يطلقن عليهن في أوروبا المعجزة أو الهرم الرابع في مصر عزفن أول مرة في الأوبرا القديمة عام 1972 أصبحن من مشاهير عازفي الموسيقى في أوروبا أمل فكرى: ووزارة الثقافة والتضامن تجاهلتهن مدرب العازفات: لم أجد صعوبة في تدربهن وهن أسهل من تدريب المبصرات عازفه: أطالب بالانضمام لنقابة المهن الموسيقية "كفيفات" كسرن الحاجز بينهن وبين الخوف الذي يتربص بهن دومًا في حياتهن، تغلبن على أنفسهن وحققن أمنياتهن، وأكدن للعالم أجمع أنهن قادرات، وعزمن وهن صغيرات على أ ن لا يقف أمامهن شيئًا في سبيل تحقيق أحلامهن. "معجزة مصرية فريدة لا يمكن تكرارها"، فكيف لفتيات كفيفات أن يعزفن موسيقى كلاسيكية دون قراءة المدونة الموسيقية والمايسترو الذي يقودهم على خشبة المسرح؟ حتى ولو كانت مكتوبة بطريقة "برايل". يطلقن عليهن في أوروبا "المعجزة أو الهرم الرابع" على هضبة الأهرامات، فبأناملهن الرقيقة عزفن في أكثر من ثلاثين دولة أجنبية وعربية فمن أكبر مسرح في فينا بالنمسا إلى السويد وألمانيا وأسبانيا، ولقوا استقبالاً حافلا في جميع الدولة التي ذهبن إليها للعزف فيها، وأصبحن من مشاهير عازفي الموسيقى الكلاسيكية، لكنهن لم يلقين شهرةً واسعةً في بلادهن. كفيفات يعزفن في الظلام أمل فكري، نائب رئس جمعية النور والأمل، ومسئولة معهد الموسيقى بالجمعية، قالت إن البداية كانت في عام 1961 عندما أنشأت "مدام استقلال راضي"، والدكتورة سمحة الخولي رئيسة الأكاديمية المصرية للفنون بوزارة الثقافة سابقاً، معهد الموسيقى بجمعية النور والأمل على أسس علمية وأكاديمية، وقُسّم المعهد إلى ابتدائي وأعدادي وثانوي. وأشارت في حديثها مع " محيط"، إلى أن أول أوركسترا للموسيقي الكلاسيكية من الفتيات المكفوفات تكونَ من 15 عازفة، وهو أول اوركسترا العازفات في العالم، وعزفوا أول مرة في الأوبرا القديمة عام 1972 وبدأ عدد العازيفات يزداد تدريجياً إلى أن وصلن إلى 30 عازفة. "فكري" تابعت حديثها قائلةً:"عزفن الاوركسترا لأول مرة في الخارج بقاعة دار البلدية بالنمسا عام 1988 بدعوة من السفير المصري آنذاك، بعدها جاء الأوركسترا دعوة عام 1989 لنفس الفريق وتلقينا أكثر من دعوة بعدها من انجلتراوالسويد وألمانيا وأسبانيا وبدأ العالم يعرف اوركسترا النور والأمل. وقالت إن الفرقة تلقت أكثر من ثلاثين دعوة، وسافروا أكثر من 24 دولة أجنبية وعربية منهم 14 دولة في أوروبا و5 دول عربية و3 دولة آسيوية فضلاً عن كندا واستراليا. الاوركسترا الكبير وتستطرد حديثها قائلةً:" لدينا حالياً الاوركسترا الكبير المؤهل للسفر بالخارج في حالة الدعوات وهم في حدود 50 عازفة، ولدينا الأوركسترا من الأطفال الذي نعمل على تدريبه ويعزفون اخل القاهرة وهن بحدود 25 عازفة. وأوضحت أن عدم شهرة الفرقة داخل مصر يعود إلى عدم وقف الدولة بجانبهم وعمل دعاية لهم. ودعت مديرة المعهد الموسيقى بالجمعية وزارة الثقافة والتضامن والخارجية بأن يتولوا هذه المسئولية، مضيفةً: "نحن نحتاج دعم من الدولة سواء كان ماديا أو معنويا." واستطردت:"مؤسسة مصر الخير تدعم أوركسترا النور والأمل، والجيل الرابع الحالي، وأكثر العقبات التي كانت تقابلنا هي التمويل، فوزارة التضامن تدعمنا كجمعية النور والأمل وليس كمعهد موسيقى". وطالبت الرئيس عبد الفتاح السيسي أن يرى أوركسترا النور والأمل ويستمع لعزفهن، مؤكدة أن الرئيس لو استمع لهن ولو لمرة واحد سيدعهم بالتأكيد، فهن كن يأملن أن يتم اختيار الأوركسترا في افتتاح مشروع قناة السويس الجديد. 