اهتمت الصحف المصرية الصادرة اليوم الاثنين بانطلاق المرحلة الأولى من انتخابات مجلس الشعب التى تبدأ اليوم فى تسع محافظات،حيث كان عنوان صحيفة "الأهرام" فى صدر صفحتها الأولى "البداية"، فيما كان عنوان صحيفة "الأخبار" صوتك لمصر"، بينما تضمن عنوان صحيفة الجمهورية " صوتك..أول خطوة للدولة المدنية"،أما عنوان صحيفة "الشروق " فكان "الثورة فى الصندوق"،وعنوان صحيفة "المصرى اليوم" "اليوم أول خطوة على طريق المستقبل"، وصحيفة "الوفد" "اليوم..مصر تختار برلمان الثورة". وذكرت الصحف أنه وسط زخم سياسى ووطنى وأجواء تحفل بالأحداث والتفاعلات الداخلية والاقليمية ينطلق اليوم سباق أول انتخابات برلمانية فى مصر عقب ثورة"25 يناير" وهى الانتخابات التى تمثل بداية للتحول الديمقراطى وتسليم السلطة للمدنيين.
وتجرى هذه الانتخابات فى محافظات (لقاهرة،الاسكندرية،الفيوم،بورسعيد،دمياط،كفر الشيخ،أسيوط،الأقصر،البحرالأحمر)، حيث تفتح نحو 18500 لجنة فرعية ابوابهاأمام الناخبين فى تلك المحافظات وفى نحو 16 دائرة للقوائم و28 للفردى تحت إشراف مايقرب من عشرة آلاف قاض ومتابعة نحو ثمانية آلاف مراقب علاوة على المئات من مراسلى الصحف والقنوات العربية والأجنبية.
وأشارت صحيفة "الأهرام" إلى تأكيد القائد العام رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة المشير حسين طنطاوى إلى أن الدفاع عن الوطن وحماية أمنه القومى فى الداخل والخارج مهمة مقدسة لاتهاون فيها، خلال لقائه برجال القوات المسلحة أمس قبل بدء الانتخابات البرلمانية.
وقال طنطاوى إن القوات المسلحة تضع المصلحة العليا للبلاد فوق كل اعتبار وانها ليست بديلا عن الشرعية فهى تحمى الشعب وتقف على مسافة واحدة من الجميع دون تصنيف أو انتقاء ولا تنحاز لطرف على حساب اطراف اخرى.
وطالب المشير رجال القوات المسلحة بأن يكونوا قدوة لجميع افراد المجتمع فى الانضباط والتفانى فى اداء مهامهم خلال تأمين الانتخابات البرلمانية التى ستبدأ اليوم وما تتطلبه من يقظة كاملة والتزام بأقصى درجات ضبط النفس حفاظا على أمن الوطن واستقراره.
ونقلت صحيفة "الأخبار" تصريحات رئيس اللجنة العليا للانتخابات رئيس محكمة استئناف القاهرة المستشار عبد المعز ابراهيم التى أكد خلالها توفير الحماية الكاملة للناخبين وضمان نزاهة وشفافية الانتخابات وتعبيرها عن ارادة الناخب المصرى وحده.
ونوهت صحيفة "الجمهورية" إلى إعلان قضاة مجلس الدولة عزمهم على اجتياز الانتخابات البرلمانية التى ستشهدها مصر اعتبارا من اليوم بمنتهى الجدية مع الالتزام الكامل بالمعايير القانونية والاجراءات المحددة المعمول بها فى هذا الشأن انطلاقا من دورهم الفاعل فى خدمة القضايا الوطنية فى تلك المرحلة الحرجة التى تمر بها البلاد.
ونقلت صحيفة "المصرى اليوم" عن المتحدث الرسمى بإسم وزارة الخارجية المستشار عمرو رشدى ان هناك 127 لجنة عامة فى السفارات المصرية بالخارج لاستقبال وفرز بطاقات اقتراع 166 الف مصرى مسجلين للتصويت فى المرحلة الاولى، مشيرا إلى أن ثلث الذين سجلوا انفسهم فى المملكة العربية السعودية وحدها مما أدى إلى قيام الوزارة بالدفع بعدد إضافى من الدبلوماسيين من القنصليات المجاورة للرياض للمعاونة فى التصويت والفرز.
