بعيدا عن الأبواق الصارخة والمهللة، البعيدة أحيانا عن المهنية، يظهر شعاع من الأمل يبشر بمستقبل جديد للإعلام المصري ينقذه من حالة التدني التي وصل إليها "ميديا توبيا" وهو مشروع شبابي لتدريب صحفيين مهنيين لإنارة الساحة الإعلامية المعتمة. وأطلق الشرارة الأولى للمشروع الدكتور محمد سعيد محفوظ مدير معهد الأهرام الإقليمي للصحافة، في فبراير من عام 2013، بهدف إنتاج جيل جديد من الصحفيين والإعلاميين المحترفين، يتميزون بالحيادية والمهنية في المجال الإعلامي، وبدأ بمجموعة من الشباب من خلال تشكيل معسكر منذ عامين وتتابعت بعد ذلك الدورات والمشاركات. وتبنى المشروع الشبابي الخالص معهد الأهرام الإقليمي للصحافة ليحقق خلال العامين الماضيين طفرة واضحة في مجال التدريب الصحفي لطلاب كليات الإعلام، واستحدث عدة برامج كان أهمها برنامج الماجستير في إدارة الإعلام بالتعاون مع الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا. الاعلامى محمد سعيد محفوظ وبحسب مؤسس المشروع، فبحلول عام 2020 سيحدث ميديا توبيا تغيرا إيجابيا في المشهد الإعلامي نظرا لدستوره الذي وضعه المشاركون في المعسكر الأول لتحديد ميثاق شرف يحكم الجميع بالمشروع. ومن أهم بنود ميثاق الشرف، الإلتزام بالموضوعية، والحياد، والقيم المهنية في نقل ونشر الأخبار والسعي للوصول إلى الحقيقة كاملة لايصالها للمجتمع والجمهور، وذلك ضمن حرية التعبير التي يجب ألا تتجاوز حدود حريات الآخرين، بالإضافة الى التمتع بالسمات الشخصية مثل التواضع والانضباط، الطموح، وتحمل المسؤولية. ويعمل الشباب المشتركون في المشروع في أكبر المؤسسات الصحفية المصرية، ويتم ذلك من خلال ورش عمل متنوعة في المعسكر الواحد الذي يمتد على مدار خمسة أيام في غرف صناعة الأخبار، وصالات التحرير، وفنون التصوير، و ينتهي كل معسكر بإصدار مجلة ورقية معبرة عن أنشطة المعسكر يطبق فيها المشاركون ما تعلموه من فنون الصحافة. دورات تدريبية وفي مجال الإعلام التليفزيوني أعدت "ميديا توبيا" استوديو خاص مؤهل بكل الامكانيات داخل كل معسكر لتقديم نشرات الأخبار وتصوير تقارير الفيديو، ونجح المشاركون بواسطته في إنتاج أول نشرة أخبار يقدمها "الصم وضعاف السمع"، ويتم إعداد برنامج من تقديمهم سيعرض قريبا. وينشر المشروع نشاطاته على مستوى واسع، فنظم دورة للسلامة المهنية بالتعاون مع أكاديمية الشرطة لتعليم الطلاب كيفية تقديم تغطية صحفية مهنية للمظاهرات، حيث قسم الأمن المركزي أنفسهم على فريقين الجنود والمتظاهرين، بينما كان المتدربون يلعبون دور الصحفيين الميدانيين، وجرت مواجهة حقيقية بقنابل الغاز، وفي نفس الوقت حماية أنفسهم من المخاطر. وفي كل معسكر ينضم الشباب والأطفال وتتطور الفكرة بشكل كبير سواء على مستوى شروط الالتحاق في ظل الأقبال الكبير أو على مستوى الصالون الثقافي الذي يقام كل نصف شهر ويستضيف باقة من أشهر خبراء الإعلام والثقافة. مبادرات خيرية ولم يقتصر الأمر على التدريب الصحفي والإعلامي فقط، وإنما يستعد "ميديا توبيا" لعدة مبادرات خيرية أهمها "لست وحدك" التي سيقوم فيها شباب المشروع بزيارة عدد من الملاجئ، ودور المسنين، ومبادرتي "يلا نقرأ"، و"معا لتعليم اللغة العربية"، وهي مهمة تبادلية يقوم بها شباب المشروع، حيث يُعلمون اللغة العربية "لضعاف السمع" مقابل أن يعلمهم "ضعاف السمع" لغة الإشارة.