أكد سيرجي لافروف وزير الخارجية الروسي توافق موقف بلاده والمملكة العربية السعودية على ضرورة تضافر الجهود من أجل محاربة تنظيم "داعش " الإرهابي ، وغيرها من المنظمات الارهابية التي لا تمثل مصدرا للخطر للبلدين فقط ولكن للعالم أجمع. وقال لافروف في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية السعودي عادل الجبير في موسكو اليوم (الثلاثاء ) "لقد ناقشنا خلال الاجتماع الاوضاع في منطقة الشرق الأوسط وسبل تسوية النزاع في سوريا والتركيز على الأوضاع في ليبيا واليمن والعراق ". وأضاف أنه على الرغم من وجود بعض الخلافات في المواقف السعودية - الروسية بشأن اعلان جنيف ، الا أنه يمكننا القول أن اغلب المواقف السعودية والروسية تتطابق، مشيرا إلى أن البلدين اتفقا على ضرورة مواصلة الجهود فيما يتعلق بالخطوات التي يجب اتخاذها من أجل خلق الظروف المواتية لاستنئاف الحوار بين الحكومة السورية والمعارضة وذلك برعاية المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا السفير ستيفان دي ميستورا. وأضاف لافروف أنه ناقش مع نظيره السعودي الأوضاع في اليمن ، حيث شددا على ضرورة وقف القتال فورا في هذا البلد ، مشيرا الى أنه تم إطلاع السعودية على الاتصالات التي أجرتها موسكو مع ممثلي الفصائل اليمنية بهدف دعم مبادرة المبعوث الدولي إسماعيل ولد الشيخ أحمد ، من أجل مواصلة العملية التفاوضية مع اعتبار القرارات الاممية ذات الصلة . ولفت الى أنه يوجد توافق بين البلدين بشأن الأوضاع في ليبيا والعراق ، وأنه تم مناقشة سبل إخراج تسوية شرق أوسطية بين الاسرائيليين والفلسطينيين . وأكد دعم بلاده للمبادرة العربية للسلام التي طرحتها السعودية عام 2002 ، وضرورة اشراك الجامعة العربية في جهود الرباعية الدولية . وفيما يتعلق ببرنامج إيران النووي ، أعرب لافروف عن أمل بلاده في أن هذه الظروف الجديدة ستسهم في تعزيز الجهود من اجل اطلاق الحوار بين جميع دول الخليج العربي وإيران . وأشار إلى أنه ناقش خلال اجتماعه مع نظيره السعودي العلاقات الثنائية بين البلدين ، لافتا إلى أن زيارة ولي ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان الى موسكو في يونيو الماضي أعطت زخما لتطويرهذه العلاقات ، مضيفا أنه تم الاتفاق على التعاون في العديد من المجالات مثل الطاقة والنووي السلمي والاستثمار والمشاريع المشتركة في مجال الزراعة. وجدد وزير الخارجية الروسي خلال المؤتمر الصحفي على الدعوة التي وجهها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز لزيارة روسيا في وقت قريب. ومن جانبه أكد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير في سياق المؤتمر الصحفي على ضرورة تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين حتى تتماشى مع حجم اقتصاد البلدين ومكانتهما في العالم ، وتطوير هذه العلاقات في كافة المجالات سواء الامنية او العسكرية او الاقتصادية والتعليمية . وأضاف الجبير أن زيارة ولي ولي العهد الامير محمد بن سلمان الاخيرة إلى روسيا تعد زيارة محورية في وضع أسس للعلاقات المستقبلية بين البلدين . وأشار إلى أنه تم التوقيع على عدد من الاتفاقيات ، والآن نعمل على تفعيلها ، لافتا إلى أن هناك عددا أكبر من الاتفاقيات التي سيتم توقيعها في المستقبل القريب ، موضحا أن الزيارة المرتقبة لخادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز لموسكو يتوقع أن تكون نتائجها متميزة في دفع العلاقات بين البلدين قدما . ولفت إلى أن هناك مصالح عديدة تجمع بين البلدين سواء فيما يتعلق بالأوضاع في المنطقة بشكل عام او في مجال الطاقة والبترول او في مجال الزراعة ومجالات أخري لاستثمارها خدمة لمصالح البلدين والشعبين . وبين الجبير أن محادثاته مع وزير الخارجية الروسي سرجى لافروف اتسم بالوضوح والحديث في جميع المواضيع وهناك تقارب في بعض المواقف المهمة بين البلدين وأنه توجد بعض الامور التي يجب التفاهم عليها في المستقبل . وبشأن الأوضاع في سوريا ، قال عادل الجبير وزير الخارجية السعودي في سياق المؤتمر الصحفي الذى عقده مع نظيره الروسي في موسكو إنه تم بحث الأوضاع في سوريا ، وأهمية ايجاد حل سياسي لهذه الأزمة ، لافتا إلى أن موقف السعودية تجاه سوريا لن يتغير ، وانه مبني على حل سلمي بموجب إعلان مؤتمر جنيف 1 ، وأنه لا دور للأسد في مستقبل سوريا ، وذلك من اجل الحفاظ على المؤسسات الحكومية والعسكرية . ونفى ما تم تداوله من تصريحات او تعليقات بشأن تغير في موقف السعودية تجاه الأزمة السورية . وأوضح أنه تم الحديث عن أهمية توحيد صف المعارضة السورية من أجل