تقف في السوق كالأسد بالجلباب الرجالي والعمة البيضاء ، تبيع وتشتري وسط حيتان سوق الخضار بكل حزم وثقة ، معلم مثل باقي المعلمين ، لكن عندما تقترب منها تجد وراء الملابس الرجالي أنثى لكن بتجاعيد الشقاء. هكذا اختارت المعلمة عفاف الدّكر 44 عاماً لنفسها أسلوب حياة مختلف ، تخفت في زي الرجال 22 عاماً كي تأمن غدر الرجال وقسوة الزمن من أجل تربية ابنها الوحيد. وراء الجلباب حكاية امرأة قوية قهرت الظروف ولم تنتظر من يحن عليها بقرشين ، بعد غياب زوجها الأجنبي بعد عام واحد فقط من الزواج ، لتواجه المصير بمفردها وهي في عز شبابها. لم تبحث الست عفاف عن زوج آخر تعيش في حماه بعد أن تأكدت أن زوجها توفى بعد غياب لسنوات ، لم ترغب في "زوج أم" ينغص الحياة على طفلها ، ولكنها واجهت الحال بالتخلى عن الأنوثة والشباب وارتدت زي الرجال لممارسة التجارة في سوق الفاكهة وأطلق عليها الناس اسم "عفاف الدّكر". ابن الست عفاف يبلغ من العمر الآن 22 عاماً ولم تتمكن إلى الآن من إخراج أوراق رسمية له كالبطاقة أو جواز السفر. اشترت عفاف الدكر عربة كارو لبيع الخضار والفاكهة ، بعد أن طاردتها الحكومة في بلبيس بعد فرشها لبضاعتها أرضاً ، تنطلق الدكر بالعربة من الساعة الواحدة ليلاً إلى العصر ، لذلك ارتدت الملابس الرجالي حتى لا يستضعفها الرجال أو يتجاوزوا معها الحدود. تقول عفاف الدّكر : لن أخلع ملابس الرجال إلا عندما أثبت ابني محمود بأوراق رسمية وبطاقة مصرية ، حينها سأتمكن من النوم ليلاً ، ويطمئن قلبي وحينها سأفكر في خلع العباءة والعمة" .