تفوق الجزائري مراد محمد بن عصمان والسوري يمان أبو جيب على زملائهما المخترعين في المنافسة ضمن حلقة الإقصاء المباشرة من برنامج "نجوم العلوم" على قناة MBC4، وبذلك حصلا على تذاكر العبور إلى المرحلة التالية في برنامج تلفزيون الواقع التعليمي الترفيهي العربي. ووصلت رحلة الأردنية ميمونة عايش واللبناني أديب الغصين إلى نهايتها في البرنامج بعد انتقادات صارمة من قبل خبراء لجنة التحكيم. ويشهد "نجوم العلوم"، برنامج تلفزيون الواقع التعليمي الترفيهي الذي تنظمه مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، منافسة قوية بين المخترعين لتحويل أفكارهم من مجرد فكرة إلى واقع ملموس. وانتقل اثنا عشر مرشحاً تتراوح أعمارهم بين 18 - 30 عاماً من أنحاء العالم العربي إلى العاصمة القطريةالدوحة حيث يتمُّ إرشادهم من قبل خبراء في الهندسة والتصميم في مختبرات واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا، عضو مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع. وهناك يخوض المخترعون تحديات صعبة لتطوير أفكارهم وتحويلها إلى منتجات عملية، ما يعبّر عن رؤية مؤسسة قطر ويؤكد التزامها بتعزيز ثقافة الجودة والتميز. وتم تكليف المرشحين في مرحلة الهندسة لإنتاج نماذجهم بمساعدةٍ وتوجيهٍ من قبل الخبراء. وجاءت هذه النماذج نتيجة ساعاتِ عملٍ طويلةٍ في المختبر، ومن شأنها أن تسهم في إحداث تأثير كبير في عدة مجالات مختلفة. وقدمت ميمونة اختراع "الفلتر النباتي لتنقية المياه"، وهو جهاز تنقية مياه يعتمد على بذور التمر لإزالة الأملاح من المياه وجعلها صالحة للشرب. ومن جانبه يُعتبر اختراع يمان "الغسالة الشمسية" والذي يعيد تدوير الماء ويعمل على الطاقة الشمسية ابتكاراً حديثاً يتلاءم مع الحاجة للحفاظ على المياه والطاقة. أما اختراع أديب "المصباح المكتبي الذكي"، الذي يتكيّف ويعدّل الإضاءة أوتوماتيكياً وفقاً لعدة مهمات، فيمكنه منع الأخطاء في ظروف العمل غير المثالية وتعزيز مستوى الإنتاجية في أماكن العمل. وقدم مراد اختراع "المحلل النفسي عبر تخطيط القلب" وهو جهاز جديد يمكنه قياس معدّل ضربات القلب والتمييز بين الضغط الجسدي والعقلي لتحسين التشخيص الصحي. وتقف بين المرشحين الأربعة وبطاقات تأهلهم في كلِّ حلقة لجنة تحكيم تضمّ ثلاثة خبراء بارزين، مهمتهم التحكيم واختيار اثنين منهم للاستمرار وإكمال مسيرتهم إلى مرحلة التصميم المرتقبة، ويجري توزيع الدرجات كالتالي: (50% لأداء النموذج) و(30%، للشكل الخارجي) و(20% للقدرة على القيادة وحسن التدبير التي يظهرها المرشحون). وتضم لجنة التحكيم البروفيسور فؤاد مراد، المدير التنفيذي لمركز الإسكوا الإقليمي للتكنولوجيا التابع للأمم المتحدة، والسيد يوسف عبد الرحمن صالح، المدير العام لمركز شِل قطر للبحوث والتكنولوجيا، برفقة الدكتور فرانسوا جيلاردوني، العالم والمستثمر البارز في رأس مال المخاطر. وفي عرضه الذي بدأه بقوه، أشار يمان إلى نتائج الاختبار الذي يظهر استخدام تصميمه 15% من الطاقة و30% من الماء مقارنة بالغسّالة العادية. ومع ذلك فقد أهمل بعض التفاصيل الهامة، مثل آلية تسخين الماء، إضافة إلى جهده الحثيث لتوضيح الفوائد المستقبلية لاختراعه. أما ميمونة التي تجاوزت صعوبات الأسابيع التي سبقت حلقة الإقصاء، فقد تعرضت أيضاً لأسئلة صعبة من قبل لجنة التحكيم فيما يخص نتائج الاختبار أثناء عرض اختراعها "الفلتر النباتي لتنقية المياه". فانتقد الدكتور جيلاردوني صاحب الخبرة الواسعة في مجال التصميم أساليب الاختبار والنموذج بشكل خاص. وعلق الدكتور جيلاردوني: "غالباً ما يأتي التحدّي على المستوى الفكري لإطلاق الفكرة والحلول الجديدة، وهذا ما يميّز برنامج "نجوم العلوم" ويجعله قيّماً جداً، ليس لأنّه يشجع على الإبداع وريادة الأعمال فقط، بل لأنّه برنامج يشير إلى أهمية تقديم النقد البنّاء وتبادل المعارف لتحقيق الابتكار". ومن جانبه لم يضيع مراد أي فرصة ليحوز على إعجاب وتقدير لجنة التحكيم من خلال ارتدائه لنموذجه "المحلل النفسي عبر تخطيط القلب" أثناء العرض. وأظهر الشاب الجزائري بعض علامات التوتر لكنه أجاب على الأسئلة ببراعة. أمّا أديب فقد دافع بجرأة بعد تعرضه لعدة انتكاسات فطوّر نموذجه في المختبر وواجه انتقادات لجنة التحكيم، لافتاً إلى أهميّة ابتكاره على مستويات عدّة. وبعد المداولات، أعلنت لجنة التحكيم نتائج المرشحين الذين اعتراهم التوتر فجلسوا على أطراف مقاعدهم. وكشف الضيف خالد الجميلي عن أسماء المتأهلين فحصل مراد ويمان على المرتبة الأولى والثانية على التوالي. وبذلك ينتقل المخترعان الجزائري والسوري اللذان ربطتهما علاقة صداقة قوية إلى المنافسة في مرحلة التصميم، وتعود ميمونة الأردنية وأديب اللبناني إلى وطنيهما مع نموذجيهما محققان رغم ذلك خبرة اكتسباها من تفاعلهما مع زملائهما والمرشدين ولجنة التحكيم.