دعت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية اليوم الأحد إدارة الرئيس باراك أوباما إلى التروي وتوخي الحذر قبل رفع الحظر المفروض على مبيعات الاسلحة الى فيتنام، واعتبرت أنه من السابق لأوانه تفعيل هذه الخطوة. واستهلت الصحيفة افتتاحيتها -المنشورة على موقعها الألكتروني في هذا الشأن وقالت:" إنه لا ينبغي أن يشعر الرئيس أوباما بأنه ملزم بإعطاء الحكومة الفيتنامية الاستبدادية ما تريد- وهو رفع كامل للحظر الذي فرض على شحنات الأسلحة اثناء الحرب- ما لم تتخذ خطوات ذات مصداقية نحو معالجة انتهاكات خطيرة لحقوق الانسان قد تورطت في ارتكابها..الا أن هناك العديد من نقاط الاتفاق بين البلدين". ونبهت الصحيفة الى أن اوباما اذا قرر رفع حظر الاسلحة عن فيتنام فإنه يتعين عليه هو والكونجرس التحرك بحذر. وأن يتم البت في تراخيص مبيعات الأسلحة على أساس حالة بحالة، كما هو متبع مع جميع البلدان. وأضافت الصحيفة:" إن الولاياتالمتحدةوفيتنام تحركتا نحو التقارب بشكل أسرع من معظم الخصوم الآخرين من أجل اعادة بناء علاقة بعد حرب مدمرة. فقد استغرقت الدولتان عشرين عاما فقط لإعادة العلاقات الدبلوماسية بعد انسحاب الامريكيين من فيتنام عام 1973. كما يعتزم الرئيس أوباما زيارة فيتنام في وقت لاحق من شهر مايو الجاري". وأشارت "نيويورك تايمز" إلى أن فيتنام تشكل اهمية استراتيجية امام الرئيس اوباما من أجل تركيز مزيد من الاهتمام صوب أسيا وتوحيد المنطقة اقتصاديا وعسكريا وسياسيا لمواجهة تنامي الصين.. فيما تعززت العلاقات الاقتصادية بين البلدين بشكل متزايد- حيث أصبحت الولاياتالمتحدة أكبر مستورد للبضائع الفيتنامية، كما انضمت فيتنام، جنبا إلى جنب مع 11 دولة اخرى، في اتفاقية الشراكة عبر المحيط الهادئ، والتي تسعى إلى توسيع نطاق التجارة الاقليمية مع تحسين معايير العمل والبيئة. إلى جانب ذلك، من المقرر ان يتم افتتاح فرع لجامعة "فولبرايت" الأمريكية في مدينة هوتشي منه الفيتنامية؛ ومن ثم تقديم النموذج الأمريكي للتعليم، والذي يؤكد على الاستقلال الأكاديمي والابتكار.. كما يتعاون الجانبان في بحوث التنوع البيولوجي وتساعد واشنطنفيتنام في مواجهة الأضرار البيئية والصحية الناجمة من تجارب "العنصر البرتقالي" الذي استخدمه الأمريكيون في الحرب الفيتنامية بمعظم المناطق الجنوبية في البلاد. وفيما يخص الجانب العسكري، تابعت "نيويورك تايمز" القول إن الدولتين اتفقتا العام الماضي على إجراء عمليات بحرية مشتركة وتعزيز التعاون في حفظ السلام العالمي.. كما قدمت الولاياتالمتحدة عددا من القوارب ومعدات تدريب وادوات متقدمة لقوات خفر السواحل الفيتنامية لمكافحة الجريمة العابرة للحدود ومواجهة جهود الصين للسيطرة على معظم مياه بحر الصين الجنوبي. ولفتت الصحيفة الأمريكية إلى أن فيتنام تسعى للحصول على رفع كلي للحظر المفروض على مبيعات الأسلحة اليها زمن الحرب ، وهو ما خففه الرئيس اوباما عام 2014، بدعوى أنه لا فائدة منه وأن رفعه من شأنه أن يحسن الثقة ويسمح لها بالدفاع عن نفسها بشكل أفضل..ويقول مؤيدو الفكرة إن رفع الحظر قد يوجه رسالة قوية إلى الصين. وأضافت "نيويورك تايمز " إنه نظرا لاستبداد حكومة فيتنام فإن الوقت لم يحن بعد لرفع الحظر بشكل كام؛ حيث يسيطر الحزب الشيوعي على جميع المؤسسات هناك ولا يسمح بإجراء انتخابات حرة كما يحتجز أكثر من 100 سجين سياسي ولم يف بعد بإلتزامه بموجب الاتفاق التجاري الجديد للسماح بتأسيس نقابات عمالية /.