تقارير حقوقية: أكثر من 50 ألف معتقل.. و 250 حالة وفاة بسبب الإهمال مدير مركز ابن خلدون: السجون زادت بعد 25 يناير والمسؤولون ليسوا مدربين مؤسس الجبهة الوسطية: العنف في السجون سببًا في خلق حركات التكفير في ظل ما تعيشه البلاد من حرب على الإرهاب الذي يهاجمها من حين لآخر، تعتبر السجون المصرية تحت الأنظار التي يطولها النقد اللاذع من بعض المؤسسات الحقوقية المصرية والدولية بسبب ما تصفه "سوء الأوضاع فيها والمعاملة السيئة" والتي تعتبر أن ذلك سببًا رئيسيًا أو جزئيًا من خلق حركات التكفير.. شبكة الإعلام العربية "محيط" استعرضت ذلك وناقشته مع عدد من الخبراء، وخرجت بالحصيلة التالية.. منتجعات سياحية أنشأت مصر 18 سجنًا جديدا خلال ثلاث سنوات، وهو ما كان ذلك مادة خصبة للمنظمات الحقوقية الدولية في انتقاد السلطات المصرية، وطالبوها بالاقتداء بالحكومة الهولندية التي أغلقت بعض سجونها وتسريح العاملين بها نظرا لانخفاض أعداد السجناء بصورة غير مسبوقة. إغلاق السجون في هولندا قدم مستثمرون مصريون وسويسريون طلب للحكومة الهولندية بطلب يقضي بتحويل معتقل سابق في الحرب العالمية الثانية "قتل فيه المئات بسبب سوء المعاملة وسوء التغذية" إلى منتجع سياحي، وافقت عليه حكومة الجبل الأسود في منتصف يناير 2016. أكثر من 50 ألف سجين في أواخر شهر يونيو من عام 2013، قدرت مؤسسة "ماعت" للسلام والتنمية وحقوق الإنسان عدد المساجين في مصر ب50 ألف سجين جنائي منتشرين ب42 سجنا في مختلف محافظات الجمهورية. وأشار التقرير إلى أن عدد المسجونين بعد عزل مرسي وصل إلى أكثر من 50 ألف شخص ما بين معتقلين على ذمة قضايا، وآخرين يقضون فترة حكم في إحدى القضايا وهو ما يتطلب زيادة في عدد السجون لاستيعاب هذا العدد الذي قارب إلى الضعف. كما أشارت بعض التقارير الحقوقية إلى وفاة أكثر من 250 حالة بسبب الإهمال الطبي داخل السجون منذ أحداث يونيو وحتى الآن. تنمية السجون في هذا الشأن أوضح الدكتور سعد الدين إبراهيم، مدير مركز ابن خلدون، أن عدد السجون في مصر زادت بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير. وقال إن قبل ثورة يناير كان عدد السجون 24 سجنًا فقط، وصل العدد الحالي إلى 48، أي تم بناء الضعف في ثلاث سنوات. وبين في تصريحات خاصة لشبكة الإعلام العربية "محيط" أن زيادة ذلك العدد من السجون دليلاً على أن كثيرًا من المواطنين أصبحوا معتقلين أو مسجونين، معتبرًا أن ذلك مؤشرًا سيئًا جعل المنظمات الحقوقية الدولية تنتقد مصر انتقادا مرا. وقال إبراهيم، إن المعاملة داخل السجن تسوء مع مضاعفة العدد، بسبب عدم تأهيل وتدريب المسئولين على السجون في كيفية التعامل مع المساجين. واعتبر مدير مركز ابن خلدون أن سجن العقرب أسوأ سجون مصر لما يشهده من حراسة شديدة بجانب العقارب التي تدخله من الصحراء المحيطة به التي تهدد حياة النزلاء. وطالب بضرورة تنمية السجون في مصر من خلال التعامل مع السجين كأمانة في يد الدولة فهي مسئولة عن حياته ومأكله ومشربه وصحته هذه الاحتياجات الأساسية، منوها بأن السماح لمنظمات الحقوقية وحقوق الإنسان المصرية والدولية بزيارة هذه السجون بصفة دورية ترسخ الشفافية وحسن التعامل. زيادة العنف ومن جانبه قال صبرة القاسمي مؤسس الجبهة الوسطية، إن السجن في حد ذاته أكبر عقوبة سواء في مكان جيد أو سيء فلا نزيد الأمر على الشخص بالمعاملة السيئة أيضا، مشيرا إلى أن التعذيب النفسي والبدني يؤدي إلى التطور الفكري للسجين فيجعله أكثر عنفًا وتشددا وخاصة المعتقل السياسي "لأن الجنائي مجرم بطبعه". وأشار القاسمي إلى أن بعد أحداث 48 واعتقال عدد كبير من جماعة الإخوان المسلمين وادعائهم في السجون في ليمان طرة نتج عن ذلك تطور فكري عدواني ربما يكون السبب الرئيسي في خلق حركات التكفير والجهاد المسلح الذي يستخدمه بعد ذلك ضد قوات الشرطة والمجتمع بكامله، فيحمل النظام وأتباعه ما حدث له نتيجة للضغوط نفسية وجسدية داخل السجن، وهذا ما حدث مع بعض الشخصيات منهم بالفعل على حد تعبيره. طرة استضاف الكبار وأبو زعبل الأقدم ويوجد في مصر حوالي 48 سجنا أهمها منطقة سجون طرة التي تضم سبعة سجون توافد عليها الكثير من النزلاء أهمهم الداعية الراحل عبد الحميد كشك والكاتب الصحفي مصطفى أمين، وأعضاء تنظيم ثورة مصر وقيادات الإخوان المسلمين والجماعة الإسلامية، وبعد ثورة 25 يناير استضاف طرة كبار رجال نظام الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك. بينما يٌعد العقرب الذي يقع في نهاية منطقة سجون طرة أشدهم حراسة، أما أبو زعبل يعتبر الأقدم إنشاءًا في قائمة السجون المصرية، فقد ظهرت فكرة بناء السجون شديدة الحراسة منذ فترة التسعينيات.