذي يهدد خيار المقاومة، ويكرس الاحتلال والتبعية له" .
وجاء أنه "حرصًا من المكتب الدائم على التمسك بوحدة الجبهة الثقافية العربية وإتاحة المجال أمام جميع الأدباء والكتاب العرب لممارسة نشاطهم في إطار الاتحاد؛ فقد رحب المجتمعون بإنهاء تعليق عضوية الاتحاد العام للأدباء والكتاب العراقيين، وحضور ممثليه الاجتماع المذكور، وهم يتطلعون بهذه المناسبة إلى أن يشاهدوا العراق وقد رحل عنه آخر جندي من جنود الاحتلال البغيض" .
من جهة أخرى، ذكر بيان الكتاب أنه "وفق الأوضاع السائدة في ليبيا، قرر المجتمعون مناشدة أدباء وكتاب ليبيا العمل على إيجاد الصيغة التنظيمية التي تمكنهم من متابعة نشاطهم ضمن الاتحاد العام، مؤكدين على مطالباتهم السابقة السلطات العربية التي ليس في بلدانها اتحادات للكتاب، مثل المملكة العربية السعودية وقطر، تسهيل إقامة مثل هذه الاتحادات، والحفاظ على استقلالية هذه الاتحادات مع الإبقاء على مسافة بينها وبين المؤسسات السياسية الرسمية".
وأكد المجتمعون على عزمهم بذل الجهود الضرورية لإنجاح تطبيق القرار المتخذ باعتبار المنامة عاصمة للثقافة العربية 2012 أسوة بما تم مع عواصم عربية أخرى، مؤكدين على اقتراحهم السابق بأن تعلن القدس عاصمة دائمة للثقافة العربية، يتم الاحتفال بها جنبًا إلى جنب مع العاصمة العربية التي يقع الاختيار عليها، فالقدس اليوم تتعرض لاعتداءات ظالمة وتشويه لمقدساتها في ظل تواطؤ دولي واضح.
وفي مجال تفعيل نشاط الاتحاد العام وأعضائه، رأى المجتمعون ضرورة تمتين الصلات مع أدباء وكتاب المهجر، ووضع آليات تضمن استمرار ارتباطهم بالداخل، وفي مقدمتها تنظيم المؤتمرات واللقاءات حول القضايا المختلفة، وإشراكهم فيها ودعوتهم إليها. وكذلك دعم الجهود الرامية لاستحداث الجوائز الأدبية والفكرية والاهتمام بطباعة النتاجات الأدبية ورفع مستوى وشمولية المنابر الثقافية العربية.