إيران: شهرام أميري نقل معلومات قيمة من "سي اي ايه" لطهران مراسم استقبال شهرام اميري فور وصوله ايران طهران: كشف مصدر إيراني رفيع المستوى أن عالم الفيزياء شهرام أميري الذي عاد الى طهران بعد غياب استمر 14 شهرا نقل معلومات "قيمة" من المخابرات الامريكية الى الجمهورية الاسلامية الايرانية. وكان شهرام قال فور عودته الاحد إلى طهران انه تعرض للاختطاف من قبل الاستخبارات الامريكية بالتعاون مع الاستخبارات السعودية في يونيو/حزيران 2009 بينما كان يؤدي مناسك العمرة. ونقلت وكالة "فارس" الايرانية للأنباء، عن المصدر الايراني قوله " أميري نقل بالإضافة الي هذه المعلومات رقمين تابعين لسيارات وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ال سي.آي.ايه". واضاف المصدر دون الكشف عن اسمه "لقد كان هدفنا هو الحصول علي معلومات جيدة من داخل وكالة المخابرات المركزية الامريكية وعندما كان شهرام اميري في امريكا استطعنا الاتصال به في العام 2009 وحصلنا منه علي معلومات قيمة للغاية ". وتابع "اما المعلومات التي حصلنا عليها من اميري لدي عودته الي طهران كان من الصعب الحصول عليها وهو في امريكا وذلك بسبب بعد المسافة والمشاكل الناجمة عن ذلك ولذا فإن ذلك يعتبر نصرا عظيما للغاية ". وعن نوعية هذه المعلومات قال "يمكن تقسيمها الي عدة اقسام الاول أن وكالة ال سي.آي.ايه خدعت بالنصابين المحترفين في مجال المعلومات حيث أن بعض المراكز التي كانت تجمع المعلومات لها بشأن البرنامج النووي الايراني زودتها بمعلومات كاذبة بعد ابتزازها ".
وأضاف "هذه المعلومات الخاطئة والكاذبة هي لدينا الآن بشكل كامل اذ استطاعت المراكز المذكورة وبينها منظمة مجاهدي خلق الحصول علي اموال طائلة بعد تسليمها معلومات كاذبة ".
ووصف المصدر الايراني عودة شهرام اميري بالهزيمة النكراء للاجهزة الاستخباراتية والامنية والاعلامية لأمريكا في هذا المجال. عميل مزدوج كانت صحيفة "صنداي تلجراف" البريطانية ذكرت ان وكالة الإستخبارات المركزية الأمريكية "سي اي اية" تجري تحقيقا فيما شهرام أميري "عميلا مزدوجا". واضافت "واشنطن كانت تعتقد ان اميري كان جزءا من شبكة صغيرة لعملاء كانوا يقدمون معلومات عن البرنامج النووي الإيراني وجرى إعادة توطينهم في الولاياتالمتحدة بعد منحهم مكافآت مالية بما في ذلك 5 ملايين دولار خصصت لأميري. ومن جانبها، ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الامريكية ان اميري ظل يعمل لصالح وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية داخل إيران لعدة سنوات وقدم معلومات عن البرنامج النووي لبلاده. واضافت الصحيفة "شهرام قدم لمسئولين في "سي اي اية" تفاصيل كيف أن إحدى جامعات طهران أصبحت مقرا سريا للجهود النووية في البلاد ، وربما كان هو أحد المصادر التي استند إليها تقرير تقدير الاستخبارات الوطنية الأمريكية المثير للجدل عام 2007 . وقال مسئولون امريكيون للصحيفة "أميري وفر على مدار سنوات عدة ما معلومات مهمة وأصلية عن الجوانب السرية للبرنامج النووي لبلاده". وعلى الجانب الاخر ، اعلن شهرام اميري الخميس فور عودته الى بلاده ان الاستخبارات الامريكية عرضت عليه 50 مليون دولار مقابل بقائه في الولاياتالمتحدة، وضغطت عليه من اجل الاسهام في الحملات الدعائية المعادية لبلاده ، وذلك بعد اختفاء دام اكثر من عام متهما "سي اي اية" باختطافه. وقال ان ضباط "سي اي ايه" اختطفوه امام فندقه في المدينةالمنورة ونقلوه الى الولاياتالمتحدة على متن طائرة عسكرية ، مضيفا "طلبوا مني ان اقول لوسائل الاعلام الامريكية انني طلبت اللجوء الى الولاياتالمتحدة وانني جلبت معي وثائق وكمبيوتر محمول يحوي معلومات سرية حول البرنامج النووي العسكري". ونفى اميري فور وصوله طهران قادما من الدوحة التي كان قد وصلها في طريق عودته أن يكون عالما نوويا ، مؤكدا انه باحث ولا علاقة له بموقعي نطنز وفوردو النوويين الإيرانيين. واضاف "لم انجز اي بحث نووي ، ولكني مجرد باحث بسيط يعمل في جامعة مفتوحة للجميع ولا يوجد أي عمل سري بداخلها" ، ووصف عملية اختطافه بأنها وسيلة استخدمتها الولاياتالمتحدة لممارسة الضغط السياسي. افادت شبكة التلفزيون الامريكية "ايه بي سي" في اواخر مارس/آذار ان اميري منشق وهو يتعاون مع وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية "سي آي ايه". وبحسب وسائل الاعلام الايرانية فان شهرام اميري هو "باحث في النظائر المشعة الطبية في جامعة مالك الاشطر" التابعة للحرس الثوري. وفي 7 يونيو/حزيران عرض التلفزيون الايراني تسجيل فيديو يظهر فيه رجل يقول انه اميري وانه تعرض للخطف من قبل الاستخبارات الامرسكية وانه محتجز بالقرب من توكسون ولاية اريزونا. وفي نهاية حزيران/يونيو بثت وسائل الاعلام الايرانية شريط فيديو ثان يظهر الرجل ذاته، اكد فيه انه افلت من ايدي العملاء الامريكيين وانه موجود في فرجينيا شرق الولاياتالمتحدة. وذكرت وسائل الإعلام الإيرانية أن أميري باحث في جامعة طهران، لكن تقارير أخرى قالت إنه يعمل في وكالة الطاقة الذرية الإيرانية ولديه معرفة شاملة بالبرنامج النووي الإيراني.