أكدت المستشارة الألمانية ميركل مجددا على حل الدولتين ونددت بالعنف الدائر بين الفلسطينيين والإسرائيليين، مؤكدة أن العنف ليس هو الحل، ومشددة على حق الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي العيش في أمن وسلام. جاء ذلك خلال لقاء المستشارة الألمانية، اليوم الثلاثاء، بالرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال زيارته الرسمية إلى برلين، والتي تستمر على مدار ثلاثة أيام، وفقاً لما ذكرته وكالة أنباء الشرق الأوسط. وشارت ميركل إلى المبادرة الفرنسية حول فلسطين وإسرائيل، مشددة على ضرورة استغلال كل الفرص المتاحة لتحقيق تقدم في عملية السلام، كما انتقدت بناء المستوطنات الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية. من جانبه، أعرب الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن توافقه في الرؤى مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل فيما يخص حل الدولتين، مؤكدا أن الاستيطان الإسرائيلي هو العقبة الأساسية أمام تحقيق السلام، مشددا على أنه يجري العمل على تشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية. واستعرض عباس الجهود المبذولة عربيا للتوجه إلى مجلس الأمن الدولي، بخصوص الاستيطان، كما بحث مع ميركل فكرة الدعوة لعقد مؤتمر دولي للسلام بناء على المبادرة التي طرحتها فرنسا بهذا الخصوص، وكذلك العلاقات الثنائية بين البلدين، وسبل تطويرها وتعزيزها في كافة المجالات. وفي سياق متصل، قال عباس- في تصريحات لمجلة (شبيجل) الألمانية على هامش زيارته للبلاد- "التنسيق الأمني مع إسرائيل يسير على ما يرام"، متهما (حماس) بمحاولة تخريب الأمر لإشعال الأوضاع في الشارع الفلسطيني، وفقا لما ذكرته وكالة أنباء الشرق الأوسط. وعما يسمى بانتفاضة "صرخة القدس" المستمرة منذ شهر أكتوبر والتي يقودها الشباب الفلسطيني، قال عباس "هذه ليست انتفاضة.. ولكن علينا أن نفهم لماذا هؤلاء الشباب يرتكبون مثل هذه الهجمات ضد الإسرائيليين...هذا الجيل يواجه العنف والإذلال من جانب الاحتلال بشكل شبه يومي". وردًا على الاتهامات التي توجه للسلطة الفلسطينية من قبل حكومة نتنياهو بالتحريض على شن هجمات ضد الإسرائيليين، أكد عباس أنه ضد هذا الأمر، قائلًا "أنا ضد الهجمات ولقد قلت هذا مرارًا وتكرارًا"، مضيفا "أنا على استعداد لإجراء انتخابات في أي وقت، ولكن حماس ترفض ذلك.. وحاليًا نحن نتفاوض على تشكيل حكومة وحدة وطنية مع حماس في قطر، ويمكننا إجراء الانتخابات في أقرب وقت"، مؤكدا أنه لا يريد الترشح للرئاسة من جديد. وشدد عباس على أن الوقت مناسب الآن لحل الدولتين، حيث أضاف "يقول لنا الإسرائيليون بأن الوقت ليس مناسبا لحل الدولتين. ولكن متى هي هذه اللحظة؟ الوقت المناسب هو الآن وليس غدا أو أي وقت في المستقبل. نريد التعايش معهم، ولكن الإسرائيليين لا يريدون ذلك. يريدون فصل أنفسهم عنا ويفضلون عدم رؤيتنا". يُذكر أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس يعتزم التوجه إلى نيويورك عقب لقائه مع ميركل، وبحسب تقارير إعلامية فلسطينية وإسرائيلية، سيسعى عباس في نيويورك للحصول على موافقة مجلس الأمن على إصدار قرار ضد سياسة الاستيطان الإسرائيلية.