أفتتح مساء امس بالقرية الفرعونية متحف خاص بالفنان العالمي عمر الشريف وذلك تخليداً وتمجيداً لمشواره الفني ويضم المتحف العديد من الصور النادرة المختلفة للفنان الراحل مع عائلته وأصدقائه وصور من أفلامه العالمية والعربية . ورصدت "محيط" ملامح الجمال في هذا المتحف الفني، والجدير بالذكر ان المتحف سيتم مده لاحقاً بمجموعة من مقتنيات الشريف الخاصة والتي يحتفظ به نجل الفنان الراحل . وافاد الدكتور يوسف مظهر صديف الفنان الراحل عمر الشريف في كلمته بأفتتاح المتحف، عن ذكريات طفولته مع الفنان الراحل عمر الشريف حيث كانوا زملاء بمدرسة "فيكتوريا كوليدج" وكانت المدرسة لاتفرق بين جميع الطوائف والأديان وحين تعرف على الفنان الراحل قدم بأسم (ميشيل شلهوب) لزملائه بالمدرسة و انه ابن تاجر بالأسكندرية ويتبع الطائفة الكاثوليكية . واضاف بأن المدرسة في ذلك الوقت كانت تهتم بالأدب العالمي مثل مؤلفات شكسبير و ليوتولستوي وبدء اهتمام عمر الشريف بتلك المؤلفات والاتجاه الى تجسيدها بالمسرح المدرسي وكان المدرسين الأنجليز في ذلك الوقت يقومون بتصليح نطق عمر الشريف، وكان لايقبل الشريف اي تعديل بالنطق بالرغم من ان المعلم انجليزي الجنسية، ومن هنا كانت تتضح قوة شخصية عمر الشريف، واضاف بأن الشريف رياضي بدرجة كبيرة فكان يشترك بجميع الأنشطة الرياضية وفي نفس الوقت اشترك بفريق التمثيل واشتهر جداً بالمدرسة في ذلك الوقت. وتحدث مظهر عن اسباب اختيار عمر الشريف لتمثيل لورانس العرب، وذكر مظهر بأنه التقى بمخرج فيلم لورانس العرب "دافيد لين" في احدى الحفلات وسأله عن سبب اختيار الشريف لهذا الدور فأجابه "لين" نحن كنا نبحث عن ممثل بملامح شرقية يتقبله الرجل الأوربي بالاضافة الى نطقه للأنجليزية بشكل كامل ومنظبط لاقصى درجة ، واكد مظهر بأن هذه المقومات كانت تعد الاسلحة التي اخترق بها الشريف السنيما العالمية . وافادت الكاتبة الصحفية محاسن السنوسي في كلمتها بأفتتاح المتحف على اهمية تكريم الفنانين، فهذا تخليداً لهم ولاعمالهم التى اثرت في الوجدان المصري ولأهمية معرفة الاجيال العربية والغربية الجديدة بهؤلاء الفنانين . وذكرت عمر الشريف هو معلم الرومانسية الراقية، وتسألات من منا لم يحب ثنائية الشريف مع فاتن حمامة ومن منا لم يتأثر بها؟؟ فثنأيتهم كانت تذكرنا بثنائية روميو وجوليت فنحن تعلمنا رومانسية الرقي والتحضر منهما . وتسألات اين دور الدولة من تكريمها للفنانين والعظماء وذكرت بأن الفن جزء اصيل بالأمة والشعب المصري فلم يذكر احد من المؤسسات الرسمية الذكرى الاربعين لعمر الشريف وقد قامت القرية الفرعونية البعيدة عن اجهزة الدولة القيام بتخليد ذكرى عمر الشريف بأنشاء هذا المتحف بالرغم من الدور الوطني الذي لعبه عمرالشريف في مفاوضات كامب ديفيد حيث استعان به الرئيس الراحل انور السادات للتواصل في تل ابيب وامريكا للتفاوض بمعهدة السلام، واضافت بأن الجدير بالذكر أن الشريف لم يغير جواز سفره المصري في حياته بالرغم من العروض المستمرة لكثير من الدول لمنحه جنسيتهم ورغم ذلك قرر عمر الشريف الاحتفاظ بالجنسية المصرية فقط حتى مماته. وعن الأمنية التي كان يحلم بها عمر الشريف ولم تتحقق، أجاب الدكتور يوسف مظهر صديق الفنان الراحل في حديث خاص "لمحيط"، انه بالرغم من مجد الشريف في السينما العالمية الى انه كان يحلم بالعودة للسينما المصرية "بفكره الخاص"، واضاف بأن الشريف افكاره وتقييمه لنفسه تغيرت بعض عمله ونجاحه بالسينما العالمية، لذلك عندما عاد الى مصر وقدم بعض الأعمال السينمائية لم يفهمها الشباب ولم تنجح نجاحاً كبيراً، فقد كان يريد ان يسلك لنفسه خط جديداً ولكن لم يسعفه الوقت. وعن مدى رضاء عمر الشريف لتقدير الدولة له افاد مظهر، اين هو تقدير الدولة لعمر الشريف !!! وبالرغم من ذلك لم يردد الفنان الراحل في حياته ان "مصر ظلمتني" فهو كان يمتلك ثقة بنفسه ليس لها حدود وكان يردد انه يعلم بأن اعماله تلقى نجاحاً كبيراً فما التكريم بعد ذلك، وكان يكتفي بحب الناس له . وعن تعليق عمر الشريف بشأن الجدل الذي يثار دائماً حول ديانته، افاد مظهر، عمر الشريف لم يستمع لتلك الاقاويل او يلتفت لها ، ولم يكن احد يوجه بتلك الأقاويل بطريقة مباشرة طوال حياته فكان يسمع فقط ويكفي ان جنازته خرجت من جامع السيدة نفيسة . وعن غياب الفنانين بأفتتاح متحف عمر الشريف افادت الكاتبة الصحفية محاسن السنوسي في حديث خاص "لمحيط"، كنت اتوقع حضور الفنانين او مندوبي نقابة المهن التمثيلية او ممثلين من وزارة الثقافة، واضافت بأن دعوات افتتاح المعرض وميعاده معلن منذ ايام بجميع وسائل الاعلام ولم يتم الالتفات لها. وافادت السنوسي بأن عمر الشريف لم يشهد تكريم في حياته او بعد مماته ، ووسائل الأعلام العالمية هي من اهتمت بتكريم الفنان الراحل بشكل كبير عن تكريمه بوطنه.