كشف الصحفي الإيطالي كارلو بونيني، كواليس تواجد الوفد القضائي والأمني المصري في روما، لبحث قضية مقتل الشاب الإيطالي "جوليو ريجيني" الذي عثر على جثته في شهر فبراير الماضي بطريق "القاهرة - إسكندرية" الصحراوي. وكتب بونيني الذي غطّى لقاء الوفد الأمني المصري في تقريره بصحيفة "لاريبوبليكا" الإيطالية، أن المحققين المصريين أبدوا عدم اهتمام بمدى المسؤولية الملقاة على عاتقهم، وما يبرهن على ذلك الارتياح الذي بدا عليهم عند تناول الأرز بالكوسة والأسماك والبطاطس، داخل إحدى قاعات مبنى كازالي رينزي، حيث استمتع أعضاء فريق التحقيق وهم المستشار مصطفى سليمان، ومحمد حمدي واللواء عادل جعفر ومصطفى معبد وأحمد عزيز وعلاء عزمي، بوجباتهم وهم يمزحون ويأكلون بشهية وكأنهم يحتفلون بنهاية عطلة لا تُنسى، بل ويكررون سؤالهم للمحققين الإيطاليين عن موعد لقائهم القادم، لكنهم لم يدركوا أن صبر الجانب الإيطالي بدأ ينفد، على حد وصفه. وأشار الصحفي إلى أن حضور المحققين المصرييين إلى روما جاء مخيبًا لآمال الإيطاليين، فعلى الرغم من أن المستشار مصطفى سليمان، مساعد النائب العام المصري، في بداية زيارة الوفد المصري لروما، قال: "نتطلع لاكتشاف المسؤولين عن مقتل ريجيني أيًا كانوا"، فلم ينعكس ذلك التصريح على المساعدة التي قدمها الوفد المصري في تحقيقات القضية، حيث اقتصر دور المحققين المصريين على تقديم ملف صغير لم يتعدّ الثلاثين صفحة، على الرغم من أنهم أعلنوا من قبل عن إعداد ملف يبلغ ألفي صفحة، كما قدموا سجل مكالمات ليس على قدر كبير من الأهمية لصديقين لريجيني وهما "جنارو" و"فرانشيسكون"، إلى جانب تقديم محضر العثور على جثة ريجيني وهو أمر غير ضروري، إضافة لشهادة شخص تفيد بأن ريجيني لم يحضر اجتماع النقابات العامة والذي انعقد في 11 ديسمبر، على الرغم من أن "ريجيني" ظهر في بعض صور هذا الاجتماع. وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي أرسل وفدا قضائيا أمنيا، إلى روما من أجل عرض نتائج التحقيقات حول تعذيب الباحث الإيطالي جوليو ريجيني في القاهرة بعد اختفائه لمدة أسبوع منذ 25 يناير الماضي، حيث أعلنت إيطاليا عدم ثقتها في إعلان القاهرة مقتل 5 شباب يشكلون تشكيلا عصابيا وهم من قتلوا ريجيني بحسب اتهام السلطات.