حول واجبات المصريين وحقوقهم بعد الثورة، جاء صالون الأكاديمي البارز الدكتور حامد طاهر بحضور عدد من الكتاب والناشطين الإسلاميين . وقال طاهر أنه على الرغم من قيام الثورة إلا أننا لم نلمس تغييرا حقيقيا حتى الآن لأن الأشخاص الفاسدين لازالوا في مواقعهم، ونتيجة لغياب قائد للأمة يحلق بها للأمام . وأكد أن صراع المصطلحات بين أن تصبح مصر دولة دينية أو مدنية خاطيء ، لأن الدولة المدنية يقصد بها غير العسكرية فقط ، ولذا يمكننا أن نطمح لأن تكون مصر دولة حضارية تضم الديانات والأجناس .
من جهته قال الناقد الأدبي الكبير د. عبد المنعم تليمة أن ثورة 25 يناير هي أول ثورة في "الثورة الثالثة البشرية"؛ حيث كانت الأولى زراعية، والثانية صناعية، لكن الثورة الحالية هي ثورة ما بعد الصناعة، وقد بدأت الأولى مبكرا من القرن السادس عشر، وظهرت في عام 1949 بعد الحرب بحوالي خمس سنوات، حينها ظهرت فكرة مسئولية البشر عن كوكب الأرض.
وفي الثورة الثالثة نرى عصر تدفق المعلومات، وهو ما مكن 18 مليون مصري في كل ميادين مصر في كل المحافظات من أن ينطلقوا في دقيقة واحدة يحملون شعارا واحدا.
وحكى تليمه انه شارك في مؤتمر بمدينة برشلونة عام 1995 والذي كان يناقش السياسة والأمن، الاقتصاد، والثقافة ، بمشاركة 12 دولة عربية، وكانت هناك أوراق عربية متعلقة بالمحور الأول بنسبة 50% مقارنة إلى الدول الأوروبية الأخرى لأن السياسة والأمن أمر نشترك فيه معهم، والإرهاب يهددنا جميعا، وفي محور الاقتصاد كانت الأوراق العربية بنسبة 1 للعرب مقابل 9 لأوروبا، والعكس في الثقافة، كانت الأوراق العربية 9 إلى 1 أوروبي ، لأننا أرض الفن والدين والحكمة والعلم.
خلال كلمته، نوه محمد دنش المعيد بقسم الفلسفة الإسلامية بكلية دار العلوم أننا أجمعنا أن الثورة فتحت مجال للحريات، وكان هناك مبدأ الاتفاق على الاصلاح الاجتماعي ثم تغيير الحياة، وعندما أعلن مبارك التنازل عن الحكم بدأ الاختلاف على الأولويات وتغيير الدستور أولا أم لا، ثم ظهر المجلس العسكري على أنه حام للثورة رغم أننا كنا بحاجة لوجود مجلس للثورة حقيقي يحكم مصر ، وأن تكون كلمته أعلى من المجلس العسكري الذي قد يرتبط بعض رجاله بمصالح مع النظام القديم.
وقال: نريد دولة عادلة إسلامية بشكل غير متعصب للأغلبية على حساب الأقلية.
وأكد د. حمدي السكوت استاذ الادب العربي بالجامعة الأمريكية أن أخطر ما يواجه شباب الثورة هو ذلك التشرذم إلى شيع كثيرة قليلة الخبرة ، فلدينا نحو 52 حزبا وليست لهم شعبية في الشارع ، ومن هنا ظهرت المطالب بتأجيل الإنتخابات وأن تسلم السلطة لمجلس مدني يدير البلاد ، ونظرا لغياب الأمن قد تؤجل الإنتخابات بالفعل .
وبخصوص الدولة الدينية، أشار السكوت إلى أن هناك العديد من البلاد التي تسمى نفسها إسلامية في المنطقة ومواطنيها يعيشون في القمع والكبت ويعانون الأمرين .
من جهته أشار الشاعر محمد إبراهيم أبوسنة إلى أن كثرة الكنائس والمساجد في مصر لم تمنع استمرار الفساد والتدهور الأخلاقي ولذا لابد من وقفة حقيقية ، وأضاف أن أي ثورة في العالم تقوم على فكرة واقعية إصلاحية وزعامة قادرة على إلهام الناس وكوادر قادرة على تسلم مقاليد الحكم بعد الثورة .
ولكن ثورة مصر كما يراها الشاعر لم تتمكن فعليا من تكوين الزعامة والكوادر ، شرطي نجاحها ، واكتفى الشباب بأن يكون الإنترنت زعيمهم للثورة وهو افتراضي وغير واقعي .
كما دعا الشاعر أبوسنة لنشر ثقافة قبول الآخر المختلف ثقافيا أو دينيا في مصر، وأن يقوم قادة الرأي بدورهم الهام في هذه المرحلة في شحذ الجماهير للتقدم ، وقد فشل المثقفون طيلة خمسين عاما في الوصول لرجل الشارع.
وقال الباحث الدكتور أحمد أبورواش أن الإسلام عماد الدولة المصرية الجديدة، وهو الذي يحقق الأمن والاستقرار وبه منهج متكامل للنهضة، وأشار لخروج المسلمين عن حاكمهم المسلم من قبل، فيما علق الباحث محمود صابر على موضوع الصالون بقوله أن مؤسسات مصر متهالكة ولا تبني مصر بعد الثورة، ومنها القضاء وحتى المؤسسات الدينية نجد أن شيخ الأزهر كان بالحزب الوطني قياديا والبابا متعاون مع نظام مبارك .