انطلقت أمس الجمعة فعاليات الدورة الثالثة من أعمال المجلس العربي للتنمية الإعلامية الذي استضافته الكويت يومي 2-3 ديسمبر الجاري حيث تعتبر هذه الدورة هي الدورة الثالثة من أعمال المجلس التي سبقتها دورتان العام الماضي وأوائل هذا العام. وشارك في فعاليات هذه الدورة كلاً من نبيل الحمر المستشار الإعلامي لملك البحرين، محمد بن عيسى وزير خارجية المملكة المغربية السابق وأمين عام منتدى أصيلة الثقافي، محمد الخمليشي الأمين العام المساعد لقطاع الإعلام والاتصال بجامعة الدول العربية، صالح القلاب الوزير الإعلامي الأردني السابق، عز الدين ميهوبي وزير الإعلام الجزائري السابق، صلاح الدين معاوي مدير اتحاد إذاعات الدول العربية، د.حسين أمين أستاذ الإعلام بالجامعة الأمريكية في القاهرة، محمود شمام رئيس تحرير مجلة فورين بولسي وعضو المجلس الانتقالي الليبي، جابر الحرمي رئيس تحرير جريدة الشرق القطرية، تركي السديري رئيس هيئة الصحافيين السعوديين.
وأكد ماضي الخميس المنسق العام للمجلس العربي للتنمية العربية والأمين العام لهيئة الملتقى الإعلامي العربي في كلمته التي ألقاها في افتتاح الدورة الثالثة أن الإعلام يعتبر أحد أهم آليات تقدم الشعوب ورقيها وعاملا محوريا من عوامل ازدياد الوعي العام لدى المواطن العربي.
وخلال الاجتماع الأول للدورة الثالثة ناقش الأعضاء المجتمعون العديد من النقاط الرئيسية المتعلقة بالنظام الأساسي للمجلس والمتعلقة بالمقر والتمويل والعضوية وآلياتها إضافة إلى اللجان المنبثقة عن المجلس المنوط بها العمل على تحقيق الأهداف الإستراتيجية التي أسس عليها المجلس.
أكد الدكتور حسين أمين أستاذ الإعلام بالجامعة الأمريكية في القاهرة، على أهمية الإعلام الجديد وسرعة تطوره ونموه ومشاركته في الأحداث التي تشهدها المنطقة العربية بشكل عام، مستعرضاً بعض التجارب الخاصة بمشروعات حفظ التراث الرقمية بما يعرف ب "رقمنة التراث".
كما أشار أمين غلى أهمية التدريب المتخصص وضرورة التعاون مع المؤسسات الدولية المعنية، إضافة إلى اللجنة التسويقية للمجلس والتي سوف تحول أهداف المجلس إلى مشاريع وخطط وإستراتيجية محددة لتنفيذها.
من جانبه أكد عز الدين ميهوبي وزير الإعلام الجزائري السابق على ضرورة تقوية علاقة المجلس بالحكومات العربية والجهات الرسمية في إطار من التوازن في العلاقة بما يكسب المجلس ثقة الجميع. مشددا على أهمية التدريب كعنصر من عناصر المعادلة الإعلامية وكمحور من محاور الإعلام المهني الإيجابي خصوصاً في ظل ما يشهده العالم العربي من أجواء انفتاحية وديمقراطية.
أما صلاح الدين معاوي رئيس اتحاد إذاعات الدول العربية فقد أشار كذلك إلى ضرورة مواكبة الحاجات الجديدة للمؤسسات الإعلامية العربية في ظل " الربيع العربي " مؤكداً على أهمية التدريب على آليات الإعلام الحر نظراً للتحولات السياسية في العالم العربي والتوجه نحو الحرية. مشدداً على أهمية امتلاك الإعلامي الشاب لأدوات وآليات الإعلام المهني الحر للتعامل مع الحوارات التعددية وتغطية الانتخابات كمثال.
كما لفت معاوي إلى أن تكون الأولية القصوى هي النظر إلى التحولات السياسية والتكنولوجية، وضرورة مواكبة المجلس للثورات التكنولوجية والإعلامية والسياسية في العالم العربي والعالم أجمع.
من جانب آخر أشار صالح القلاب وزير الإعلام الأردني السابق إلى ضرورة الاهتمام بطبيعة عمل المجلس وتحديد أهدافه وأولوياته إضافة إلى ضرورة عمل ميثاق للإعلام العربي، مشيراً إلى أهمية الإعلام ودوره في إنجاح الثورات العربية، وشدد على الدعوة إلى عمل ندوة موسعة تضم من شاركوا في الحراك السياسي على الأرض.
كما لفت الدكتور محمد الرميحي الأكاديمي والإعلامي الكويتي إلى أهمية البنية الثقافية والاجتماعية في المجتمعات العربية وضرورة الاهتمام بها وتناولها، مشيراً إلى التخوف من قصر عمر الحريات.
بينما شدد محمد الخمليشي الأمين العام المساعد لقطاع الإعلام والاتصال بجامعة الدول العربية على أن الإعلام العربي الآن يحتاج إلى تطوير وتحديث ومواكبة وهو ما يجب على المجلس العربي للتنمية الإعلامية أن يوليه الاهتمام.
وقد أكد محمد بن عيسى وزير الخارجية المغربي السابق وأمين عام منتدى أصيلة الثقافي على أهمية أن يكون هناك مجلس تنفيذي ومجلس أمناء، وضرورة إصدار تقرير سنوي عن حالة الإعلام العربي، وأهمية رصد الواقع لأن الواقع يتغير بسرعة، وإقامة جسور حوارية وتعاونية بين الإعلام العربي والإعلام الآخر سواء في إفريقيا أو أوروبا أو باقي دول العالم.
وقد تطرق محمود شمام إلى مسألة احتكار الإعلام وسيطرة الحكومات عليه، كما تطرق شمام إلى التجربة الليبية وتعامل المجلس الانتقالي مع وسائل الإعلام وحرصه على تدعيم المؤسسة الإعلامية الليبية لتواكب التطور.
واتفق المجتمعون على الاهتمام بالجانب التدريبي وتنمية الكوادر الإعلامية في الوطن العربي وذلك بالتعاون مع العديد من المؤسسات المتخصصة في العالم العربي، وكذلك اعتماد روح النظام الأساسي لعمل المجلس ومناقشة العديد من البنود الخاصة به، وتم تشكيل لجنة من الخبراء لإعادة صياغة النظام الأساسي.