كابول: قال مسؤول أفغاني كبير ان مسلحين من حركة طالبان ومفجرين انتحاريين هاجموا الجمعة مكتب شركة مقاولات أمريكية في شمال أفغانستان، مما أسفر عن مقتل خمسة أشخاص بينهم ثلاثة أجانب وإصابة 24 آخرين. وقال محمد عمر حاكم إقليم قندوز ان المسلحين اقتحموا قبل فجر اليوم مكتب الشركة، الذي افتتح حديثا، وقتلوا بريطانيا وألمانيا وفلبينيا إضافة لأفغانيين إثنين. وأضاف "تمكنت قواتنا الأمنية من إنقاذ نحو ثمانية موظفين أمريكيين داخل المبنى". وقال ان واحدا على الأقل من الانتحاريين فجر نفسه أمام البوابة للسماح للمقاتلين الاخرين بالدخول مما أدى الى تبادل لإطلاق النار استمر خمس ساعات مع حراس الأمن والشرطة الذين أحاطوا بالمبنى. وأضاف أن الشرطة الأفغانية وحراس الأمن اشتبكوا مع المسلحين معظم ساعات الصباح قبل أن يتمكنوا من قتل المهاجمين. وقالت متحدثة عسكرية باسم قوات التحالف في بيان ان القوات الدولية ساعدت قوات الأمن الأفغانية في نقل المدنيين الجرحى الى قاعدة عسكرية قريبة من أجل الرعاية العاجلة. وشهدت الاشهر الاخيرة الماضية هجمات عدة ضد منظمات امريكية للمساعدة من اجل التنمية خصوصا في ولايتي هلمند وقندهار جنوبأفغانستان حيث المعارك ضد المسلحين هي الاكثر عنفا. من جهة اخرى، وافق مجلس النواب الامريكي على تمويل زيادة القوات في افغانستان التي امر بها الرئيس باراك اوباما. وكان اوباما قد طلب من الكونجرس في فبراير/شباط الماضي تخصيص ثلاثة وثلاثين مليار دولار للمساعدة في تمويل ثلاثين الف جندي اضافي سيتم ارسالهم الى افغانستان هذا العام. ويذكر ان الحكومة لن تحصل على هذا التمويل بحلول الرابع من الشهر الجاري، لان المجلس اضاف الى مشروع القانون بعض النفقات غير العسكرية، الامر الذي يستوجب اعادة المشروع الى مجلس الشيوخ للموافقة عليه قبل توقيعه. في سياق متصل ، أعلن حلف شمال الأطلسي "الناتو" الخميس انه قتل "عددا كبيرا" من المسلحين واعتقل زعيم حركة طالبان في ولاية تشهد نوزاد جنوبأفغانستان بعد أن اصيب بجروح. ولم تحدد قيادة الحلف الاطلسي عدد المتمردين الذين قتلوا في الغارات الجوية في جنوب منطقة باجرام الواقعة في ولاية هلمند التي تشهد معارك بين قوات الحلف ومتمردين. وكانت المعارك قد بدأت ليلا عندما فتح متمردو طالبان النار بواسطة الاسلحة الخفيفة وقاذفات الصواريخ على وحدات القوات الدولية عند اقترابها من احدى المزارع. واستمرت المعارك حوالى اربع ساعات. ويؤكد الحلف انه اعتقل عددا من متمردي طالبان الذين اصيبوا بجروح. وكان شهر يونيو/حزيران اسوأ الاشهر واشدها دموية على القوات الاجنبية منذ الاطاحة بنظام طالبان اواخر 2001 حيث شهد مقتل اكثر من مئة واثنين من جنودها في شهر واحد. ويمكن مقارنة هذا الحجم من الخسائر بما تعرضت له القوات الدولية لا سيما الاميركية في اسوأ مراحل الحرب في العراق في العام 2007. في غضون ذلك ، شكك الجنرال فنسان ديبورت رئيس معهد دفاع الجيوش الفرنسية صراحة في الاستراتيجية الأمريكية في افغانستان وقال إنها في رأيه لا تبدو صالحة. ونقلت وكالات الانباء عن ديبورت قوله في حديث تنشره صحيفة "لوموند" الفرنسية إن الوضع عملياً أسوأ من أي وقت مضى مذكراً بأن يونيو/ حزيران شهد سقوط أكبر عدد من القتلى في صفوف التحالف الدولي منذ انتشاره في افغانستان نهاية 2001. واعتبر الجنرال ديبورت أن العقيدة التقليدية المضادة للتمرد كما طبقها الجنرال ستانلي ماكريستال القائد الأعلى للقوات الأمريكية والحليفة الذي أقاله الرئيس الأمريكي مؤخراً مع الحد من اطلاق النار واستعمال الوسائل الجوية والمدفعية للحد من الخسائر الجانبية لا تبدو صالحة. وأضاف: اذا كانت عقيدة ماكريستال غير صالحة أو باتت غير مقبولة فيجب مراجعة الاستراتيجية وعلى الأرجح كذلك إرجاء موعد سحب القوات من أفغانستان. وقال إن قضية ماكريستال تكشف ضعفاً مؤكداً أنه كان بإمكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما أن يوبخ الزعيم العسكري ويعيده إلى القتال كما فعل الرئيس الأمريكي سابقاً فرانكلين روزفلت مع الجنرال بايتن الذي اضطر إلى الاعتذار لأنه صفع جندياً. وأضاف أن الأمور تسير وكأن الرئيس الأمريكي ليس متأكداً جيداً من خياراته مذكراً بأنه كان أقال الجنرال ماكيرنان سلف ماكريستال. وانتقد الجنرال ديبورت قرار أوباما إرسال تعزيزات قوامها ثلاثون ألف جندي أمريكي كما أعلن في ديمسبر/ كانون الأول، وقال إن الجميع كانوا يعلمون أن الخيار كان بين عدم إرسال جنود أو إرسال مئة ألف جندي إضافي مضيفاً .. لا يمكن القيام بنصف حرب. وينتشر 130 ألف جندي أجنبي ثلثاهم أمريكيون في أفغانستان، وتنشر فرنسا التي تشارك في التحالف الدولي ضد طالبان نحو3750 جندياً على مسرح العمليات الأفغاني.