جاءت حادثة مصرع الطالب الإيطالى جوليو ريجينى، لتلقى بظلالها السلبية على الحركة السياحية الوافدة من إيطاليا، بعد أن كانت الأخيرة تمثل أكبر نقاط التصدير السياحى إلى مصر. وتراجعت السياحة الإيطالية الوافدة منذ بداية العام الحالى وحتى يوليو الماضى بنسبة 70%. وبثت شركة الدعاية الخارجية لمصر، حملة «ديجيتال» بالسوق الإيطالى لجس النبض وقياس مدى قابلية الإيطاليين على السفر إلى المقصد المصرى. قال كريم محسن نائب رئيس الاتحاد العام للغرف السياحية، إن انخفاضاً كبيراً طرأ على الأعداد القادمة من السوق الإيطالى بنسبة تجاوزت 70% خلال الأشهر السبعة الأولى من العام الحالى، مقارنة بالفترة المقابلة من العام الماضى. وأضاف أن السبب فى تراجع الرحلات الوافدة من السوق الإيطالى يرجع إلى عدد من الأحداث التى أثرت على صورة المنطقة بأسرها فى أذهان الإيطاليين، وعلى رأسها الانفجار الذى استهدف القنصلية الإيطالية العام الماضى، إلى جانب مقتل السياح الإيطاليين فى تونس، وحادث سقوط الطائرة الروسية وسط سيناء نهاية أكتوبر الماضى، إلى جانب مقتل الطالب الإيطالى جوليو ريجينى بداية العام الحالى. ولفت إلى أن السياحة الإيطالية من الأنواع الشاطئية، وتركز على شرم الشيخ والغردقة، ولا يكون لها تواجد أو تأثير كبير على الأقصر وأسوان. ونفى محسن وجود مؤشرات واضحة حول عودة السياحة الإيطالية مرة أخرى، لكن الوزارة تضع خطة لتسيير رحلات منتظمة بين الأسواق المستهدفة ومنها إيطاليا، إلى جميع المقاصد السياحية وعلى رأسها شرم الشيخ والغردقة والأقصر وأسوان. وطالب بتنفيذ جميع مطالب الأسواق الموردة للسياحة مع عدم المساس بالسيادة المصرية، وهى تتمثل غالباً فى تشديد تأمين المطارات. واتفقت معه فاطمة نصير عضو مجلس إدارة لجنة تسيير أعمال غرفة شركات ووكالات السفر والسياحة، موضحة أن وزارة السياحة تسير بخطى واضحة وصريحة نحو استعادة الحركة الوافدة من الأسواق الأوروبية، خصوصاً أنها من الأسواق الأعلى إنفاقا. وشددت على أن مطالب السوق الإيطالى من مصر، تتمثل فى توافر الشفافية فى قضية الشاب «ريجينى» الذى لقى مصرعه فى مصر. وقالت إن اتجاه وزارة السياحة نحو تنفيذ مطالب الأسواق الخارجية يساعد على استعادة الحركة الوافدة، وبالتالى يساعد الحكومة فى القضاء على أزمة الدولار، إذ لا يمكن ضبط سوق العملة إلا عبر بوابة السياحة. وقال أحمد عبدالقادر مدير تطوير الأعمال بشركة «جى دبليو تى» المسند لها تنفيذ الحملة الدعائية الخارجية لمصر، إن الشركة بثت منتصف يوليو الماضى حملة دعائية «ديجيتال» بالسوق الإيطالى تركز على الدعاية لمصر، خصوصا أن روما بها عدد من الإجازات خلال النصف الثانى من الشهر الجارى وحتى نهاية الشهر. أوضح أنه من المقرر أن تستكمل الحملة بدعاية «أوت دور» وإعلانات بالتليفزيون والراديو الإيطالى، إذا أثبتت الحملة «الديجيتال» مردودا إيجابيا من خلال الإحصائيات التى تعلنها وزارة السياحة. ولفت إلى أن الأزمة فى إيطاليا حاليا تتعلق بحادث جوليو ريجينى، إذ يحيى الإيطاليون ذكرى 4 أشهر من وفاة ريجينى، وتقام العديد من حفلات التأبين له بإيطاليا مما يؤثر سلبا فى أذهان من يرغبون فى القدوم إلى مصر.