كابول : هز انفجار ضخم العاصمة الأفغانية كابول مساء الاثنين قبل ساعات من انطلاق مؤتمر المانحين لأفغانستان . وجاء الانفجار رغم أن القوات الأفغانية والقوات الأجنبية كانت عززت إجراءاتها الأمنية في كابول قبل يوم من انطلاق المؤتمر الدولي للمانحين . وسيحضر أعمال المؤتمر الذي ينطلق الثلاثاء ممثلون من ستين دولة ومنظمة دولية من بينهم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وسيبحث المشاركون خططا لنقل مزيد من المسئوليات إلى الحكومة الأفغانية. وستعرض الحكومة الأفغانية في المؤتمر رؤية موسعة تشمل تعهدات لشعبها وللمجتمع الدولي في خمسة مجالات هي التمويل والقانون ورشاد الحكم والتنمية الاقتصادية والاجتماعية والسلام والمصالحة والأمن والعلاقات الدولية. وذكرت قناة "الجزيرة" أن الرئيس الأفغاني حامد كرزاي يسعى إلى كسب مزيد من السيطرة على أموال التنمية التي تقدر بالمليارات في مقابل تعهد بتحقيق مزيد من المسئولية عن الأمن والنمو الاقتصادي. وأشار مسؤولون أفغانيون إلى أنهم سيطالبون في المؤتمر بإعطاء الأفغان سلطة أكبر على أموال المساعدات المخصصة لإعادة الإعمار. كما ستعرض الحكومة الأفغانية تطبيق برنامج يهدف إلى إعادة دمج ما يصل إلى 36 ألف مقاتل سابق في المجتمع على مدى خمسة أعوام. وستطالب حكومة كرزاي أيضا الجهات المانحة بزيادة المساعدات المقدمة من خلال القنوات الحكومية من 20% حاليا إلى 50% مع التعهد في المقابل بتحسين سبل المحاسبة وتشديد الملاحقة القضائية للمسؤولين المشتبه في ضلوعهم بقضايا الكسب غير المشروع والفساد أمام محاكم خاصة. كما ستطالب بزيادة عدد أفراد الجيش إلى أكثر من 170 ألفا بحلول أكتوبر/تشرين الأول 2011 وأفراد الشرطة الوطنية إلى 134 ألفا علاوة على تشكيل قوة شرطة محلية جديدة في المناطق غير الآمنة. وكانت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون وصلت إلى العاصمة الأفغانية كابول مساء الاثنين بعد زيارة لباكستان للمشاركة في مؤتمر المانحين . وصرحت كلينتون أثناء وجودها في باكستان بأن الحوار مع بعض حملة السلاح في أفغانستان ممكن ، ودعت الحكومة الافغانية إلى المضي قدما في برنامج المصالحة الرامي إلى التوافق مع مقاتلي طالبان المستعدين للتخلي عن العنف. وقالت الوزيرة الأمريكية في مؤتمر صحفي في إسلام آباد :" ننصح بقوة أصدقاءنا الأفغان بالتفاوض مع المستعدين للالتزام بمستقبل سلمي والتعبير عن آرائهم عبر صناديق التعبير السياسي وليس بقوة الأسلحة". ويعتبر برنامج السلام والمصالحة في أفغانستان الذي يستهدف مقاتلين غير قياديين يقاتلون من أجل المال وليس لدوافع ايديولوجية من النقاط الاساسية في استراتيجية الخروج من الازمة التي تنتهجها الحكومة الافغانية وحلفاؤها والاطراف المانحة الدولية. وبدأ الرئيس الافغاني حامد كرزاي بعرض العفو مقابل استسلام تلك العناصر سنة 2005 ، لكن نداءاته لم تثمر عن نتيجة . وتعتزم حكومة كابول وحلفاؤها الدوليون اقامة مراكز اعادة اندماج وانشاء وظائف وشراء أراض للمسلحين "التائبين" ، فيما أعلن الموفد الأمريكي الخاص لباكستانوأفغانستان ريتشارد هولبروك انه سيتم مناقشة الموضوع مفصلا خلال المؤتمر الدولي للاطراف المانحة المقرر الثلاثاء في كابول.