قال تعالى : {لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآَتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآَتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ} . وآيات القرآن والأحاديث النبوية الشريفة تتخذ الخلق جوهرا لا غنى عنه بكل عمل، بل إن الرسول "ص" أكد أنه لا إيمان لمن لا خلق له، وأنه "بعث ليتمم مكارم الأخلاق" ووصفته زوجته ب"كان خلقه القرآن" وكانت حياته مثالا للخلق من لين وإحسان وتدبر وتواضع وخشية لله وحرماته وعزم واجتهاد بإصلاح الأرض وصبر على المكاره وحياء من الله وحفظ للقلب واللسان وووصل للرحم ووفاء بالعهد وجبر المستضعفين وتعبد وعرفان بنعمه وكان كعابر سبيل استظل بشجرة الدنيا فتركها شوقا للقاء لله ، وهكذا هو حال المؤمن وأخص ما يكون منه ذلك في شهر رمضان .. شهر القرآن "ما من شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خلق حسن" "البر حسن الخلق، والإثم ما حاك في صدرك وخشيت أن يطلع عليه الناس" عَنْ مُعَاذٍ رضي الله عنه ، أَنَّهُ قَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، أَوْصِنِي ، قَالَ : اتَّقِ اللهَ حَيْثُمَا كُنْتَ ، أَوْ أَيْنَمَا كُنْتَ ، قَالَ : زِدْنِي ، قَالَ : أَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الْحَسَنَةَ تَمْحُهَا ، قَالَ : زِدْنِي ، قَالَ : خَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ. "الحياء لا يأتي إلا بخير" "ما دخل الرفق في شيء إلا زانه" "إن الرجل ليدرك بحسن خلقه درجات قائم الليل، صائم النهار" "كونوا دعاة إلى الله وأنتم صامتون .. قيل كيف .. قال : بأخلاقكم" عمر بن الخطاب لا تغرَّنَّكم طنطنة الرجل بالليل (يعني صلاته)؛ فإنَّ الرجل -كل الرجل- مَنْ أَدَّى الأمانة إلى مَن ائتمنه، ومن سَلِمَ المسلمون من لسانه ويده. عمر بن الخطاب خالطو الناس مخالطة إن متم معها بكوا عليكم و إن عشتم حنوا إليكم . (على بن ابى طالب) عندما تولى أبو بكر الصديق الخلافة قام بتعيين عمر بن الخطاب قاضياً على المدينة, فمكث عمر سنة لم يفتح جلسة ولم يختصم إليه اثنان,فطلب من أبي بكر إعفاءه من القضاء, فقال له أبو بكر: أمن مشقة القضاء تطلب الإعفاء يا عمر؟ فقال: لا يا خليفة رسول الله ولكن لا حاجة لي عند قوم مؤمنين, عرف كل منهم ما له من حق فلم يطلب أكثر منه, وما عليه من واجب فلم يُقصِّر في أدائه, أحب كل منهم لأخيه ما يحب لنفسه.. إذا غاب أحدهم تفقدوه,وإذا مرض عادوه, وإذا افتقر أعانوه, وإذا احتاج ساعدوه, وإذا أصيب واسوه.. دينهم النصيحة ,وخلقهم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر..,ففيم يختصمون؟ففيم يختصمون؟ قال الحسن البصرى : يا ابن آدم ، إنما أنت عدد فإذا مضى يومك فقد مضى بعضك ، إنما الدنيا حلم والآخرة يقظة والموت متوسط بينهما ونحن فى أضغاث أحلام ، من حاسب نفسه ربح ، ومن غفل عنها خسر ، ومن نظر فى العواقب نجا ، ومن أطاع هواه ضل ، ومن حلم غنم ، ومن خاف سلم ، ومن اعتبر بصر ، ومن أبصر فهم ، ومن فهم علم ، ومن علم عمل ، فإذا ذللت فارجع ، وإذا ندمت فاقلع ، وإذا جهلت فاسأل ، وإذا غضبت فأمسك ، وأعلم أن خير الأعمال ما أكرِهَت عليه النفوس