بدأت في العاصمة الفرنسية باريس الثلاثاء محاكمة شبكة تقوم بنقل "مجندين متشددين" لتنظيمات مسلحة متطرفة في سوريا في غياب المتهم الرئيسي الفرنسي المقيم في سوريا منذ ربيع 2013 سليم بن غالم، الذي صدرت بحقه مذكرة توقيف دولية. وتأتي هذه المحاكمة، وهي الأولى لأفراد يشتبه بأنهم "متشددون"، منذ هجمات باريس الدامية، التي وقعت في الثالث عشر من نوفمبر الماضي، وأسفرت عن مصرع 130 شخصا وإصابة المئات. وقبل التئام الجلسة، اعتبر كزافييه نوغيرا، وهو أحد محامي الدفاع أن المحاكمة تأتي في أعقاب الهجمات الدامية، وأن هذا الأمر قد يؤثر على "هدوء" المناقشات، بحسب ما ذكرت فرانس برس. وأوضحت الوكالة أن سليم بن غالم، البالغ من العمر 35 عاما، سوف يحاكم غيابيا، مشيرة إلى أن بن غالم مدرج على قائمة "المتشددين" الذين تلاحقهم الولاياتالمتحدة، كما أنه يعتبر أحد جلادي تنظيم داعش الذي أعلن مسؤوليته عن هجمات باريس. وتلاحق السلطات بن غالم، الذي سبق أن تمت إدانته بمحاولة قتل وأعمال عنف وحكم بالسجن 20 عاما، نظرا لدوره المحوري في نقل المتشددين الذين تم تجنيدهم من فرنسا. وإلى جانب بن غالم، يحاكم في قضية الشبكة، التي تستمر حتى السابع من ديسمبر، 6 أشخاص آخرين بتهمة "تشكيل عصابة أشرار على صلة بمؤسسة إرهابية"، غير أن معظمهم ينفي أن يكونوا قد شكلوا خطرا على فرنسا. ونقل مقربون من بن غالم أنه يريد "إما الاستشهاد وإما العودة إلى فرنسا لارتكاب هجمات"، وفقا لفرانس برس، التي أشارت إلى أنه أقام صلات مع مجموعة متشددة في باريس، إذ سبق له أن التقى الشقيقين كواشي وأميدي كوليبالي، الذين شاركوا في تنفيذ هجمات يناير والتي استهدفت صحيفة "شارلي إيبدو" وعناصر في الشرطة ومتجرا، وأدت إلى مقتل 17 شخصا.