ترقب المصريون بشغف إنتهاء شهر أغسطس على أمل ان يضع اليوم الحادى والثلاثين من هذا الشهر الاعلى حرارة منذ خمس سنوات نقطة النهاية في موجة حارة رطبة بدأت من منتصف شهر يوليو الماضي واستمرت حتى الأن، وذلك بناء على توقعات المتخصصين التي استندت إلى وقوع مصر تحت تأثير منخفض الهند الموسمي الذي يتميز بارتفاع درجة الحرارة وارتفاع نسبة الرطوبة في نفس الوقت مما يزيد الشعور بالحرارة. موجه طويلة حارة متواصلة و شديدة الرطوبة، استمرت مع شهر سبتمبر الحالي الذى عادة ما يكون بشيرا للاعتدال الخريفي و الذى يحدث غالبا حول يوم 23 سبتمبر من كل عام ، استمرت الموجة الحارة لتضرب شهر سبتمبر الذى أوشك على الانتصاف فى مقتل فبات " الاسم لسبتمبر والفعل لأغسطس"، وأشتعل الفيسبوك بالتعليقات الطريفة التى تشير الى أكذوبة حلول سبتمبر مشيرين الى ان شهر أغسطس مازال حيا يرزق. حطمت حرارة شهر أغسطس معدلات قياسية في درجات الحرارة، واستمرت الحرارة فى ارتفاعها خلال شهر سبتمبر الحالي، لتسجل موجات حارة عنيفة وغير مسبوقة بهذه القوة سوى في صيف عام 2010 الذي سجل أرقاما قياسية منذ بداية القياس، وشهر أغسطس هو الشهر الثامن طبقا للتقويم الجريجورى وعدد أيامه 31 يوما ، يمثل قمة الصيف في المنطقة المعتدلة من نصف الكرة الأرضية الشمالي. أرهقت موجة الحر الطويلة الأطفال والمسنين ومرضى ضغط الدم والجيوب الانفية وحساسية الصدر والعين، واشعلت اثمان مكيفات الهواء والمراوح التي لاقت رواجا غير مسبوق حيث تلف معظم القديم منها نتيجة للعمل ليل نهار، كما أرهقت ميزانية الاسر نتيجة ارتفاع قيمة فواتير الكهرباء وحتمية التوجه الى السواحل والمصايف املا فى ان تطفئ مياه البحر حرارة الصيف. بدأ فصل الصيف هذا العام يوم 21 يونيو الماضي مسجلا حسابيا أطول فصول العام حيث يصل عدد ايامه حوالى 94 يوما مقابل 92 يوما الربيع و89 يوما للخريف و88 يوما للشتاء تقريبا ، و لم يبق سوى عشرة أيام ويعلن الاعتداء الخريفي انتهاء فصل الصيف فلكيا حيث سيكون يوم الاربعاء الموافق 23 سبتمبر الحالي، ولا أحد يمكنه التنبؤ بما اذا كان هذا التاريخ هو موعد انتهاء المعاناة مع حرارة الصيف أم لا، حيث تعد الحرارة أحد العناصر المؤثرة في الطقس إضافة إلى الضغط الجوي والرياح، وتتأثر درجاتها بالتضاريس والمسطحات المائية والغطاء النباتي والموقع بالنسبة لخطوط العرض. ويمثل الغلاف الجوي الغازي المحيط بكوكب الارض نظاما حراريا حركيا ثيرموديناميكي ( تنتقل فيه الحرارية عبر حركة الهواء والرياح من مكان الى آخر ) ، مما يؤدى الى حدوث تغيرات مناخية بعضها قصير الامد "وتسمى بالطقس " ، وبعضها طويل الامد " ويسمى بالمناخ " ، وتعد حالات المناخ محصلة وتراكم لحالات الطقس قصيرة الامد. ويتأثر الطقس بأربعة عوامل رئيسية هى الحرارة والرياح والضغط الجوى ودرجة الرطوبة ، وعدة ظواهر جوية فى الغلاف الغازى يمكن اعتبارها بمثابة تراكم لمجموعة من العناصر الجوية البسيطة وهذه الظواهر لها تأثير كبير فى حالة الطقس فى أى مكان على سطح الأرض ومنها المرتفعات والمنخفضات الجوية والكتلة الهوائية.