أعلن رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك اليوم الثلاثاء، عن مقترحاته لاتفاق جديد بين بريطانيا والاتحاد الاوروبي، حيث يبدو أن تلك المقترحات، هدفها إثناء بريطانيا عن المضي قدما فى خطة قد تفضي لانسحابها من الاتحاد الاوربي، ستؤدى فى حال موافقة قادة الاتحاد عليها، إلي منح رئيس الوزراء ديفيد كاميرون، معظم ما سعى لتحقيقه، ولكنها ليست كل ما وعد به الناخبين البريطانيين. قال توسك خلال نشر مقترحاته الأوروبي: "إن البقاء أو عدم البقاء معا هو السؤال الذي يجب الرد عليه في الاسبوعين المقبلين". ووعد توسك لندن أيضا "باحترام حقوق وصلاحيات" الدول غير الاعضاء في منطقة اليورو ومنها بريطانيا بالطبع حيث قدم "آلية" تسمح للدول التسع التي لم تطبق العملة الواحدة بالتعبير عن قلقها والحصول على "التأكيدات اللازمة" حول قرارات الدول ال19 الاخرى التي تعتمد اليورو. واكد رئيس المجلس الاوروبي ان هذا "لا يشكل فيتو ولا يمكن أن يؤخر قرارات عاجلة" في حال حدوث أزمة مالية، موضحا أن تفاصيل تفعيله يفترض أن تكون محل مناقشة . ومن جانبه، فقد أشاد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، في وقت سابق اليوم بمقترح الاتفاق البريطاني الجديد مع الاتحاد الأوروبي، لكنه شدد فى الوقت نفسه على الحاجة الى "مزيد من العمل". وقال: "إن المقترحات تعرض "تقدما حقيقيا" في كل من المطالب الأربعة التي قدمها لزعماء الاتحاد الأوروبي في إعادة تفاوضه حول مستقبل علاقة بلاده بالتكتل الأوروبي". ويعد العنصر الأهم في مقترحات توسك هو ما يتعلق ب "الايقاف العاجل" أو ما يسمي ب "فرامل الطوارئ" والتي تمنع المهاجرين من الحصول على إعانات لأربع سنوات.. ذلك أن الصيغة المقترحة ستقلل فقط من هذه المدفوعات، لكنها لن تلغيها الى الأبد، حيث يتطلب ذلك إثبات تعرض البلاد للضغوط، إضافة الى أنه لا يمكن للمملكة المتحدة تطبيق هذه الآلية بقرار منفرد من جانبها بل يتطلب الامر موافقة الاتحاد الأوروبي. تفاصيل المقترحات ويتمثل الأمر الثانى المهم في أنه لا يوجد ضمان بتغيير المعاهدة حتى تصبح مثل هذه الاصلاحات ملزمة للجميع إلى الأبد. وقد تجسد ذلك فيما قاله رئيس المجلس الأوروبي من "أنه قد يكون هناك تغييرات محدودة في المعاهدات، ولكن - وبنفس القدر - قد لا تحدث مثل هذه التغييرات". وبشكل أكثر تفصيلا فإن المقترحات الجديدة التى كشف عنها توسك اليوم تحتوى علي عدة نقاط من أهمها : محاولة منع مهاجري الاتحاد الأوروبي من التلاعب أو إساءة استخدام الاختلافات بين القوانين الوطنية والأوروبية لتوطين أسرهم في بريطانيا، اضافة بعض الضمانات - وإن كانت ليست مثالية - بحماية بريطانيا والدول الأخرى خارج اليورو من أي اجراءات تمييزية تجارية واقتصادية. كما تشمل الاقتراحات الاعتراف بحماية بريطانيا من" إتحاد أوثق من أي وقت مضى" تسعي اليه العديد من دول الاتحاد وترفضه بريطانيا ، إضافة الى نقل بعض القرارات من بروكسل الى البرلمانات الوطنية وكذلك تعزيز التنافسية داخل الاتحاد. ورغم أهمية هذه المقترحات الجديدة المعروضة على بريطانيا فقد طالب كاميرون بأكثر من ذلك، أي بمهلة أربع سنوات قبل دفع اي مساعدات إجتماعية للمهاجرين القادمين من الاتحاد الاوروبي للعمل في المملكة المتحدة. وفى مقابل ما تتضمنه حزمة المقترحات الاوربية الجديدة من إستجابة لكثير من مطالب كاميرون . . فلم ينجح رئيس الوزراء البريطاني في منع المهاجرين من تحويل "إعانات الأطفال" إلى أبنائهم في الخارج، وهو أحد المطالب التي ركزت عليها الحملات المطالبة بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وكان رئيس الوزراء قد أكد في وقت سابق اليوم على أن الاستفتاء على عضوية بريطانيا في الاتحاد الأوروبي قد يعقد خلال "أشهر قليلة"، بعد إعلان المقترحات حول إصلاح الاتحاد، مشددا على أن الاقتراحات الجديدة ستجعله بكل تأكيد يختار البقاء في الاتحاد الأوروبي.