مؤتمر لندن بشأن أفغانستان يجمع الأموال لمصالحة طالبان مسلحون من حركة طالبان لندن: يفتتح المؤتمر الدولي حول مستقبل أفغانستان اليوم الخميس في لندن ، لمناقشة القضية الأفغانية وإيجاد السبل الكفيلة بإعادة الاستقرار وإعمار هذا البلد المنكوب الذي تمزقه الحروب منذ ما يزيد عن ثلاثين عاما. ويسعى الرئيس الأفغاني حامد كرازي خلال المؤتمر إلى جمع أقصى حد ممكن من الدعم لاستراتيجيته الجديدة التي تقضي بإجراء "مصالحة" مع طالبان ، والتي تنص على تأمين المال والوظائف للذين يتخلون عن العمل المسلح. ويتوقع أن تشارك نحو ستين دولة في المؤتمر سواء كانت من البلدان التي تنشر قوات في أفغانستان أو تلك المجاورة لها. وسيحضر المؤتمر وزراء خارجية الولاياتالمتحدة هيلاري كلينتون وفرنسا برنار كوشنير وأوروبا كاثرين أشتون إلى جانب الرئيس حامد كرزاي والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون. وسيكون الموضوع الرئيسي للمؤتمر "العملية الانتقالية"، أي النقل التدريجي للمسؤوليات الأمنية إلى القوات الأفغانية التي يجري تأهيلها ، فضلا عن نقل المهام الأمنية في نهاية هذه السنة أو مطلع 2011، ولن يقدم أي برنامج زمني لانسحاب الحلفاء لكن "أرقاما عدة" ستعلن وتتعلق بتعزيز الجيش والشرطة الأفغانيين. ونقلت جريدة "الشرق الأوسط" عن متحدثة باسم وزارة الخارجية "من المنتظر الإعلان عن اعتزام تأسيس صندوق دولي من أجل اندماج يهدف إلى دعم الجهود التي تقودها أفغانستان لتنمية برنامج فعال ومستدام لإعادة إدماج هؤلاء المقاتلين الذين يريدون التراجع عن طريق العنف والعودة إلى الحياة الطبيعية". وقالت المتحدثة: "نتوقع أن يتطلب الأمر مئات الملايين من الدولارات لمواصلة برنامج الإدماج على مدار عدة سنوات. نتطلع إلى مساعدة من شركائنا الدوليين في توفير الأموال التي تلزم لنجاح هذه المبادرة المهمة". وأضافت أن الأموال "لن تدفع لطالبان، ولكنها لتمزيق التمرد عن طريق الاتحاد الصحيح بين الضغط العسكري والحوافز السياسية". جمع الأموال ومن جانبه ، أعلن أندرس فوغ راسموسن الأمين العام لمنظمة حلف شمال الأطلسي "الناتو" أن مؤتمر لندن سيُستخدم لجمع ملايين الجنيهات الاسترلينية لدفعها إلى قادة طالبان. قال راسموسن لصحيفة "ديلي تلجراف" :" من الضروري بناء الثقة لتمويل برنامج إعادة الإدماج والذي سيُقنع مقاتلي طالبان بإلقاء أسلحتهم وهذا يترتب عليه مسؤوليات مالية، لأنه من دون مساعدة المجتمع الدولي لن يصبح من الممكن انجاز هذا البرنامج". وأكد راسموسن أهمية "وجود حاجة ماسة للمخصصات المالية من أجل تزويد الناس في افغانستان ببدائل أفضل من القتال في صفوف طالبان وتعزيز الفرص الاقتصادية وخلق فرص عمل جديدة للشعب في افغانستان". واعترف أن حلف الأطلسي "لم يضع خطة بديلة لعملية زيادة قواته في افغانستان، وأن مهمته عانت من نقص الموارد منذ البداية، في حين أساء المجتمع الدولي تقدير حجم التحدي الذي يواجهه هناك'، كما اعترف بأن الأوضاع في افغانستان حالياً 'غير مرضية". وحذّر من أن السماح لافغانستان بالتحول مرة أخرى إلى ملاذ آمن للارهابيين "سيسمح لهؤلاء الانتشار بسهولة في بقية أنحاء العالم وزعزعة استقرار باكستان التي تُعد قوة نووية"، مشيراً إلى أن الأشهر الثمانية عشر المقبلة ستكون حاسمة على صعيد مهمة الناتو في افغانستان. مضيعة للوقت ومن جانبها ، أعلنت حركة طالبان أن مؤتمر لندن الدولي "سيكون مضيعةً للوقت"، مؤكدة أنّها "لن تدخل في مفاوضات قبل إنسحاب القوات الدولية من البلاد". وأضاف بيان صادر عن حركة طالبان "لقد سبق أن عُقدت مؤتمرات مماثلة في الماضي، ولم ينجح أيّ منها في حل مشكلات أفغانستان، والأمر نفسه سيحصل بالنسبة لمؤتمر لندن". وتابع البيان : "الواقع أنّ هدف مؤتمر لندن هو توسيع إجتياح قوات الإحتلال لأفغانستان". وختم البيان مشدداً على أن "إمارة أفغانستان الإسلامية تعتبر أن الحل الوحيد لمشكلات أفغانستان يكمن في رحيل كل قوات الإحتلال فوراً".