تختلف أجواء شهر رمضان الكريم في مصر عن أي مكان آخر حول العالم، وتبدأ استعدادات الشهر الكريم مع منتصف شهر شعبان، ويبدأ الأطفال بتعليق الزينة، وتعكف معظم الأسر المصرية على شراء فانوس رمضان، وتبدأ شراء احتياجات الشهر الكريم من مواد غذائية وياميش وعصائر. وتشتهر المناطق القديمة كالحسين بعادات وتقاليد مختلفة عن باقي الأماكن في مصر، بحكم أنها مناطق تجارية وروحانية في نفس الوقت، وفيها يرقد آل بيت رسول الله، فتنتشر الزينة والإضاءة في الشوارع والحواري والأزقة، وتواشيح المنشدين التي تخرج عبر مكبرات الصوت المنتشرة في هذه المناطق. الحاج ناصر سالم بائع في حي الحسين، قال "احنا هنا من أيام مكنا بنقف نبيع قدام باب الجامع"، مضيفا "زمان الناس كانت في حالها وحاطة علي عنيها حجاب كانت البنت تعدي محدش يبصلها دلوقتي الأمور اختلفت"، معبراً بنبرة حزن عن انحدار الأخلاق عند الشباب خاصةً في الأعوام الأخيرة. وعن طيبة وأصل الناس والأخلاق الحميدة قال: "الناس مبقتش زي زمان بس لسة فيه ناس من ريحة زمان"، مشيرا إلى أعمال الخير التي كان يقوم بها الناس من أجل الله فقط، وأنه كان هناك من يعطي صدقات ومنح مثل شنطة رمضان، وموائد الرحمن وغيرها وكانت تتم في السر، وكان يعطي الغني لجاره الفقير، وتَسود روح المودة والمحبة بين الناس، أما مع الوقت أصبح القائمون علي توزيع العطايا هدفهم التفاخر والتظاهر للوصول لهدف غير رضا الله، لكن مازال الخير موجود في وفي أمتي كما أخبرنا الرسول. وفي منطقة الحسين تلاحظ وجود مجموعة من الشباب والفتيات يغنون "رمضان جانا"، و"قمرُ سيدنا النبي"، وبسؤالهم عن عاداتهم في الشهر الكريم قالوا انهم مسيحيون، وقالت إحدى المسيحيات إنها تستمتع بأجواء رمضان خاصةً في الحُسين وتَشعر في شهر رمضان بالدفء، والراحة النفسية وتستمع بشراء الفوانيس وتعليق الزينة وأكل الكنافة والقطايف، وتَعتبِر الشهر الكريم لكل المصريين ليس للمسلمين فقط. الحاج رجب أحد القائمين على إعداد موائد الرحمن قال غنه يحرص على أن يقيم مائدة رحمن كل عام للفقيروالمقتدر، لبث روح المحبة والمودة بين الناس، مضيفا هذا المكان يشعُ بالروحانيات والنفحات التي تجعلك تتنفس الحياة من جديد. قام بالجولة : رشا العربي أحلام خالد آية إبراهيم مريم أشرف تصوير : تقى عصام