أثار تقرير نشرته صحيفة "واشنطن بوست" العديد من التساؤلات بشأن فعالية استراتيجية البنتاجون الجديدة ضد تنظيم "داعش" الإرهابي في سوريا. وتحدث التقرير بالتفصيل عن جماعة "ثوار الرقة" التي تقاتل التنظيم منفردة بالقرب من معاقله في المحافظة رغم غياب الدعم والتسليح. وجماعة "ثوار الرقة" هي مجموعة من المقاتلين على خط المواجهة الأول ضد "داعش" وعاصمته المزعومة في سوريا، وهم ينتظرون ثمار التأكيدات الأميركية المتواصلة من أن لهم الأولوية في استراتيجيتها المقبلة للقضاء على التنظيم. وهذه الجماعة هي العربية الوحيدة التي تقاتل إلى جانب الأكراد حول الرقة، وأعضاؤها في معظمهم من أبناء المحافظة. وعلى بعد نحو 50 كم من شمال الرقة وفي منطقة عين عيسى تحديداً يتمركزون مسلحين ببنادق "AK47" وأسلحة الدوشكا وأخرى مضادة للدبابات فقط بانتظار أن تصلهم أسلحة أكثر تطوراً وذخيرة، تمكنهم من دخول المحافظة معقل التنظيم التي يجزمون أنه بالسلاح المطلوب لكي يستطيعوا دخولها في عشرة أيام فقط، بحسب تقرير "واشنطن بوست". وأنزلت الأسلحة جواً لقوات الحماية الكردية، ذراع "الحزب الديمقراطي"، ولم تنته بيد هؤلاء، وتلك مسألة شائكة، حيث يعتقد محللون أن الأكراد ربما لا تهمهم الرقة كثيراً ويطمعون في تثبيت أقدامهم فقط في مناطق يرون تاريخياً أنها يجب أن تكون تحت سيطرتهم. ويؤكد ثوار الرقة أن الأسلحة وقعت بيد الأكراد ولا يعرفون عنها شيئاً. ورغم اعتماد البنتاجون استراتيجية جديدة لمواجهة "داعش" أخيراً، بعد سابقة كلفتها 500 مليون دولار دون أن تؤتي أكلها، فإن التطورات الأخيرة تثير تساؤلات وشكوكا بأن واشنطن لا تدرك فعلاً حجم التفاصيل والتعقيدات التي قد تكتنف معركة بحجم معركة الرقة.