رام الله: قال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات إن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أكد لنائب وزيرة الخارجية الأمريكية وليام بيرنز مساء الأحد أن طلب عضوية فلسطين في الأممالمتحدة "لا يتناقض مع الشرعية الدولية". وأوضح عريقات ،لوكالة الصحافة الفرنسية، أن عباس شدد لبيرنز خلال لقائه إياه في مقر الرئاسة الفلسطينية في رام الله "إننا نسعى من خلال تقدمنا لطلب عضوية دولة فلسطين في الأممالمتحدة من خلال مجلس الأمن لتجسيد خيار الدولتين الذي لا يتناقض مع الشرعية الدولية ولا يهدف إلى عزل دولة إسرائيل". وأضاف أن عباس تطرق خلال لقائه بيرنز إلى "تفاهماته مع رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق ايهود اولمرت بخصوص إطلاق دفعة من الأسرى القدامى وخصوصا المعتقلين منذ ما قبل اتفاق أوسلو الموقع عام 1993". وتابع أن عباس طالب الجانب الأمريكي "بالتدخل مع الحكومة الإسرائيلية الحالية لتنفيذ هذا الاتفاق". وأوضح عريقات أن عباس "جدد التأكيد انه جاهز للمفاوضات اعتبارا من اللحظة التي توافق فيها حكومة إسرائيل على وقف الاستيطان والاعتراف بحدود عام 1967 كمرجعية للمفاوضات وإنها حدود دولة فلسطين بما فيها القدسالشرقية". كما طالب عباس بيرنز "بوقف الحملة الاستيطانية الشرسة التي تقوم بها حكومة إسرائيل والتي تهدف لتخريب أي جهد دولي ممكن وأي أفق لتنفيذ حل الدولتين". وقال عريقات أيضا إن عباس شدد أمام الموفد الأميركي على أن "المصالحة الفلسطينية مصلحة فلسطينية وطنية عليا"، نافيا أن يكون بيرنز "قد نقل رسائل تهديد من الإدارة الأميركية ضد المصالحة الفلسطينية". وكان متحدث باسم القنصلية العامة للولايات المتحدة في القدس أعلن أن بيرنز سيلتقي رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلية بنيامين نتنياهو اليوم الاثنين. ونقلت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية أن هذه المهمة "العاجلة" لبيرنز تقررت بعد الإعلان عن لقاء منتظر في القاهرة بين عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" خالد مشعل. وأضافت الصحيفة أن بيرنز "سيحذر السلطة الفلسطينية من تداعيات تشكيل حكومة اتحاد وطني مع حماس ما قد يدفع الإدارة الأمريكية إلى قطع المساعدات الأمريكية عن السلطة". وتطالب اللجنة الرباعية المؤلفة من الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا والأممالمتحدة حركة حماس بإعلان اعترافها بإسرائيل والتزامها باتفاقات أوسلو الموقعة عام 1993 بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية. وتقررت زيارة بيرنز بعد أن هدد نتنياهو بقطع أي تعاون امني مع السلطة الفلسطينية في حال تشكلت حكومة وحدة وطنية تشارك فيها "حماس". وكانت حركتا "فتح" و"حماس" توصلتا إلى اتفاق قبل ثمانية أشهر يقضي بتشكيل حكومة وحدة وطنية على أن تجري انتخابات خلال عام. لكن تطبيق هذا الاتفاق يتعثر. وتأتي زيارة بيرنز بعد زيارة قام بها المبعوث الأميركي لعملية السلام ديفيد هيل الأسبوع الماضي إلى المنطقة، وكذلك بعد اجتماعات أطراف اللجنة الرباعية مع الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي كلا على حدة.