عمان – أ.ش.أ: عاد الهدوء إلى مدينة "الرمثا" الأردنية مساء الخميس، عقب أعمال شغب واسعة اندلعت في المدنية إثر تسرب خبر مقتل أحد شباب المدينة ويدعى نجم العزايزة (20 عاما) لدى الأجهزة الأمنية الأردنية. وانطلقت مساء اليوم مسيرة سلمية وسط المدينة - والتي تبعد 80 كيلو مترا شمال عمان - نظمها أهالي المتوفى "نجم العزايزة " باتجاه مديرية الشرطة في المدينة التابعة لمحافظة إربد فيما واصل محتجون قطع الطريق الدولي.
وقال محافظ إربد خالد أبو زيد إنه عقد اجتماع مع ممثلي عشائر اللواء تم خلاله بحث مجريات الأحداث حول القضية حيث أكدوا حرصهم على أمن الأردن واستقراره، مشيرا إلى أن الاتصال بين الجهات الرسمية وأهل المتوفى مستمرة وأنهم متفهمون للوضع وهم حريصون على استقرار الأردن ومنعته.
وبدوره ، قال متصرف لواء الرمثا رضوان العتوم إن أهل المتوفى نظموا مسيرة سلمية وان الأوضاع الأمنية جيدة وأبناء الرمثا متفهمون للوضع.
ومن جانبها ، قالت مديرية الأمن العام الأردنية على لسان الناطق باسم المديرية المقدم محمد الخطيب إن الوضع في الرمثا مطمئن وأن هناك تواجدا امنيا للمحافظة على النظام العام في المدينة، وطالب أهالي المتوفى بضرورة إجراء تحقيقات للكشف عن تفاصيل ما جرى.
وقالت وكالة عمون الإخبارية الأردنية إن قوات الدرك تصدت مساء اليوم لمنع مواطنين محتجين من اقتحام مبنى مديرية شرطة الرمثا والاعتداء عليه، فيما أشار شهود عيان إلى أن القوات الأمنية الأردنية عززت من تواجدها في منطقة الرمثا وكثفت النقاط الأمنية ونشرت المدرعات بعد تزايد أعمال الشغب والفوضى ، ولجأت القوى الأمنية إلى إطلاق قنابل الغاز المسلة للدموع لتفريق جموع المحتجين.
وأشار شهود العيان إلى أن آلاف المحتجين أغلقوا الطرق الرئيسية (طريق عمان- الرمثا والطريق المؤدي إلى حدود جابر مع سوريا) كما احرقوا مصرفية اللواء وعدداً من سيارات الشرطة.
وكانت مديرية الأمن العام الأردنية قد أصدرت بيانا مساء أمس قالت فيه انه تم التحفظ على ثلاثة أشخاص من قبل إحدى الجهات الأمنية على خلفية قضية تحقيقية وتم إيداعهم إلى احد مراكز التحقيق التابعة إلى تلك الجهة في وقت لاحق.
وأضاف البيان انه ولدى تفقد أولئك الأشخاص في منطقة الحجز عثر على أحدهم متوفيا بعد أن مزق البطانية التي أعطيت له داخل الحجز واستخدمها كحبل وقام بتعليقها وشنق نفسه، مشيرا إلى أنه جرى إبلاغ المدعي العام المختص الذي حضر برفقته الطبيب الشرعي وأمر بتحويل الجثة إلى المركز الوطني للطب الشرعي لتحديد سبب الوفاة ،وتم تشكيل هيئة تحقيق للوقوف على ملابسات الحادثة.
وكان النائب أحمد الشقران - عن لواء الرمثا - تلقى وعدا من الحكومة على لسان رئيسها عون الخصاونة بتشكيل لجنة تحقيق محايدة لمعرفة الأسباب التي أدت إلى وفاة الشاب ، حيث تعهد الخصاونة بإظهار كافة الحقائق ومحاسبة أي طرف إذا ما ثبت أن هنالك تعدياً واعتداء على الشاب المتوفى،كما وافقت الحكومة الأردنية على تشكيل لجنة طب شرعي مستقلة لتشريح الجثة والوقوف على أسباب الوفاة.