أعلن وزير الآثار الدكتور ممدوح الدماطى أن عام 2016 سيكون عام الأهرامات حيث سيتم فى شهر نوفمبر القادم البدء فى تنفيذ المشروع العلمى العالمى لاستكشاف الأهرامات، الذى يحمل شعار (ليس لكونه لغزا يبلغ من العمر 4500 عام فإنه لن يكتشف) وسيستمر العمل به حتى نهاية عام 2016 ، واصفا هذا المشروع العلمى ب"غير المسبوق" والذي يهدف إلي اختراق قلب الأهرامات المصرية دون حفر باستخدام أحدث الوسائل العلمية الحديثة. وأشار إلي أن المشروع سيقوم بتسليط الضوء على 4 من أهم آثار الأسرة الرابعة (2575 - 2465 ق. م.) فى منطقة دهشور والتى تبعد حوالى 15 كم جنوب سقارة.. موضحا أن فريق العمل سيقوم بدراسة الهرم الجنوبى والذى يسمى بالهرم المنحنى والهرم الشمالى المعروف باسم الهرم الأحمر وهما الهرمان اللذان قام ببنائهما الملك سنفرو بالإضافة إلي هرمى خوفو وخفرع على هضبة الجيزة واللذين شيدهما ابن الملك سنفرو وحفيده. جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذى عقده وزير الآثار وهشام زعزوع وزير السياحة للإعلان عن تفاصيل المشروع المصري العالمي لاستكشاف الأهرامات تحت مسمى " Scan Pyramids " والذى يعتمد على استخدام أحدث التقنيات غير الضارة بحضور فريق عمل المشروع ورئيس الهيئة العامة للاستعلامات وذلك بفندق مينا هاوس بالجيزة. وأكد وزير الآثار الدكتور ممدوح الدماطى أن مشروع استكشاف الأهرامات تم اعتماده من قبل اللجنة الدائمة بالوزارة، وحصل على الموافقات والتصاريح المطلوبة، مشيرا إلي أنه ينفذ تحت إشراف الوزارة، وبالتنسيق مع كلية الهندسة جامعة القاهرة، ومعهد الحفاظ على التراث والابتكار مقره باريس وجامعة لافال بكندا وجامعة ناجويا باليابان، وبالتعاون مع فريق عمل مصري عالمي يضم علماء وخبراء من مصر، اليابان، فرنسا وكندا. ومن جانبه.. أكد الدكتور هانى هلال الأستاذ بجامعة القاهرة والمنسق الرئيسى للمشروع أن هناك 4 وسائل تقنية فى مجال المسح غير ضارة سوف يتم تنفيذها فى المشروع وهى تقنية التصوير الإشعاعى بجزيئات الميون وجزيئات اكا الكونية والتصوير الحرارى باستخدام الأشعة تحت الحمراء والتصوير المسحى والضوئى وإعادة البناء ثلاثى الأبعاد.. لافتا إلي أنه سيتم رسم خريطتين حراريتين للأهرامات من خلال أجهزة الرسم الحرارى للكشف عن الاختلافات فى الكثافة داخل المبنى الهرمى حيث سيستخدم الخبير جون كلود باريه إحدي التقنيات السريعة لرسم خريطة حرارية، بينما يقوم الخبراء من جامعة لافا باستخدام تقنية أخرى لتحديد ما إذا كان هناك فراغات خلف واجهات الهرم أم لا. وذكر أنه منذ 30 عاما كونت كلية الهندسة جامعة القاهرة فريق عمل دوليا لتطبيق العلوم والتكنولوجيا فى مجال الآثار.. موضحا أنه بالتعاون مع وزارة الآثار حاليا سيتم تطبيق تكنولوجيا جديدة "الأشعة الكونية وغيرها" لمشروع استكشاف الاهرامات. وقال هلال إن "هناك العديد من النظريات المقترحة من علماء الآثار حول تفسير طريقة إنشاء الأهرامات والهدف من وجود فراغات بها، غير أن المعنيين بهذا المشروع أغلبهم من الفيزيائيين والمهندسين بهدف توظيف التقنيات للحصول على نتائج مادية ملموسة ومن ثم يمكن لعلماء الآثار العمل على تفسيرها. وأضاف أن "الفريق اليابانى قام خلال الشهور الماضية بإنشاء معمل تحميض وتحليل للصور الملتقطة بالقاهرة بواسطة تقنية التصوير الإشعاعى بجزيئات الميون".. مؤكدا أنه إذا ثبت فعالية هذه التقنية نتوقع تطبيقها على المدى البعيد آثارا أخري إما لترميمها أو استكشافها ويمكن أيضا تطبيقها فى بلاد أخري. من جهته أكد هشام زعزوع وزير السياحة، خلال المؤتمر الصحفى، أن المشروع العالمى لاستكشاف الأهرامات سيسهم فى الترويج السياحى للمصر وسيتم الإعداد للترويج لعام الأهرامات 2016 بدءا من الأسبوع القادم "2 نوفمبر القادم". وأوضح أن حركة السياحة الأثرية والتاريخية ستعود بكل قوة خلال الفترة القادمة.. موضحا أنه سيتم تدشين حملة قوية جديدة للترويج السياحى من مصر يوم 31 أكتوبر الحالى، فيما سيتم تدشين الحملة من المتحف البريطانى بلندن 2 نوفمبر القادم.. موجها الدعوة لوزير الآثار لحضور فعاليات التدشين والإعلان عن تفاصيل المشروع العالمى لاستكشاف الأهرامات. ومن جانبه.. أشار مهدى طيوبى رئيس معهد الحفاظ على التراث والابتكار إلى أن مصر تعد أنسب مكان لتنفيذ هذا المشروع العلمى الضخم الذى سيتم مزج العلم والآثار معا للوصول إلي نتائج جيدة فى المستقبل.. موضحا أنه بالتوازى مع عمل البعثات سوف تقوم شركة " iconem " بعمل حملة للتصوير المساحى ثلاثى الأبعاد لهضبة الجيزة وموقع دهشور بكافة آثاره وبدقة تصل إلى 1 سم وستتاح تلك النماذج والخرائط للباحثين والعامة عن طريق المعهد.