الخروج برؤية واحدة لمستقبل سوريا ،وللبدء في العملية السلمية بموجب مؤتمر جنيف 1 ، لافتا إلى أنه يتطلع إلى مثل هذه المشاورات في القريب العاجل من أجل حل الأزمة السورية التي طال أمدها. وفيما يتعلق بالأوضاع في العراق قال الجبير " إنه جرى الحديث حول الأوضاع في العراق وأهمية تطبيق الإصلاحات التي تم الاتفاق عليها في الصيف الماضي لضمان حقوق جميع الطوائف العراقية ولسحب البساط من قبل تنظيم "داعش" وذلك عبر اعطاء كافة المواطنين العراقيين - بغض النظر عن دينهم او عرقهم - حقوقهم والمساواة بينهم ليكونوا شركاء في حكومة واحدة . وحول الأوضاع في اليمن ، أوضح وزير الخارجية السعودي خلال المؤتمر الصحفي أنه يتعين تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216 دون أى شروط وبشكل سريع لإخراج اليمن من أزمته ، مشيرا إلى أنه تم الحديث مع نظيره الروسي سيرجى لافروف حول كيفية التعامل مع الوضع الإنساني الصعب في اليمن ، وضرورة تكثيف الجهود لتوفير المساعدات الإنسانية للشعب اليمني . وأضاف أن الحديث مع وزير الخارجية الروسي تطرق إلى ضرورة دفع عملية السلام في الشرق الاوسط إلى الأمام ، وايجاد حل لهذا النزاع الذي طال أمده على أساس مبادرة السلام العربية ، واقامة دولتين فلسطينية واسرائيلية تعيشان جنبا إلى جنب في أمن وسلام واستقرار ، لافتا إلى أنه تم بحث بعض الأفكار في كيفية اعادة تفعيل عملية السلام بهذا الصدد . وبين وزير الخارجية السعودي أنه تم التطرق أيضا خلال المحادثات حول كيفية مواجهة الارهاب والتطرف الذي يعاني منه العالم ، وسبل التعاون في المجالات الأمنية في مواجهة هذا الخطر ، لافتا إلى أنه تم الحديث أيضا عن الاتفاقية النووى الإيرانية- الغربية. ومن جانبه ، وردا على سؤال بشأن مبادرة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المتعلقة بتشكيل تحالف دولي اقليمي لمحاربة الإرهاب قال لافروف "لقد ناقشنا خلال اجتماعنا مع الوزير السعودي موضوع الارهاب في منطقة الشرق الاوسط وضرورة تضافر الجهود من أجل هذا الهدف . وأكد وجود جماعات مسلحة معارضة في سوريا لها مصالح خاصة لا تتماشي مع أيديولوجيا الارهابيين ، وأنه لابد من توحيد وتضافر جهود جميع هذه القوى لمحاربة الارهاب والتطرف، مشيرا الى أن الرياضوموسكو تدعمان جميع المبادىء المنصوص عليها في اعلان جنيف 1. وأضاف أنه لاتزال هناك بعض الخلافات في المواقف السعودية والروسية من بينها مصير الرئيس بشار الأسد ، معربا عن اعتقاده بأنه يجب تحديد ملامح الفترة الانتقالية التي تعد مهمة للشعب السوري ، مؤكدا ضرورة توحيد صفوف المعارضة السورية لبلورة رؤية محددة بشأن مستقبل سوريا. وفي سياق رده على سؤال حول التحالف الدولي الذي يشمل السعودية وتركيا ونظام الأسد ، قال وزير الخارجية السعود " إن الرئيس الروسي بوتين يطالب بمواجهة الارهاب من قبل المجتمع الدولي وهو أمر تدعمه السعودية ، وأن التحالف ضد "داعش " في سورياوالعراق قائم والمملكة العربية السعودية تعد جزءا من هذا التحالف حيث تقوم القوات الجوية السعودية بعمليات لمواجهة "داعش " في سوريا . وأردف قائلا " نعتقد أن بشار الأسد جزء من المشكلة وليس من الحل ، و أنه أحد الأسباب الرئيسية لنمو "داعش " في سوريا ، حيث إنه خلال السنوات الأولي لم يوجه سلاحه تجاه "داعش " بل تجاه شعبه والمعارضة المعتدلة مما جعل "داعش " تنمو في سوريا وتسيطر على مناطق كبيرة منها . و قال وزير الخارجية الروسي في سياق رده على سؤال خلال المؤتمر الصحفي المشترك الذى عقده مع نظيره السعودي في موسكو حول إجراء إتصالات بين أطراف المعارضة السورية في موسكو " ليس لدي أي مخططات لإجراء لقاء موسع يجمع أطياف المعارضة السورية ، ولكننا نواصل إجراء اتصالات بشكل فردي بيننا وبين زعماء المعارضة السورية" .. مضيفا أنه يتوقع في القريب العاجل وصول وفود لكل من رئيس حزب الاتحاد الديموقراطي الكردستاني في سوريا ، وعضو لجنة متابعة اجتماع القاهرة للمعارضة السورية ، ورئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض ، وسندعم جميع زعماء المعارضة في إطار مواقفنا " . وفي رده على سؤال حول المبادرة الفرنسية بشأن التخلي عن ممارسة "حق الفيتو " في مجلس الأمن اذا ما كانت هناك ضرورة لاتخاذ خطوات عاجلة في حالة وقوع المذابح الجماعية، قال لافروف إن هذه الفكرة ليست وليدة اليوم ، وإن مبدأ استخدام حق النقض " الفيتو " منصوص عليه في ميثاق الأممالمتحدة دون أي شروط ودون تحفظات، وأنه يتعين على جميع الدول التي وافقت على الميثاق احترامه باعتباره جزء لا يتجزأ من منظومة القانون الدولي.