50 عازفة الدكتور على عثمان أستاذ أكاديمية الفنون بمعهد الكنسرفتوار ومؤلف موسيقى و مايسترو ومدرب أوركسترا النور والأمل قال:"بدأت مع الفرقة منذ عام 1990، وتدريب الكفيفات أسهل بكثير من المبصرين". وأضاف عثمان ل"محيط"،، أن الكفيفات لديهن حاسة السمع عالية جداً وحاسة السمع مهمة في إتقان النغمة الموسيقية لأن الكفيف ليس لدية أي مشكلة في أن يسمع أي نغمة موسيقية ويعزفها على البيانو، وبالتالي لم أجد أي صعوبة في تدريبهن. "عثمان" قال إن الدور الذي يؤديه المايسترو مع فرقة العازفات الكفيفات والذي يبلغ أعمارهن من سن 18 إلى سن 50 يختلف تماما عن ذلك الدور الذي يؤديه مع أي فرقة موسيقية أخرى. وأوضح مدرب الفرقة أن المايسترو في هذه الحالة يقوم بتحويل المدونة الموسيقية لطريقة "برايل" لتقوم كل عازفة بحفظها بشكل منفرد ثم يقوم بتجميع كل العازفات اللائي يعزفن على آلة موسيقية للتدريب بشكل جماعي. وتابع عثمان حديثه قائلاً:"قبل أن تجتمع كل الفرقة بمختلف آلاتها الموسيقية لإجراء البروفات العامة التي تستمر حتى تُتّقن كل عضو في الفرقة طبيعة عملها، وتشمل الآلات الموسيقية المستخدمة في الفرقة الوتريات وآلات النفخ الخشبي والنحاسي والإيقاع. وأوضح عثمان أن في الحفلات المباشرة، تتم الاستعاضة عن إشارات المايسترو المعروفة بطرقات يدوية خفيفة تعرف العازفات معناها تماما ويقمن بإتباعها. حب الموسيقى وطريقة "برايل" وعن تجربتها مع معهد الموسيقى، أشارت شيماء يحيى 32 سنة إحدى العازفات بأوركسترا النور والأمل إلى أنها بدأت في الجمعية كطالبة وتعلمت من ابتدائي إلى الثانوية عامة والتحقت بمعهد الموسيقى في الابتدائية بعد أن وجدوا فيه الميول الموسيقية. وتابعت حديثها ل"محيط"قائلةً:"دائماً ما كنت استمع في بيتي للموسيقى الكلاسيكية أكثر من العربي، وبدأت عزف الموسيقى عن طريق حفظ المدونة الموسيقية بطريقة "برايل". وأشارت إلى أن الجمعية كانت تأتي لهن بأفضل المتخصصين من الكونسرفتوار والتربية الموسيقية للتدريب على أساسيات الموسيقى الكلاسيكية ويدرسوهن "السوفيج" وهو الجزء النظري من أساسيات الموسيقى. شيماء يحيي تابعت حديثها قائلةً:" أي شيء في بدايتها صعبة لكن مع الممارسة والمذاكرة بشكل مستمر وحب الموسيقى والإيمان بالهدف جعلنا نتغلب على كل الصعوبات". وأضافت: "نحفظ المدونة الموسيقية بطريقة "برايل" و "الدينمكس" والداخلات، فالكفيفات يحتجن عن العازفات المبصرات جهد اكبر، فالمدونة الموسيقية تكتب بطريقة "البرايل" ويتم توزيعها، ونحفظها بشكل جيد ويتم توجيهنا تحت قيادة المايسترو عن طريق وضع خلفية تاريخية عن القطعة الموسيقية. وتضيف:"اشعر بالفخر والتميز لأن الأوركسترا متميزة، لأنه لا يوجد اوركسترا في العالم كله متكون من فتيات كفيفات عربيات ويعزفن دون الاعتماد على قراءة المدونة الموسيقية أو المايسترو. وتمنت يحيى من الدولة أن يدرج الأوركسترا تحت وزارة الثقافة، وناشدت الوزير حلمي النمنم أن ينظر أليهن بعين الرحمة وأن يهتم بهن. وتمنت الحصول على "كارنية" نقابة الموسيقيين، ويصبحن من أعضائها، وأن يكن لهن تأمين من الناحية المادية، لأن الجمعية عليها عبء كبير، بحسب قولها.