كما اهتمت الصحف بنبأ تشكيل مجلس استشارى مدنى يضم فى عضويته ممثلين للاحزابوالقوى السياسية والشخصيات العامة والائتلافات والحركات السياسية للتنسيق مع المجلس الاعلى للقوات المسلحة والحكومة خلال الفترة الانتقالية .
وأكد المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية عمرو موسى أن مهمة هذا المجلس متابعة جميع الاعمال وكل مايخص المرحلة المقبلة حتى تسليم البلاد إلى سلطة مدنية منتخبة،وقال موسى إن الاتفاق تم خلال اجتماع القائد العام رئيس المجلس الاعلى للقوات المسلحة المشير حسين طنطاوى بحضوررئيس أركان حرب القوات المسلحة نائب رئيس المجلس الأعلى الفريق سامي عنان مع رؤساء الاحزاب وعدد من ممثلى القوى السياسية.
وذكرت صحيفة "الأهرام" فى تعليق اليوم "الاثنين" أن المصريين يدلون بأصواتهم فى المرحلة الأولى من إنتخابات كثيرا ماتمنوها أن تأتى حرة ونزيهة وعادلة وخالية من التزوير والعبث بنتائجها فى كنترول وزارة الداخلية إلا أن هذه التمنيات قد لا تتحقق جميعها فالمعروف أن جزءا لابأس به من شوائب العملية الإنتخابية من تزوير وبلطجة يقوم به أنصار المرشحين.
وقالت الصحيفة إنه بالرغم من الجدل الصاخب بشأن الإنتخابات وجدواها فى ظل حالة الإستقطاب السياسى والإنفلات الأمنى وتأكيد بعض القوى السياسية خاصة الليبرالية وإئتلافات شباب الثورة أن الانتخابات فى هذه الظروف ليست الخيار الأمثل إلا أنه فى المقابل يبدو لذات الأسباب بوصفه خيار الخروج من الأزمة، فوسط كل هذه المشاعر المتناقضة والتجاذبات العنيفة وبدء تأكل شرعية معظم اللاعبين على المسرح السياسىفى مصر لم يكن هناك مفر إلا من العودة ثانية إلى الشعب مصدر السلطات وذلك من أجل تجديد الشرعية أو الحصول عليها أو تحجيم بعض القوى والكشف عبر صندوق شفاف عن الأوزان الحقيقية للجميع ومن يحظى بثقة الشعب فى هذه المرحلة.
وأشارت الصحيفة إلى أن أغلب الظن أن الانتخابات البرلمانية تبدأ اليوم وتحمل أسئلة ومخاوف كثيرة لعل أهمها مدى المشاركة الجماهيرية،وهل سيختار المصريون برلمانا تهيمن عليه قوة واحدة أو تيار واحد أم برلمانا منقسما ومفتتا أم سيدهش الشعب الجميع بإختياره برلمانا متوازنا ، هذه أسئلة مهمة والإجابة عنها سوف تحدد إلى أى مدى إقتربت مصر من التحول الديمقراطى.
من جانبها أكدت صحيفة "الجمهورية" على أهمية أن تكون الانتخابات نزيهة شفافة بحق خالية من شوائب التزوير والتزييف والرشاوي والبلطجة تلك الجراثيم التي اتسمت بها الانتخابات البرلمانية في ظل النظام الفاسد السابق وخاصة خلال انتخابات 2010 التي كانت بتزويرها السافر أحد الأسباب المباشرة لثورة"25 يناير" المجيدة.
وأضافت :الشعب يختار بكل الحرية اليوم في ظل الثورة من يمثلونه في برلمان يحمل علي كتفيه مسئولية صياغة مستقبل مصر وهي مسئولية تاريخية يدرك الجميع انه لا يتحملها إلا الثوار صناع الأمل فرسان الغد القادرون علي ترجمة أهداف الثورة الي حقائق علي الأرض ترفع مستوي الشعب وتعلو بمكانة مصر .