اثنى عشر عاما مرت على اعتقال الرئيس العراقي الراحل صدام حسين في عملية عرفت باسم "الفجر الأحمر"، ألقت فيها القوات الخاصة الأمريكية القبض على صدام حسين أثناء اختبائه في حفرة عميقة تقع تحت مزرعة في منطقة الدور، بالقرب من مسقط رأسه بمحافظة تكريت. تفاصيل تلك الليلة تختلف في روايتها ما بين الجانب الأمريكي والجانب التكريتي العراقي، لكن تبقى النتيجة أنه بعد سقوط بغداد في إبريل 2003 بنحو ثمانية أشهر، وتحديدا في 13 من ديسمبر للعام نفسه تم القبض على الرئيس العراقي الخامس الذي حكمها لمدة 24 عاما منذ 1979 حتى 2003 بعد احتلال الولاياتالمتحدةالأمريكية للبلاد. صدام واسرته عملية الكشف عن مكان اختباء صدام حسين لم تتوقف منذ احتلال العراق لكن خيطوها بدأت تنكشف قبل أيام من عملية "الفجر الأحمر" بعد توقيف إحدى السيارات التي تبين بعد فتحها، حيازة سائقها لخطابات موقعة باسم الرئيس العراقي صدام حسين، وبعد تحقيقات وتعهدات باعتبار حاملي الرسائل بمثابة شهود فقط، تم الاستدلال على أحد حراس صدام حسين، والذي كان يجتمع معه وينقل رسائله. تحقيقات موسعة جرت مع الحراس، أوصلت قائد التحقيق إلى محمد إبراهيم والذي اعتبر وقتها بأنه مفتاح الوصول إلى صدام حسين، وبعدها تم اعتقال نحو 40 شخصا من عائلة "إبراهيم" الذين اعترفوا بمكان منزله في بغداد حيث تم اعتقال ثلاثة رجال كان إبراهيم منهم - حسبما أعلن العقل المدبر للعملية الأمريكي إريك مادوكس في كتاب صدر قبل عدة أعوام له. اثناء محاكمته ويوضح مادوكس في كتاب حمل اسم "المهمة: القائمة السوداء 1.. القصة السرية للبحث عن صدام حسين يرويها جندي خطط للقبض عليه"، أن إبراهيم الذي كان قائد المقاومة وقتها هو الذي أرشد عن مكان اختباء الرئيس العراقي بعد التحقيق معه لمدة ساعتين. وفي ليلة القبض على صدام حسين هاجم نحو ستمائة جندي من الفرقة الرابعة مشاة مصحوبين بالقوات الخاصة موقعا قرب مدينة تكريت شمال العراق، المكان المرشد عنه حيث وجد صدام حسين في غرفة صغيرة تحت الأرض علي عمق7 أقدام، وظهر فيها بعد القبض عليه أشعث الشعر طويل اللحية وغير مرتب. "أيها السيدات والسادة, لقد قبضنا عليه" كان هذا هو أول تصريح خرج من الحاكم الأمريكي في العراق بول بريمر ليعلن متباهيا أمام الصحفيين خبر القبض على صدام حسين في مقطع مصور له أثناء محاكمته، قال إنه يعرف اسم الشخص الذي دل عليه وأخبر القوات الأمريكية بمكان السرداب الذي اختبأ به، مضيفا إنهم عندما طرقوا الباب وقالوا من هنا قال لهم أنا صدام حسين. الهيئة والاستسلام الذي بدا عليه الرئيس العراقي صدام حسين بعد اعتقاله كان لهما تفسير واحد قاله أثناء تلك الجلسة أنه "لم يكن يريد أن يقتل على يد جندي" لذلك لم يبد أي مقاومة أثناء عملية اعتقاله. وفي جولة داخل المزرعة التي اختبأ بها صدام حسين، قال الكولونيل جيمس هيكي أحد أفراد عملية القبض على الرئيس العراقي قال "صدام أنقذ نفسه من موت محقق باستسلامه السريع، لأن القوة التي كانت تبحث عنه كانت علي وشك إلقاء قنبلة يدوية داخل الحفرة التي كان مختبئا بها، مؤكدا أن صدام حسين سارع للتحدث بالانجليزية قائلا: (أنا رئيس العراق وأريد التفاوض). اثناء اعدامه ويوضح هيكي أن الحفرة كانت مغطاة ببساط اسفنجي مضغوط وقطع ملابس وأتربة لإخفاء المدخل، ولكن جنديا لاحظ وجود فتحة كانت متصلة بالحفرة لتوفير الإضاءة والتهوية، فقام الجنود بإزالة البساط والأتربة واكتشفوا مدخل الحفرة، وبحلول الثامنة والنصف كان الجنود قد تأكدوا أنهم اعتقلوا الرجل المطلوب، فقد تطابقت الصفات الشخصية للرجل المعتقل مع المعلومات التي أبلغوا بها فتم نقله إلي حقل مفتوح، ويداه مقيدتان بقيود بلاستيكية قبل أن تهبط طائرة هليكوبتر وتنقله إلي موقع عسكري في تكريت. وحوكم صدام حسين بتهم كثيرة منها مذبحة الدجيل التي قتل فيها أكثر من140 شيعيا من قرية الدجيل عقب هجوم علي موكبه، وغزو الكويت والقمع السياسي والإبادة الجماعية للأكراد والتطهير العرقي. وصدر الحكم بإعدام الرئيس العراقي صدام حسين رميا بالرصاص وتم تنفيذ الحكم في توقيت مثير للجدل في صبيحة أول أيام عيد الأضحى في 30 ديسمبر لعام 2006.