أكدت المفوضية الأوروبية أن الرد المناسب على تحديات الهجرة واللجوء يتم عبر العمل تنفيذ الالتزامات وليس عبر عقد قمم عاجلة جديدة. وأوضحت وكالة آكي الإيطالية للأنباء اليوم الخميس أن هذا الموقف جاء رداً على دعوة أطلقها رئيس مجموعة التحالف الليبرالي الديمقراطي في البرلمان الأوروبي جي فيرهوفشتات، حث فيها رئيس الاتحاد دونالد توسك على الدعوة لقمة طارئة لتدارس رد شامل على تحدي الهجرة وسط التطورات الأخيرة في المتوسط، ومنطقة كالييه في شمال فرنسا. وقال فيرهوفشتات، الذي شغل سابقاً منصب رئيس الوزراء في بلجيكا، في حسابه على موقع تويتر للتواصل الاجتماعي "نحن بحاجة إلى توفير طرق أكثر أمناً نحو أوروبا لمن يحتاجون للحماية، ويتعين كذلك زيادة الإمكانيات لملاحقة مهربي البشر". وقالت وكالة آكي إن كلام فيرهوفشتات قوبل برد "قاس" من قبل المفوضية الأوروبية، التي أكدت أنه بعد أن عقد الأوروبيون قمماً طارئة كثيرة، "نحن بحاجة الآن لأفعال وليس لأقوال"، حسب المتحدثة باسم المفوضية ناتاشا برتود. وأشارت المفوضية الى أنها ليست الطرف المسؤول عن الدعوة إلى أي قمة أوروبية، وأعلنت أنه "لو وجهت الدعوة لمثل هذه القمة، فنحن سنشارك"، حسب المتحدثة. وحاولت المتحدثة التقليل من خطورة الجدل القائم حالياً بين ساسة أوروبا بشأن الاستراتيجية التي طرحتها المفوضية في مايو الماضي حول التعامل الأوروبي مع ملف الهجرة واللجوء. وذهبت برتود إلى حد إنكار علمها بوجود شكاوى من قبل وكالة حرس الحدود الأوروبية (فرونتكس)، من ضعف الامكانيات، وقالت "لم نسمع بمثل هذا الأمر، ولكننا قمنا بمضاعفة موازنة هذه الوكالة"، وشددت على أن عملية تريتون للبحث والانقاذ في المتوسط حصلت على كل ما يلزم للقيام بعملها. وتأتي هذه التصؤيحات فيما لا يزال الخلاف قائماً بين الأوروبيين بشأن توزيع أربعين ألف مهاجر متواجدين حالياً في إيطاليا واليونان، في محاولة للتخفيف من العبء الواقع على هاتين الدولتين. كما يتعثر العمل الأوروبي في مجال التصدي للهجرة في مجال آخر، فقد توقفت فكرة العمل على تدمير قوارب المهربين عن مرحلتها الأولى، أي مرحلة المراقبة، إذ يحتاج الشروع في ذلك قبالة السواحل الليبية إلى موافقة مجلس الأمن الدولي، الأمر غير المتاح لبروكسل قريباً. يذكر أن حادثة غرق مركب يحمل مئات المهاجرين قبالة السواحل الليبية، وما نتج عنه من وفاة 25 شخصاً وفقدان حوالي 200 آخرين، أعاد إلى الأذهان مأساة جزيرة لامبيدوزا، حيث غرق مئات المهاجرين في البحر قبل سنوات، وتضاف إلى مشكلة المتوسط، أزمة تدفق المهاجرين نحو أوروبا براً عبر ما يسمى ب"طرق البلقان"، وكذلك محاولة الكثير من المهاجرين في منطقة كالييه الفرنسية عبور نفق المانش إلى إنكلترا. وتأخذ المنظمات غير الحكومية والأوساط الأهلية على الاتحاد الأوروبي تمسكه بالمقاربة الأمنية في معالجة ملف الهجرة وإهمال الجوانب الإنسانية والقيمية. وهي سياسة ثبُت فشلها على مدى السنوات الماضية.