نعى الكاتب الصحفي حلمي النمنم وزير الثقافة وفاة الكاتب والأديب العالمي جمال الغيطاني الذي توفي ، صباح اليوم الأحد، عن عمر ناهز 70 عاما بعد صراع مع المرض. وقال النمنم إن وفاة الغيطاني خسارة كبيرة لأديب ومفكر وصحفي أثرى الحياة الثقافية بأعماله، فكان صاحب عدة ألقاب كان يراها محببة إلى قلبه فهو الصحفي والمراسل الحربي والروائي الحكاء الذي روى عشاقه من حكايات التاريخ. وأضاف أن أدب جمال الغيطاني لمس وجدان القراء، وتجسيده على الشاشات من خلال عدد من الأفلام والأعمال الدرامية ساهم بشكل كبير في زيادة وعي الجمهور، مشيرا إلى أن روايات الغيطاني أبحرت في التاريخ ورصدت دهاليزه وأبعاد ما وراء الوقائع والأحداث فأصبح فهم وقراءة التاريخ من خلال أعماله الأدبية سهلا يسيرا على عامة الناس، ولا زالت حكايات الزيني بركات وحكايات الغريب وغيرها من أعماله حية بين العامة والخاصة من أهل الفن والثقافة. وتابع وزير الثقافة قائلا : إن وطنية الغيطاني تجلت في أعماله ومواقفه، فهو المقاتل الصحفي على الجبهة ، والمحرر العسكري الذي رصد لنا لحظة بلحظة وقائع النصر ، ففضل أن يغير مجال عمله في فترة مهمة من حياته ليصبح مراسلا حربيا لأخبار اليوم على جبهة القتال يرصد انتصارات أكتوبر. وأشار النمنم إلى أن سيرة الغيطاني الذاتية وتاريخه نموذجا تعلمنا منه ، وحياته الحافلة بالمواقف الوطنية والأعمال الأدبية سجلا حافلا وقدوة يتعلم منها الأجيال كيف يكون حب الوطن وإعلاء قيم العمل والانتماء. وقال إن الغيطاني الصحفي ورغم ما تقلده من مناصب حتى تأسيس أخبار الأدب التي أصبح رئيسا لتحريرها، إلا أنه ظل يفخر بلقب الصحفي، فكان قدوة لتلاميذه في حب مهنة الصحافة والتفاني في بلاط صاحبة الجلالة. من جانبها نعت الهيئة المصرية العامة للكتاب برئاسة د.هيثم الحاج على الكاتب الكبير جمال الغيطانى الذى أثرى الحياة الثقافية والأدبية فهو روائي وصحفي مصري صاحب مشروع روائي فريد استلهم فيه التراث المصري ليخلق عالمًا روائيًا عجيبًا يعد اليوم من أكثر التجارب الروائية نضجًا ،انفتحت تجربته الفنية في السنوات الأخيرة على العمل التلفزيوني مع المحافظة على نفس الملامح التي نجدها في الرواية ،إذ كشف النقاب عن عالم آخر يعيش بيننا من المعمار والناس. وقد أصدرت هيئة الكتاب الأعمال الكاملة للكاتب الراحل ومن الأعمال القصصية للغيطانى أوراق شاب عاش منذ ألف عام، أرض.. أرض، حكايات الغريب، إتحاف الزمن بحكاية جلبى السلطان، مطربة الغروب، ثمار الوقت، مقاربة الأبد، ساعات، وغيرها. ومن أعماله الروائية الزويل، الزينى بركات، وقائع حارة الزعفرانى، من دفتر العشق والغربة، الرفاعى، كتاب التجليات – أسفار ثلاثة، هاتف المغيب، حكايات المؤسسة، حكايات الخبيئة، سفير البنيان. كما أقامت الهيئة احتفالية كبرى لجمال الغيطانى فى افتتاح المركز الدولى للكتاب بحضور وزير الثقافة وعدد من المثقفين والأدباء. وبدوره، نعا المجلس الأعلى للثقافة الأديب الكبير جمال الغيطانى الذى أثرى المكتبة العربية برواياته التى ترجمت إلى اللغات العالمية، وأثبتت تفرده الإبداعي وريادة مصر الثقافية، كما كتب الكثير عن رحلاته وعن القاهرة وعن البشرية جمعاء، وعن رؤاه العميقة إنه ذاكرة مصرالتى نقل كنوزها الثقافية إلى العالم من خلال أدبه ومحاضراته العميقة. والمجلس إذ ينعى الفقيد العزيز يسأل الله سبحانه وتعالى أن يتغمده برحمته ورضوانه، وأن يُلهم آله ومحبيه أجر الصبر.