أبدى مثقفون تفاؤلهم الشديد بمستقبل مصر فى الفترة المقبلة بعد إقبال الناخبين على التصويت فى المرحلة الاولى من الانتخابات البرلمانية، مؤكدين أن هذا التدافع دليل على وعى الناس بدورهم فى صناعة مستقبل البلد، بعيدا عن إمكانية سيطرة فصيل سياسى دون غيره. وتمنوا أن تمر مراحل من أهم العمليات الديمقراطية التى تشهدها مصر بعد الثورة فى سلام، وأن يمنح المصريين لأول مرة فى تاريخهم أصواتهم لمن يستحق بالفعل. وأعرب الدكتور أحمد مجاهد، رئيس الهيئة العامة للكتاب، عن سعادته بإقبال المواطنين للإدلاء بأصواتهم فى اليوم الأول والثانى من الانتخابات البرلمانية، متمنيا أن تستمر الأوضاع كما هى فى هدوء والا يتدخل فيها من يريد إفساد واحدة من أهم العمليات الديمقراطية التى تشهدها مصر بعد ثورة 25 يناير.
وأضاف مجاهد أنه ينبغى على الناخبين أن تكون لديهم معرفة بالأسماء التى يرغبون فى ترشيحها، خاصة أن عدد المرشحين كبير جدا ومعظمهم أسماء جديدة فى الحقل السياسى، مؤكدا أن الناخبين أن يقوموا بترشيح الأسماء التى يرون أنها الأصلح لخدمتهم بغض النظر عن الحزب أو التيار الذى ينتمون له حتى لا يؤدى الأمر إلى نتائج عشوائية سيئة تضر هذا البلد.
وقال الدكتور شاكر عبد الحميد، الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، إنه سوف يدلى بصوته فى المرحلة الثانية من الانتخابات، إيمانا منه بمقولة "دع مائة زهرة تتفتح"، وأنه على الناس أن تختار بكامل حريتها، وأنه فى نهاية الأمر فالجميع مصريون.
وشدد عبد الحميد على أنه ضد أى انتهاكات أو مخالفات للقانون، متسائلا: كيف تطلب منا الأحزاب التى تخالف القانون بالتصويت لصالحها، وأن نأتمنها على تنفيذ القانون مستقبلا وهى لا تطبقه حاضرا.
وقال الدكتور سامح مهران، رئيس أكاديمية الفنون، إنه ضد دعوات مقاطعة الانتخابات، وبأنه سوف يمارس حقه الانتخابى، من خلال مشاركته فى المرحلة الثانية من الانتخابات البرلمانية، موضحا أنه سوف يعمل على الموازنة بين أصحاب الخبرة والشباب خلال عملية التصويت.
من جانبه، قال المهندس محمد أبو سعده، مدير صندوق التنمية الثقافية، أنه لا يتفق مع من قاطعوا الانتخابات، مشيرا إلى أن مشهد الطوابير الطويلة يوحى بالتفاؤل وقدوم مصر على مرحلة ديمقراطية جديدة تستلزم من الجميع المشاركة.
وأضاف أبو سعده أنه ذهب للإدلاء بصوته فى انتخابات مجلس الشعب عصرا، وذلك لازدحام لجنته بدائرة المعادى، مشيرا إلى أنه ذهب فى الصباح الباكر إلا أن الزحام منعه من الوقوف فى الطابور الطويل نظرا لارتباطه بعمل مهم.
فيما رأى الدكتور محمد صابر عرب، رئيس الهيئة المصرية العامة لدار الكتب والوثائق القومية، أن إقبال الكثيرين من الشعب المصرى على لجان الانتخابات البرلمانية، فى مرحلتها الأولى ، يعبر عن الخوف من سرقة البرلمان .
وأوضح عرب ، أنه توجه للإدلاء بصوته بعد فترة الظهيرة بدائرة مدينة نصر، وذلك نظرا للازدحام، وإقبال المواطنين على المشاركة فى واحدة من أهم العمليات الديمقراطية التى تشهدها مصر بعد الثورة..
وقال عرب ، إن ما يحدث فى مصر شىء رائع للغاية لم نشهده طوال الفترة الماضية، ولم نتخيل يوما أن يصطف المصريون فى طوابير بطول الشوارع وعرضها للمشاركة فى صناعة مستقبل هذا البلد بغض النظر عن النتائج التى ستسفر عنها تلك الانتخابات، فيكفى أننا نمارس عملية الديمقراطية بمعناها الواسع والمجتمعى، حتى وإن كنا على يقين أن دور البرلمان فى الدورة القادم سيكون أقل تأثيرا.
وأشار عرب إلى أن كثيرا من الشخصيات الوطنية اختفت من الترشح فى هذه الدورة، ولكن من المؤكد أنهم سيتدافعون لترشيح أنفسهم بعد حالة الحشد والجدية التى أثبتتها تلك الانتخابات منذ يومها الأول، وأعتقد أن الناس ذهبت للتصويت حتى لا يُسرق البرلمان.
وحرص الشاعر سعد عبد الرحمن، رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، على الذهاب إلى محافظته (أسيوط)، للإدلاء بصوته فى الانتخابات البرلمانية، مشيرا إلى أنه اعطى صوته لقائمة شباب الثورة - "الثورة مستمرة" - وذلك لأنهم الأحق بقيادة المرحلة السياسية القادمة فى مصر، مؤكدا أنه ضد فكرة مقاطعة الانتخابات.
ودعا عبد الرحمن، المواطنين ممن لهم الحق فى التصويت، للإدلاء بأصواتهم فى الانتخابات، حتى تحقق الثورة حسب وجهة نظره - أهم مطالبها أو 50% منها، مؤكدا على أن إدلاء المواطن بصوته يعد من أهم علامات استمرار الثورة، لافتا إلى أن إدلائه بصوته فى الانتخابات لا يعد تعارضا مع المعتصمين فى ميدان التحرير، قائلا: الحرية ثمنها غال ولن تأتى إلا على مراحل، مدللا على ذلك بقول أمير الشعراء أحمد شوقى "وللحرية الحمراء بكل يد مدرجة يدق".
وايده فى ذلك الشاعر حسام نصار، رئيس قطاع العلاقات الثقافية الخارجية، مؤكدا أنه اصطحب زوجته وأولاده للإدلاء بأصواتهم فى الانتخابات البرلمانية، وأنه منح صوته لقائمة "الثورة مستمرة".
وقال نصار إنه ضد مقاطعة الانتخابات، وذلك باعتبارها أولى خطوات الديمقراطية، وأيا كان الحزب الذى سيفوز، فمن حق الشعب المصرى أن ينتقد بالأساليب المشروعة إن لم يقم بتحقيق مطالب الثورة، مؤكدا أن إرادة الشعب فوق كل شىء.